شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فعاليات الندوة التثقيفية ال 37 للقوات المسلحة؛ بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة، بحضور رئيس مجلس الشيوخ المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الفريق أول محمد زكي، وشيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة. وصافح الفريق أول محمد زكى أسر شهداء القوات المسلحة قبيل بدء فعاليات الندوة التثقيفية، وبدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ أحمد تميم المراغى. وقال مُقدم الندوة التثقيفية ال 37 للقوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم فى مستهل الاحتفالية، إن لكل أمة صفحة من الحياة القومية تحتوى تاريخ الجهود التى بذلتها والآلام التى عانتها فى سبيل حريتها، تلك الصفحة أول ما تعنى كل أمة بتدوينها، ففيها ذكريات لكفاح الماضي، وعبر لجهاد الحاضر، وعظات لآمال المستقبل، وبيان للأجيال المتعاقبة فى أداء الأمانة القومية، تلك الأمانة المقدسة وصية الآباء للأبناء لتستمر مسيرة العطاء من جيل إلى جيل». وأضاف، أن هذه الندوة التثقيفية السابعة والثلاثين التى تنظمها القوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد الذى يواكب ذكرى استشهاد البطل الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة يوم 9 مارس 1969 والذى أكد باستشهاده أن الدفاع عن الأوطان واجب مقدس تذوب فيه الفوارق وتتلاشى فيه الرتب. وبدأت فعاليات الندوة بعرض فيلم تسجيلى بعنوان «القطرة» يتطرق إلى القطرات التى يستنزفها الإنسان فى سبيل تحقيق الإنجازات والتطورات وتغيير الواقع فى البلاد سواء أكانت قطرات من العرق أو الدم أو الدمع على شهداء الوطن.
رموز خالدة
عقب ذلك، عُرض فيلم تسجيلى بعنوان «رموز خالدة» أبرز بطولات شهداء الوطن من أهل البطولة والفداء والتى ستظل سيرتهم خالدة تتحدى الزمن. واستعرض الفيلم بطولة استشهاد عقيد أركان حرب عاصم محمد عصام الدين، حيث وصفه كل من تعامل معه، بالأسد الجسور الذى يقتحم ويسبق مجنديه ليتلقى ما يتلقى قبلهم، وكذلك بطولات الشهيد مقدم أمير إبراهيم عوض الله، والشهيد جندى بيشوى شهدى عبدالمسيح، والشهيد عميد أركان حرب أحمد عبدالمحسن السيد، والشهيد رقيب هانى عبدالرحمن علوان، والشهيد مُقدم محمود منتصر، حيث روى أهالى الشهداء بطولات أبنائهم، وما شعروا به من ألم الفراق عقب الشهادة، وشعورهم بالفخر والرضا بالمكتوب، حيث يعيش الشهيد ويظل دائمًا داخل القلوب. ثم عُرض مشهد تمثيلى بعنوان «مثلث القيادة»، سرد قصة ثلاثة من أبطال القوات المسلحة (دفعة 2009)، جمعهم القدر فى يوم واحد ومشهد واحد يوم التخرج فى مثلث القيادة وهم يسلمون العلم لبعضهم البعض.. وهم (الرائد الشهيد مصطفى حجاجى مساعد الدفعة 103 حربية، والرائد الشهيد محمد على العزب