رغم اعتراض قيادات رفيعة فى الحزب الجمهورى، أعلن الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية فى 2024، وذلك فى خطاب مباشر ألقاه من منتجع مارالاجو فى فلوريدا أمس الأربعاء. وخلال عامين تقريباً منذ تركه لمنصبه، كان ترامب يلمح إلى أنه سيحاول الترشح للبيت الأبيض، زاعماً أنه خسر سباق 2020 أمام جو بايدن بسبب عمليات التزوير. واعتُبر ترامب المرشح الأوفر حظاً ليس فقط للفوز بترشيح الحزب الجمهورى فى عام 2024، بل فى الفوز فى الانتخابات المقبلة. ومع ذلك، تعرضت سمعة الرجل إلى تراجع كبير بعد أن أُلقى عليه اللوم على نطاق واسع بسبب الأداء الضعيف للحزب الجمهورى فى الانتخابات النصفية، والتى شهدت عدم تحقيق الحزب للأغلبية فى مجلس النواب وفشل فى السيطرة على مجلس الشيوخ من الديمقراطيين.
لكن ليس الناخبون الأمريكيون وحدهم هم من يمكنهم إعاقة فرص ترامب فى أن يصبح رئيساً مرة أخرى، مع أخذ عدد من التأثيرات الخارجية فى الاعتبار أيضاً خلال العامين المقبلين، بحسب تقرير لمجلة «نيوزويك» الأمريكية. فلا يزال من الممكن أن يواجه الرئيس السابق اتهامات جنائية كجزء من التحقيق الجنائى لوزارة العدل فى هجوم 6 يناير ومحاولات لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020. ومن المتوقع أن تقدم لجنة اختيار مجلس النواب التى تحقق فى أحداث الكابيتول، والتى اختتمت جلساتها فى أكتوبر، تقريرها النهائى بحلول نهاية العام، والذى قد يتضمن توصية بأن توجه وزارة العدل لائحة اتهام ضد ترامب. فيما يخضع ترامب أيضا للتحقيق فى جورجيا، إذ تستمع هيئة محلفين كبرى خاصة فى مقاطعة فولتون إلى أدلة حول ما إذا كان هو وحلفاؤه قد ارتكبوا جريمة فى محاولاتهم لإلغاء انتخابات 2020 فى عدد من الولايات. وفى مكان آخر، تورطت «منظمة ترامب» حالياً فى محاكمة جنائية تتعلق بالاحتيال الضريبى، إذ لم يتم اتهام الرئيس السابق بأى مخالفات، ولكنها تجرى جنباً إلى جنب مع تحقيق مدنى مواز من قبل مكتب المدعى العام فى نيويورك ليتيتيا جيمس فى ادعاءات ترامب ورفاقه، إذ تضخم الشركات العائلية أو تقلل من قيمة عدد من الأصول للحصول على مزايا مثل قروض بنكية أفضل وفواتير ضريبية مخفضة. وكانت هناك اقتراحات بأن ترامب كان حريصاً على إطلاق حملة رئاسية جديدة كمحاولة لمحاربة مشاكله القانونية، على أمل أن يكون المدعون أكثر حذراً فى توجيه تهم جنائية تاريخية محتملة ضد رئيس سابق يترشح مرة أخرى. وتثير التكهنات حول ما إذا كان ترامب لا يزال بإمكانه إقناع الناخبين فى جميع أنحاء البلاد للتصويت له مرة أخرى فى الانتخابات العامة. ففى خطاب استمر لأكثر بقليل من ساعة واحدة وبُث على الهواء مباشرة على التلفزيون الأمريكى، تحدث ترامب إلى مئات من أنصاره فى قاعة مزينة بعدة ثريات عليها عشرات الأعلام الأمريكية، فى منتجعه بمار لاجو فى ولاية فلوريدا، مهاجماً بشدة «الديمقراطيين ومن وصفهم باليساريين الراديكاليين». كما تعهد بعدم السماح بعودة بايدن إلى البيت الأبيض لولاية ثانية. يشار إلى أن ترامب وقبيل خطابه بلحظات، قدم بالفعل أوراق ترشحه ليخوض السباق إلى البيت الأبيض للمرة الثالثة، أمام هيئة الانتخابات الفيدرالية الأمريكية، بحسب ما أفادت فرانس برس. ويتوقع أن يمهد ترشحه إلى معركة قاسية داخل الحزب الجمهورى من أجل نيل بطاقة الترشح، لاسيما بعد أن تعالت عدة أصوات معارضة لترشحه، بل وتحميله مسئولية تراجع الحزب فى الانتخابات النصفية الأخيرة التى جرت الثلاثاء الماضى، من قبل بعض القيادات الجمهورية البارزة. فى المقابل، وفى أول تعليق على إعلان الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب ترشحه للسباق الرئاسى المقبل عام 2024، اعتبر الرئيس الحالى جو بايدن أن سلفه خذل البلاد خلال توليه المنصب. وقال فى تغريده من بالى إذ كان يحضر أمس قمة مجموعة العشرين: «دونالد ترامب خذل أمريكا»، مرفقا التغريده بفيديو يقول إن ترامب خلال رئاسته تربع على «اقتصاد مزور لصالح الأثرياء» و«هاجم النظام الصحى» و«دلل المتطرفين» و«هاجم حقوق المرأة» و«حرّض العصابات العنيفة» من أجل محاولة قلب فوز بايدن عام 2020 إلى خسارة. وأتى هذا الرد بعدما دشن ترامب، خلال إعلان ترشحه ليل الثلاثاء، فصلاً جديداً من المواجهة ضد الرئيس الديمقراطى بعد أسبوع من انتخابات التجديد النصفى التى فشل فيها الجمهوريون فى الفوز بعدد المقاعد التى كانوا يأملونها فى الكونجرس.