تحدث الاديب والروائي فؤاد قنديل عن ذكرياته مع رمضان قائلاً: يعد شهر رمضان بالنسبة لي من الأشهر المنتجة، وأظن هذا يختلف كثيرًا عن كتاب آخرين، يكون بالنسبة لهم شهر الكسل والنوم، أو شهر السهر والتسلية، ولكني أسير فيه تقريبا علي نفس المنوال الذي أسير عليه في الأيام العادية، أستيقظ عادة في السابعة صباحا، ولأنني لا أتناول أية مشروبات أو طعام أميل للقراءة والكتابة خلال الفترة من الثامنة صباحا وحتي الثانية عشرة ظهرا، وأعاود القراءة لمدة ثلاث ساعات أخري في المساء، تبدأ في العاشرة. أّفضل الكتابة في شهر الصيام، لأن الكتابة تحتاج إلي صفاء ذهن وخلو بال وانعدام المطالب، فلا طعام ولا شراب ولا خروج من المنزل ولا حركة كثيرة، ومن ثم لا يضيرني نقص الطعام أو الشراب، وأستفيد من حالة الصفاء الروحي والذهني والجسدي في هذا الشهر. وهناك أعمال كثيرة كتبتها في رمضان أكون قد أعددت مادتها وبنائها وشخصياتها، ثم أبدأ العمل بغزارة وحماس أثناء شهر رمضان، ويحتاج الأمر بعد ذلك إلي مراجعات فقط. أما عن القراءة فقد تكون هناك قراءات مرتبطة بموضوع الرواية مثل الرواية التي كتبتها عن حرب أكتوبر وكنت مضطرا إلي أن أواصل قراءاتي في كتب الحرب، وأشاهد وأقرأ مجلات عسكرية لكن في العادة أقرأ قراءات دينية في رمضان، مثل القرآن الكريم الذي أختمه مرتين خلال الشهر، وكتب الحديث الشريف وعلي رأسها كتاب (رياض الصالحين) للإمام النووي، فضلا عن كتاب (إحياء علوم الدين) للغزالي وكتب دينية أخري للعلماء والشيوخ: محمد عبده والدكتور عبد الحليم محمود، والدكتور محمد عمارة، ومراجعات وتحليلات لبعض الكتب الدينية بقلم هؤلاء العلماء المستنيرين الذين يدركون معني ارتباط القرآن بكل العصور، دون أن تتأثر الثوابت، فالوضوء والصلاة والزكاة والصدقات وغيرها لن تتأثر باختلاف العصور ولكن هناك أشياء كثيرة تخضع لمتغيرات العصر مثل الطعام والشراب والاحتفالات والعادات وغيرها، وأنا سعيد بقدوم رمضان حيث أكون أفضل مزاجا وأحسن صحة وأكثر إقبالا علي الحياة.