مساعد الدفعة 104 حربية، والرائد الشهيد عماد الدين أبو رجيلة حامل العلم) وجميعهم استشهدوا فى سيناء وسجلت أسماؤهم فى سجلات الشرف. وحيا الرئيس عبدالفتاح السيسى وجميع الحضور «وقوفًا» أمهات الشهداء الثلاثة، وحرص الرئيس على التقاط صورة مع الأمهات الثلاثة كل على حده. وقالت إحدى أمهات الشهداء: «إنه شرف لنا وكرم من عند ربنا أن كرمنا بالشهادة، وفخر لى أن يكون لدى شهيدان وأنا على أتم الاستعداد للشهادة دفاعًا عن الوطن ولكى يعيش الشعب المصرى فى أمن واستقرار بفضل الله سبحانه وتعالى والقوات المسلحة، وأنتم سند لنا بعد الله»، مضيفة: «الحمد الله أن بلدنا فى استقرار ولم نهجر منازلنا». وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن الأمن الذى تشهده مصر حاليًا كان ثمنه دماء وأرواح وتضحيات الشهداء، مضيفًا فى مداخلة مع أمهات شهداء «مثلث القيادة»: «عندما استشهد الأبطال لم تكن الصورة واضحة.. وهم ضحوا ودفعوا الثمن الذى لن نستطيع أن نعوّضه لأمهات وأسر الشهداء بل الله سبحانه وتعالى من يعوضهم». وأضاف الرئيس: نحن نعيش بفضل الله وتضحيات هؤلاء الشهداء التى دفعت منذ حوالى 9 سنوات»، معربًا عن سعادته وفخره بلقاء أمهات الشهداء وطلب منهن الحديث إلى الناس لإيصال صوتهن إلى شعب مصر». وقال السيسى: «عندما استشهد هؤلاء الأبطال كان الخوف يسيطر على الجميع وكنا نستيقظ على عمل إرهابى كبير، ودماء أبنائنا تنزف وأرواح تصعد إلى بارئها»، مؤكدا أن الثمن الذى دفعه الشهداء من أبناء مصر وما قدمته أسرهم وخاصة الأمهات، لن نستطيع تعويضه، وأن الله سبحانه وتعالى هو من يستطيع تعويضهم، فهو وحده القادر على ذلك. وأضاف، أن الجيش ليس فقط من يتذكر شهداء الوطن بل المصريون جميعًا، متابعًا: »نحن اليوم نتحدث عن استشهاد الفريق عبد المنعم رياض.. تلك الواقعة التى تجاوزت 50 عامًا.. فنحن لم ولن ننساه ولن ننسى كل شهيد وكل مصاب قدم جزءًا من جسده من أجل أن تصبح البلد فى أمان وسلام»، مضيفًا أن البعض كان يتعجب منذ سنوات عندما يتطرق الحديث عن القضاء على الإرهاب»، مؤكدا أنه بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود أبناء الوطن تحقق الحلم وبفضل تلك الأرواح والأسر المصرية البسيطة التى ربت أبناءها وقدمتهم فداء للوطن. وشدد الرئيس السيسى على ضرورة الحفاظ على الوطن وألا نسمح بتكرار ما حدث من خراب فى مصر، مؤكدًا أن ما شهدته مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، تحقق بفضل من الله تعالى وتضحيات الشهداء من الجيش والشرطة والمصريين جميعًا. ووعد الرئيس أسر الشهداء بتخصيص يوم للاحتفال معهم فى سيناء ب«يوم الشهيد»، وقال «سترون سيناء بصورة مختلفة عن الصورة المؤلمة التى كانت تظهر عليها بسبب ممارسات الأشرار»، مضيفًا «ستفخرون بأن أبناء الوطن قدموا أرواحهم من أجل هذا البلد».
