إذا توقفنا مع مشاعر المواطن السودانى الذى يحيطه الإحباط من كل جانب، وشعور اليأس تجاه أى مسار ينقذ بلاده، نجد أن مسار الحرب قد أحدث تغييرا كبيرا فى واقع الدولة السودانية، فعلى مدى عام من الصراع المسلح، سجلت الخسائر البشرية أكثر من 10 آلاف شخص، وتشريد نحو 8 ملايين إلى مناطق داخل وخارج السودان، وفقًا للتقديرات الأممية الصادرة من الأممالمتحدة، ووفقا لآخر نداء لمنظمة الصحة العالمية فى بداية شهر ديسمبر، فإن 11 مليون سودانى بحاجة لمساعدات صحية عاجلة، ونحو 25 مليون يحتاجون لمساعدات إنسانية، مع توقف 70% من المستشفيات فى الولايات المتضررة من النزاع، وهروب وفرار نحو 3.6 مليون سودانى خارج البلاد نصفهم من الأطفال!. كما تشير تقديرات الأممالمتحدة، إلى معاناة 18 مليون سوداني، من نقض حاد فى الغذاء. وأصبح مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا، وعلى صعيد البنية التحتية، انهار النظام الصحى حيث أصبح أكثر من 70% من المرافق الصحية السودانية لا تعمل، ووصلت خسائر القطاع إلى قرابة 11 مليار دولار، وفقدت الدولة السودانية نحو 80% من مواردها. وفى تقرير لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائى لتقييم الآثار الإجتماعية والإقتصادية للنزاع المسلح فى السودان، أشار إلى تراجع الإنتاج الزراعى بشكل كبير للغاية، حيث إن ثلثى عدد السكان فى السودان يقيمون فى الأرياف، وأن 50% من المزارعين فى السودان لم يقوموا بزراعة هذا الموسم، بسبب النزوح الداخلى والهجرة الخارجية وتراجع إمكانيات تمويل عملية الزراعة والفلاحة، واعتبر الدكتور عبد الله الدردرى مدير المكتب الإقليمى للدول العربية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائى إن السودان خسر 25% من الناتج المحلى الإجمالى خلال سنة واحدة من الحرب، وهذا يعنى أن الوضع داخلها مدمرا.