بين أحضان التاريخ كانت الانطلاقة الأولى لصالون «نفرتيتى» الثقافى، حيث تكللت جهود مجموعة من الصحفيات الناجحات بتحقيق حلمهن فى تفعيل جروب نفرتيتى الذى يهتم بالحضارة المصرية وتراثها،ونظم الجروب أول صالون ثقافى له،بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية برئاسة الدكتور هانى أبوالحسن مدير عام الصندوق. الجروب ضم مجموعة كاتبات صحفيات حققن نجاحات كبيرة على مدار سنوات طويلة فى العمل الصحفى خاصة فيما يتعلق بقضايا الآثار والتراث، وهن وفاء عبدالحميد وكاميليا عتريس ومشيرة موسى وأمانى عبدالحميد وفتحية الدخاخنى، وقد كانت الانطلاقة قوية من واقع أول موضوع قرر الصالون البدء به وهو حركة الأفروسنتريك وتأثيرها على الحضارة المصرية. وجاء الصالون وضيوفه وتفاعلات الحضور معهم بمثابة إعلان صريح برفض فكر الأفروسنتريك والدعوة للوقوف أمامه والتصدى له بفعاليات وخطوات منظمة، وبدأ الصالون بإذاعة برومو الفيلم الذى أعدته شبكة نيتفلكس عن كليوباترا وأظهرتها سوداء البشرة بما يخالف حقائق التاريخ والآثار، وتولى ضيوف الصالون وهم مجموعة متميزة من المتخصصين فى الآثار مهمة الرد والتوضيح لما ورد بالفيلم من تزييف الحقائق. وكان ضيوف الصالون هم د.حسين عبدالبصير مدير عام متحف آثار الإسكندرية، ود.سامية الميرغينى المدير العام السابق لمركز بحوث الآثار والخبيرة المتميزة والمتخصصة فى علم الأنثروبولوجى، ومجدى شاكر كبير الأثريين فى وزارة السياحة والآثار، وقد حدث بينهم وبين الحضور تفاعلًا كبيرًا، وقد اتفق الجميع على أن مواجهة حركة الأفروسنتريك تحتاج تكاتفا كبيرًا من كل المصريين بمختلف تخصصاتهم، ولا بد من الرد القوى والحاسم على إدعاءات دعاة الأفروسنتريك. وقد خرج الصالون بعدة توصيات كان أهمها، ضرورة التفرقة بين توجهات الأفروسنتريك وما بين أهلنا فى الجنوب فهم جزء من مصر، وضرورة توعية شبابنا بكيفية طرح تلك القضية دون عنصرية أو تعصب، وأهمية الدراما إلى جانب العلم فى الرد على تلك الإدعاءات وبكل لغات العالم. وكان من أبرز المشاهد التى رصدناها فى الصالون الثقافى المداخلة المتميزة التى قام بها عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس والذى كان حريصًا على ذلك رغم تواجده فى أمريكا حاليًا، حيث أكد فى مداخلته أن كليوباترا لم تكن أبدا ذات بشرة سمراء أو سوداء، وان الفيلم الذى أنتجته شبكة نيتفليكس عنها سيذهب إلى مزبلة التاريخ. ومسك الختام للصالون كان فقرة فنية رائعة للفنان كرم مراد، والذى قابل الحضور وجوده بحفاوة كبيرة، حيث أمتعهم بمجموعة رائعة من الأغانى التى اشتهر بها وهو يعزف على العود.