بطل الحكاية
وعقب ذلك، قدم مجموعة من شباب القوات المسلحة عرضًا مسرحيًا بعنوان «بطل الحكاية» جسدوا خلاله شخصيات الشهداء وخوفهم الشديد على أسرهم، وتناول العرض حياة أسر الشهداء بعد استشهاد أقاربهم فى جبهات القتال من أجل الدفاع عن الوطن. ثم تحدث مقدم احتفالية «يوم الشهيد»، خلال الندوة التثقيفية ال 37 للقوات المسلحة، فقال إن رجال جيش مصر لم يرتبطوا ببقعة على أرضها مثلما ارتبطوا بسيناء الحبيبة فهى قدس أقداس الوطن ودرة التاج المصري، إن سيناء الحبيبة دارت على أرضها خلال السنوات العشر الأخيرة حرب خاضها رجال القوات المسلحة بالتعاون مع رجال الشرطة ضد أخطر العناصر والتظيمات والجماعات الإرهابية تطرفا وإجراما». وأضاف أن الرئيس، قال فى رسالة شديدة الوضوح: «لن نترك سيناء لأحد، إما أن تبقى سيناء مصرية خالصة وإما أن نموت على أرضها.. إن الرئيس لم يقلها برؤية شخصية، فالرئيس هو رمز الشعب وقائد أعلى للجيش، وحينما يتحدث فإن مصر تتحدث، لكنهم لم يفهموا الرسالة ولم يستمعوا إلى النصيحة، وأخذتهم العزة بالأثم وظنوا أنهم مانعتهم جحورهم، فلم تُغن عنهم شيئا»، متابعًا: «افخروا بجيشكم وارفعوا الرؤوس إلى السماء، فلديكم رجال حينما يزأرون فإن صدى صوت زئيرهم يزلزل الأرض.. رجال لا يهابون الموت لأنهم يدركون أن فى موتهم حياة». وعقب ذلك، تم تقديم فيلم تسجيلى من انتاج إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة المصرية بعنوان: «سيناء ملحمة التضحية والبناء». وبدأ الفيلم بكلمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، قال فيها: «سيذكر التاريخ لمصر أنها تصدت وجابهت أخطر فكر متطرف إرهابى لو تمكن من الأرض لحرقها»، وعرض الفيلم مقتطفات من مقولات إرهابيين توضح فكرهم المتطرف وتكفيرهم لكل الشعب المصرى. واستعرض الفيلم التسجيلى مشاهد من المعارك التى دارت على أرض سيناء لتطهيرها من المتطرفين، وتضمن كلمة للرئيس السيسي، قال فيها: «ستقوم القوات المسلحة والشرطة المدنية بالثأر لشهدائنا.. سنرد على هذا العمل بقوة غاشمة». وأكد الفيلم التسجيلى أن سيناء ظلت مطمعا للغزاة عبر العصور، وتسلل إليها الإرهاب الأسود قبل ثورة 30 يونيو 2013 لإقامة بؤرة لأنشطتهم الإرهابية، حيث قام الإرهابيون بترويع الآمنين وقتل المصلين ساعين لإقامة إمارة لهم فى سيناء، ولكن بعزيمة الأبطال وبأيدى رجال لا يعرفون الخوف تحطمت آمال المعتدين فى حرب مصيرية. وأشار الفيلم التسجيلى إلى إصدار الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، أمرا إلى القوات المسلحة والشرطة، يعبر عن إرادة شعب مصر، بهدف القضاء على الإرهاب فى جميع صوره وأشكاله واقتلاع جذوره من كل شبر فى أرض مصر، وعلى الفور بدأ تنفيذ الأمر الصادر للقوات المسلحة والشرطة، بشن الحرب الشاملة على الإرهاب أينما وجد على أرض مصر. واشتملت الخطة فرض حصار محكم على جميع المناطق الحدودية شرق وغرب وجنوب مصر وعلى امتداد الساحل الشمالى لحصر مناطق العمليات ومنع تسرب أو هروب العناصر الإرهابية أثناء تنفيذ المداهمات، وتم تنفيذ ضربات جوية مركزة لدك معاقل الإرهاب الأسود فى شمال ووسط سيناء واقتحام الكهوف والمغارات والحفر والخنادق التى يحتمون بها واجتثاث الزراعات المخدرة التى يزرعها الإرهابيون ويتجارون فيها لتمويل أعمالهم الدنيئة وتدمير وسائل نقلهم ومراكز قيادتهم. وكشف الفيلم التسجيلى عن أن تلك الجهود أسفرت عن اكتشاف وتدمير 273 ألفا و249 مخزنا وملجأ ونفقا، و 1129 عربة دفع رباعي، و2344 دراجة نارية، 1369 قطعة أسلحة متنوعة، و8831 عبوة ناسفة، و1790 جهاز لاسلكى وحاسب، وضبط كميات كبيرة من الذخائر مختلفة الأعيرة، كما خلفت هذه الحرب مصابين أبطال كان عطاؤهم ولا يزال نبراسا يضىء الطريق. واستعرض الفيلم كيف عادت الحياة إلى طبيعتها فى سيناء آمنة مستقرة بتضحيات الرجال، وسعيا للاستفادة من ثرواتها وأماكنها المقدسة، عزمت القيادة السياسية على أن تعيد بناء تلك الرقعة الغالية من أرض مصر من خلال إقامة مشروعات عملاقة فى كل المجالات ليعم الخير فى شتى ربوع البلاد. واختتم الفيلم التسجيلى بعبارة: «سيناء حلم وطن يتحقق بسواعد ابنائه ونتعهد بأن القادم أفضل».
