وجه محمد على باشا الكبير مؤسس النهضة الحديثة فى مصر جزءًا كبيرًا من جهوده إلى إحياء العلوم والآداب فى مصر، وذلك بنشر المدارس على اختلاف درجاتها، وإرسال البعثات العلمية إلى أوروبا، وقد اتبع فى هذا السبيل تلك الفكرة التى اتبعها فى إنشاء الجيش والأسطول، ذلك أنه اقتبس النظم الأوروبية الحديثة فى نشر لواء العلوم والمعرفة، فأسس المدارس الحديثة، وأخذ من الحضارة الأوروبية خير ما انتجته العلوم، فنهض بالأفكار والعلوم فى مصر نهضة كبرى كانت أساس تقدم مصر العلمى الحديث وكان للطب نصيب كبير فى هذة النهضة تمثل فى ارسال محمد على باشا الكبير وبتوصية من مستشاره الطبى كلوت بك البعثة الرابعة أو البعثة الطبية الكبرى سنة 1832وكان عدد أعضائها اثنا عشر تلميذا، من أوائل خريجى مدرسة الطب المصرية بأبى زعبل التى اقامها محمد على لتخريج اطباء لخدمة الجيش المصرى الحديث الذى قرر انشاءه لتثبيت حكمة فى مصر والدفاع عنها، فكانوا باكورة ثمرتها، واختارهم الدكتور كلوت بك ليتموا علومهم فى باريس، حتى يتم تأهيلهم للتدريس فى مدرسة الطب ولإقامة علم الطب فى مصر على دعائم ثابتة وطيدة من صبغة بالصبغة المصرية، وقد كان من حسن الحظ أن أقام أولئك التلاميذ فى امتحانهم فى اللغة الفرنسية أمام الاكاديمية الباريسية الدليل على تفوقهم حتى استحقوا أن ينالوا لقب الدكتوراه من جامعة الطب بباريس, وقد نبغ معظمهم وخلدوا أسماءهم بما قاموا به من اعمال خالدة كانت الاساس فى بناء منظومة طبية متكاملة، وفى نشر العلوم الطبية فى مصر، وخاصة بمدرسة الطب تدريسا وترجمة وتأليفا، وفى الاضطلاع بالأعمال الصحية فى البلاد.. وهؤلاء هم: محمد على (باشا) البقلي. 2- إبراهيم النبراوى بك. 3 – محمد الشافعى بك. 4 – محمد الشباسى بك. 5 – مصطفى السبكى بك. 6- احمد حسن الرشيدى بك. 7 – عيسوى أفندى النحراوي. 8 – الشيخ حسين غانم الرشيدي. 9 – محمد افندى السكري. 10- حسين الهياوى افندي. 11- محمد منصور افندي. 12 – احمد نجيب افندي. وسنسرد فى المقالات القادمة سيرة من نبغ منهم وكان لهم الفضل فى تكوين أسس المنظومة الطبية الحالية.
