لم يستمع إلى تحذيرات أمه فانتهز فرصة غيابها ودخل ليلعب بمدخل البيت المحظور، ليفاجئء بأحدهم يحمله بين يديه فى قسوة ويلقيه من النافذة. ارتطم بالأرض بقوة، وحاول الوقوف فخذلته قدماه، نبح على أمه لتنجده، فخرج صوته ضعيفا باكيا، وانكمش فى مكانه مرتعبا.. رأه أحد الصبية، فسارع لطلب المساعدة من ندى زين الدين مؤسسة «تكية مسافر»، وهو مركز ثقافى تراثى يقع فى شارع الرفاعى بمنطقة الخليفة، ف»زين الدين» معروفة فى المنطقة بحبها للكلاب وحرصها على إطعامهم ورعايتهم. فوجئت «زين الدين» بأحد الصبية يطرق باب «تكية مسافر» ويخبرها بأن هناك من ألقى بكلب صغير من نافذة أحد المنازل المجاورة، عندما وجده يلعب بمدخل بيته، فسارعت مع الصبى لإنقاذه، لكنهم لم يعثروا عليه، واستمرت تبحث عنه لمدة 3 أيام حتى وجدته مختبئا بأحد الأركان ومصابا بكسر فى قدمه، اقتربت منه وطمأنته، ثم هرولت به إلى عيادة صديقتها لتعالجه.. على مدار 3 أسابيع كانت تتابع حالته الصحية، ولم تفارقها صورته وهو مرتعب وملقى على الأرض بلا حراك، أسمته «شجيع»، فقد واجه آلامه بشجاعة، وبدأ يسترد عافيته. تقول «زين الدين»: إن «شجيع« لا يتجاوز عمره الثلاثة أشهر، لكنه تعرض لحادث قاس، مبدية استياءها ممن تسبب فى إصابته بهذا الشكل، مضيفة إن بعد تماثله للشفاء ستعيده إلى أمه التى تقيم بالمنطقة.. رحلة إنقاذ «شجيع» لم تكن الأولى التى تخوضها «زين الدين» لمساعدة كلاب الشوارع، فقد سبق أن أنقذت عددا من الكلاب، وتبنت كلبين منهم وأسكنتهما ب«تكية مسافر». وتضيف زين الدين: «كل فترة بتظهر لى حالة تحتاج للمساعدة ولا أستطيع التخلى عنها، إلى جانب رعايتى وإطعامى لأصحابى من الكلاب فى الشارع يوميًا، فهم مسئولون منى، و«شجيع» له بصمته الخاصة، فنظرته واحساسه بالأمان بعد إنقاذه تمثل لى حافزا للاستمرار فى مساعدة كلاب الشوارع على النجاة».