تكريم أسر الشهداء
كما كرّم الرئيس، أسر شهداء ومصابى العمليات من القوات المسلحة، وبعدها توسط الصور التذكارية من جميع أسر المُكرمين، الذين اصطحبوا أطفال وذوى الشهداء المكرمة أسماؤهم، وأدار الرئيس حوارا أبويًا ووديًا مع أسر المكرمين، وحمل على كتفه أطفال المكرمين من شهداء الوطن. فيما أكد الرئيس، فى كلمة خلال الاحتفال ب«يوم الشهيد»، ضرورة الحفاظ على تضحيات الشهداء الذين دفعوا ثمنا كبيرا ليتحقق الأمن والاستقرار للدولة المصرية، مشددا على أن الحرب ضد الإرهاب لم تكن بسيطة طوال السنوات العشر الماضية. وقال، إننا نشعر ونقدر أن ثمنا كبيرا قد دفع لنشعر بالأمان والاستقرار، مضيفا أن احتفالنا ب»يوم الشهيد» يعكس العرفان بحقهم رغم الصعوبات والظروف الصعبة التى مرت بها مصر وتجاوزتها بفضل الله سبحانه وتعالى وتضحيات الشهداء. وتابع:» أكدنا منذ سنوات أن الإرهاب سينتهى وأنه لن يكون هناك إرهاب فى بلد طالما كان شعبها على قلب رجل واحد»، لافتًا إلى أن هناك مقدرات وتكلفة قدمتها الدولة فى حربها على الإرهاب وأن ماحدث ليس وليد اللحظة بل كان نتاج فكر وتخطيط من أهل الشر من أجل أن تتعرض مصر لما مرت به منذ عشر سنوات. ونبه الرئيس إلى أن المؤامرة الكاملة على مصر كانت فى 2011 عندما كان الناس مشغولين فى الميدان، فى الوقت الذى كان يتم فيه تخريب مؤسسات الدولة فى سيناء وفى يوم 28 يناير 2011 خرجت الأمور عن السيطرة والأمر كان خطيرا جدا. وأكد الرئيس، أن الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفعوا ثمنا كبيرا لتنعم مصر بالأمن والأمان والسلام، مشددا على قدرة مصر الكبيرة فى تخطى الصعاب والتحديات. وأضاف: «لقد شهدت جميع الأحداث التى وقعت ورأيتها وهى تحدث على أرض الواقع، وتترتب بشكل أو بآخر، وكما رأيتم فإن احتفالية وبرنامج اليوم، يعكسان أمرا واحدا فقط، إنه مهما بلغت الصعاب والظروف التى واجهناها، ستمر تلك الصعاب بفضل الله، وهناك ثمن كبير تم تقديمه بالفعل، وتكرارى لهذا الكلام دائما يكون لتقديم العرفان لأسر الشهداء المتواجدة وغير المتواجدة معنا». وتابع: »هذا الثمن الذى تم بذله من أجل الوطن كان كبيرا للغاية، عندكم وعندى أيضا، وعند جميع المصريين الذين يشاهدوننا خلال تلك الاحتفالية، ويشعرون بمدى الثمن الكبير الذى تم بذله لتعيش مصر فى أمن وأمان وسلام»، مستطردًا: »هذه الرسالة ليست للمصريين الطيبين فقط ولكن أيضا رسالة للأشرار.. فعندما حدث هذا الكلام منذ سنوات كنا نقول أن هذه الظروف العصيبة ستنتهى يوم ما»، مؤكدا أنه ليس هناك إرهاب يستطيع القضاء على بلد أو هدمها طالما كانت على قلب رجل واحد»، مضيفا إن هناك ثمنا ووقتا كبيرا ومقدرات وتكلفة تضيع فى مواجهة الإرهاب، بخلاف الأرواح التى تقدم فداء لمصر، مؤكدا أن هناك نهاية بالتأكيد لكل ما رأيناه يوميا على مدى عشر سنوات مضت». واستطرد:» أنا سأتحدث معكم كشاهد عيان لتعلموا أنه ليس هناك شيء ينفذ وليد اللحظة بل هناك فكر وتخطيط وترتيب وإجراءات لما حدث من أجل الوصول فى النهاية إلى ما وصلنا إليه خلال السنوات العشر الماضية.. وأنا أقول وقائع حيث كنت نائبا لمدير المخابرات الحربية فى 2009، وكنا نعقد لقاءات لمناقشة الوضع الأمنى فى سيناء بحضور مدير المخابرات الأسبق اللواء مراد موافى، ورئيس جهاز أمن الدولة (الأمن الوطنى) الأسبق اللواء حسن عبدالرحمن، وخلصنا إلى أنه تم خلال سبع سنوات تشكيل بنية أساسية ضخمة للإرهاب فى شمال سيناء وهى عبارة عن مخازن للأسلحة والذخيرة والمفرقعات وأيضا عناصر بشرية كبيرة للسيطرة». وقال:» بالعودة إلى مواقع التواصل خلال الفترة من (2008 و 2009)، سترون أنه كانت هناك أفلام للعناصر الإرهابية وهم ينظمون عروضا عسكرية وكأنهم خارج إطار الدولة وكان التشخيص للوضع آنذاك بأنه توجد مشكلة كبيرة فى سيناء وأن الكتلة الإرهابية التى تشكلت على مدى السنوات من (2005 - 2008) تحتاج إلى جهد وعمل عسكرى مشترك كبير من الشرطة والجيش لمواجهة هذا الخطر، لكن لم يتم تنفيذ ذلك حيث كانت هناك ظروف واتفاقيات تحكم الوضع فى سيناء، وتنص على تواجد قوات شرطة محدودة وقوات من الجيش موجودة فقط على المنطقة (أ) فقط وظل الموضوع كذلك».
كشف المؤامرة
وأضاف: «المؤامرة اتضحت فى عام 2011 فبينما الناس مشغولة فى الميدان، كان يتم تخريب مقدرات الدولة المصرية المتواجدة فى شمال سيناء من خلال الاعتداء على الأقسام والمديريات وكل ما يتعلق بمؤسسات الدولة وتم الإعلان عن ولاية وقضاء شرعى للإرهابيين «على حد تعبيرهم»، مضيفًا: «يوم 28 يناير 2011 خرجت الأمور عن السيطرة وتحدثت إلى وزير الدفاع آنذاك المشير محمد حسين طنطاوى (رحمه الله) وأبلغته أن مشكلة كبيرة جدا قد تنشأ لو الأمر على هذا الوضع لأنه كان من الممكن للإرهابيين القيام بعمليات عبر الحدود ضد إسرائيل وكان يمكن لها أن ترد وكان هذا سيمثل مشكلة تؤدى إلى صراع كبير وربما كان هذا هو هدفهم فى النهاية». وتابع الرئيس: «كان القرار من المشير طنطاوى الدخول بقوات حيث قمنا بعمل الإجراءات المطلوبة مع الاسرائيليين فى ذلك الوقت حيث اتصلت بهم وأبلغتهم بأننا نحتاج تدخل قوات بسرعة فى العريش ورفح والشيخ زويد للسيطرة على الوضع هناك وهم كانوا متفهمين (إسرائيل) وطلبوا أن نبلغهم بعدد القوات التى ستكون موجودة فى هذه المناطق»، مضيفا إننا مستمرون فى ذلك الوضع حتى الآن حيث زاد حجم القوات الموجودة خلال ال 8 و9 سنوات حتى نتمكن من التعامل مع التحديات هناك». وأضاف أنه يروى هذا الكلام حتى لا نغفل على أى شىء داخل مصر وأيضا من أجل الانتباه من أى شيء يمس أمن مصر من الخارج.
الحرب ضد الإرهاب
وقال السيسى مخاطبا الشعب المصرى: «عندما توليت المسئولية عام 2014 كان لدى خياران الأول: أن احملكم الهم ويتم وقف كل الأعمال التنموية ونقوم بحشد إعلامى ضخم على الحرب ضد الإرهاب فى سيناء والتى لم تكن بسيطة»، مشيرا إلى أنه لو تم عرض الأفلام التى صورت تلك المواجهات مع الإرهابيين - والتى تم تصويرها عن طريقهم وهى موجودة على مواقع الإنترنت- ستشاهدون حجم الخسائر والدمار والخراب الذى وقع على الأرض والمواطنين فى سيناء على حد سواء، مشيرا إلى أن هذه الأفلام تظهر بشاعة ما كانت ترتكبه الجماعات الإرهابية وخوفا على مشاعر المواطنين لم نعرض هذه الأفلام. وتابع: «أما الخيار الآخر، كان السعى بكل همة وما أوتينا من قدرة لإنهاء المشكلة جنبا الى جنب مع بناء البلاد التى كانت تمر بظروف غاية فى الصعوبة وزادت الصعوبة أكثر بعد الفترة من 2011 و2012 و2013 ، مؤكدا أنه تم اختيار الطريق الثاني، حيث كان أبناؤنا يحاربون فى سيناء والبلاد تحارب أيضا فى معركة أخرى وهى معركة البناء، وقد نجحنا فى انجاز المهمتين. وقال إننا عندما قلنا أن الإرهاب اختفى من سيناء أرادوا أن يعودوا من خلال عملية إرهابية ليثبتوا أنهم لا يزالون متواجدين، لذلك يجب علينا الانتباه والحيطة دائما»، مؤكدًا ضرورة أن تكون الدولة المصرية دائما منتبهة وفى يقظة تامة لما يحاك ضدها، وأن يظل «السلاح صاحى» فى مواجهة العناصر الإرهابية، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية كانت تكلف الدولة على الأقل كل شهر مليار جنيه ولمدة تسعين شهرا أو أكثر بحيث يتم الحساب منذ عام 2011. وأضاف، أنه يؤكد على هذا الحديث خلال الاحتفال بيوم الشهيد، لأنه يتصور أن جميع المصريين متأثرين جدا بحالة أسر الشهداء سواء (زوجة، أم، أب أو أبناء)، فنحن متأثرون مثلهم لأننا بشر وهم أبناؤنا وأهلنا، مشددا على أن هناك ثمنا كبيرا جدا تم دفعه بخلاف دم الشهداء والمصابين، مستنكرا فعل الإرهابيين بقوله «يعنى هان عليهم أرواحهم»، فى إشارة إلى الشهداء. وتابع: «هناك أشخاص لا تنام وآخرون يستشهدون، لكى نعيش فى سلام ومن المهم جدا أن يشعر أهالى الشهداء، بالثمن والتقدير الكبير من جانبنا جميعا لهم»، مؤكدا أن الدولة المصرية حريصة على التأكيد على ذلك. واستطرد: «أكدت سابقا أننا لا بد وأن نصبح أكثر صلابة من الآن، لأن التحديات أمامنا كثيرة ولم تنته»، مشددا على أن بناء دولة بها 105 ملايين نسمة، وأكثر من 6 ملايين من الضيوف الذين يعيشون وسط المصريين، واستعادة مكانتها فى التعليم والصحة وغيرها من المجالات أمر ليس باليسير، ويحتاج جهدا وتضحية كبيرة، مضيفًا: «عندما بدأت المعركة مع الإرهابيين، كان الكثير ينتظر انتهاء تلك المعركة، وكنا نعلم أنها ستنتهى بفضل الله، وبدماء الشهداء»، لافتا إلى أنه سيتم إقامة معرض يخلد ذكرى تلك الحرب، لنطلعكم على الأشياء التى كانت موجودة وما تبقى منها، وهى ليست قليلة بل كثيرة جدا، سواء سلاح أو ذخائر أو أجهزة اتصالات وكل ما تعنيه من معدات للحرب». وأوضح، أن الحرب هناك لم تكن بسيطة، فأغلب الناس اعتادوا على أن يروا الحرب من منظور الدبابات والطائرات مثل كل الحروب التقليدية، ولكن تلك الحرب كانت أكثر شراسة، لأننا فى الحرب العادية، نعلم العدو التقليدى ونراه ونستطيع التعامل معه وجها إلى وجه، ولكن هذا العدو مختلف، فلا نراه لأنه يختبئ بيننا، ويرتدى نفس ملابسنا، ليقوم بكل خسة وجبن بالمباغتة والهجوم»، مضيفا «نحن نعلم أن كل أسر الشهداء تشعر بالآسى والوجع على فراق أبنائها وأيضا على مستقبل بلدها». وأضاف: «سنقوم بتنفيذ هذا المعرض لتخليد تلك الحرب الشرسة، لنريكم من خلاله صور وأسماء هؤلاء الأعداء والمجرمين»، محذرا: «من ألا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى» قائلا: «إياكم يا مصريين أن تكونوا السبب مرة أخرى فى خراب بلدكم، فهذا الأمر حدث عندما تفككت البلاد فى عام 2011، وسأكرر هذا الحديث لكم باستمرار وسأحاسب أمام الله على هذا الكلام». ووجه الرئيس بضرورة تدريس هذه الأحداث داخل المدارس، ونشرها فى وسائل الإعلام والجامعات، لافتا إلى أن: «تدمير الدول من الداخل أمر عظيم، فهذا فكر وعلم، كما أنه أرخص تكلفة عند من يقومون به، فتدمير بلد بأهلها تكلفته قليلة جدا على من يقومون بتنفيذ ذلك. وطمأن الرئيس عبدالفتاح السيسى، الشعب المصرى أن الدولة المصرية بخير وسلام وأمان واليوم أفضل من الأمس، فلا يجب أن نقيس ظروفنا الاقتصادية بحال الدولة، والأزمة الاقتصادية الراهنة التى نمر بها ليست هى المقياس الحقيقى للدولة المصرية. وذّكر الرئيس السيسى بالوضع فى مصر عامى 2012 و 2013 وما نحن عليه الآن، مطالبا بضرورة عدم نسيان ذلك وأن تلك الأحداث كادت أن تدخل البلاد فى حرب أهلية تستمر لسنوات عديدة، منبها إلى أن هناك العديد من الدول دخلت حروبا أهلية ولم تخرج منها حتى الآن. وتابع: «إن الله أراد لمصر بفضله ألا تدخل فى تلك الحروب رغم كل التخطيط والمكر، ولكن الله أراد أن ينجى مصر من تلك الأزمة وهذا ما حدث بفضل الله». ووجه الرئيس السيسى التحية والتقدير لأسر الشهداء والمصابين الذين حضروا احتفالية اليوم، وغير المتواجدين، قائلا: »عهدنا معكم أننا لن ننساكم، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لكم، لكن العهد الأكبر أننا سنجعل ثمن دماء أبنائكم والإصابات التى حدثت وقدمت فداء لمصر، ميلاد لدولة يفتخر بها أبناء مصر وأحفادها». 1 3 4 5 66 6