الدولة المصرية تحتاج لتنمية قطاع الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات

السيسى بالجلسة الحوارية للشباب المشارك فى مبادرات وزارة الاتصالات:

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فعاليات الجلسة الحوارية للشباب المشارك فى المبادرات والمستفيد من المنح الخاصة بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بحضور رئيس الوزراء، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، بالإضافة إلى بعض الشباب المشارك فى المبادرات والمستفيد من منح وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهم: أبانوب فوزى من مدارس (we التكنولوجية التطبيقية)، وسارة ناجح مبادرة التدريب المكثف، وزياد هشام من مبادرة «مستقبلنا الرقمى»، وعمرو عمارة من مركز إبداع مصر الرقمية، ورحاب السيد من مبادرة مستقبلنا الرقمى، ومايكل استفانوس مبادرة شباب مصر الرقمية، وسامر وجدى من مركز إبداع مصر الرقمى، وحبيبة الوكيل من مبادرة أشبال مصر الرقمية، ونورهان وجدى من بناة مصر الرقمية، ومحمد صبحى من أكاديمية التكنولوجيا المساعدة، وشهد محمد من جامعة مصر للمعلوماتية، وشيرين الكردى من مركز الابتكار التطبيقى.
وفى بداية الجلسة، شهد الرئيس فيلمًا تسجيليًا عن تجارب ناجحة لعدد من الشباب المصرى، الذين تحدثوا عن حرصهم على الحصول على دورات تدريبية ومنح دراسية من خلال وزارة الاتصالات، والتى تهدف لتنمية المهارات وترسيخ ثقافة التحول الرقمى والعمل الحر وريادة الأعمال وسد الفجوة بين الدراسة الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل.
وقالت نورهان وجدى إحدى المستفيدات من المبادرات ومنح وزارة الاتصالات، خلال الجلسة، «لم أكن مؤهلة جيدًا لسوق العمل نتيجة لنقص الخبرات والشهادات العملية، وبفضل منح وزارة الاتصالات تمكنت من تحقيق الحلم وزيادة قدراتى».
وأشار الشاب زياد من خريجى الجامعة الأمريكية هندسة حاسبات، إلى أن التحدى الأكبر بالنسبة له كان بدء العمل فى مجال يحبه، إلا أنه كان ينقصه الخلفية الكافية فيه، منوها بأنه حصل على ما يريد من منح الوزارة.
وبدوره، قال سامر وجدى من خريجى كلية علوم الحاسب وشريك فى منصة (جى بى ارينا)، أكبر منصة للألعاب الإلكترونية فى الشرق الأوسط، «إن قراره بالعمل فى مجال الجيمز جاء عقب منحة وزارة الاتصالات التى ساعدته كثيرًا فى ذلك».
فيما نوهت رحاب السيد الحاصلة على هندسة اتصالات، إلى أن «مبادرة مستقبلنا» ساعدتها فى التحدى وإحياء أهدافها فى العمل مرة أخرى وتربية الأولاد على قيمة العمل وتحقيق الأحلام والطموحات والأهداف.
ومن جهته، أشار رئيس قسم ذوى الاحتياجات الخاصة بمكتبة الإسكندرية محمد صبحى إلى أنه أول معاق بصرى يحصل على درجة الماجيستير من كلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، موضحًا أن موضوع الماجستير كان يتعلق بتحويل النصوص العربية المصورة إلى نصوص يمكن قراءتها باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعى، وهو ما يؤهل المعاقين بصريا للوصول إلى المعرفة بشكل أكثر سهولة.
وأوضح عمر عمارة مؤسس شركة «فريش سورس»، أنه بدأ العمل فى مشروعه عام 2019، مبينا أنه عبارة عن تطبيق إلكترونى يقوم بتوصيل المزارعين بالشركات والفنادق والمطاعم والمستشفيات والمدارس.
ونوه بأن الهدف من المشروع هو تزويد الدخل الخاص بالمزارعين بحوالى 20%، لافتا إلى أنه كان يعمل فى إنجلترا إلا أنه بمساعدة وزارة الاتصالات استطاع إطلاق مشروعه للوصول إلى أكثر من 11 محافظة.
كما لفت مايكل سافنونس المؤسس والمدير التنفيذى لشركة «كوالتى» للمقاولات فى الغردقة إلى أن حمله بالعمل فى مجال شبكات المعلومات والألياف الضوئية بدأ منذ تخرجه فى عام 2011، إلا أنه لم يكن يملك فى هذا الوقت الخبرة العلمية أو العملية أو المادية الكافية، منوها بأن الفرصة أتيحت من خلال مبادرة شباب مصر الرقمية، التى نقلته نقلة جذرية من العمل بمجال الموبايلا إلى التخصص الذى يحبه.
وقالت سارة إحدى المستفيدات من المنح الخاصة بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات «تخرجت من كلية الزراعة جامعة سوهاج عام 2020، وعقب ذلك قمت بالعمل فى إحدى الشركات وكان عملى روتينيًا، نظرًا لأنى أحب الرسم والإبداع»، مشيرة إلى أنها قامت بأخذ منحة فى «إبداع مصر الرقمية» بمحافظة سوهاج، مما أفادها بشكل كبير فى مجال الفوتوشوب.
وقال أبانوب فوزى من مدارس (we التكنولوجية التطبيقية)، «عقب حصولى على الصف الثالث الإعداى بمجموع 93.6% رفضت الالتحاق بالصف الأول الثانوى لرغبتى الشديدة فى دخول مدارس (we للتكنولوجيا التطبيقية)»، موضحا أنه قام بالبحث عن معلومات خاصة بهذه المدارس لاهتمامه بهذا المجال، وأن أسرته رفضت قرار الالتحاق بهذه المدارس، خاصة وأن مجموعه يؤهله للالتحاق بالثانوية العامة.
وبدورها، أشارت شهد محمد فى جامعة مصر المعلوماتية، إلى أن والدها كان يرغب منذ صغرها أن تدخل مجال الطب أسوة به، لكنها قررت تغيير رغبة والدها ودخلت قسم تصميم الألعاب الذى لم يكن موجودا فى أى جامعة بمصر إلا فى جامعة مصر المعلوماتية، مؤكدة إصرارها على تحقيق المزيد من التفوق فى هذا المجال لحبها الشديد له، مشددة على ضرورة مواكبة العصر مع اتجاه العالم إلى السوق الرقمى.
وأوضحت شيرين الكردى خريجة هندسة حاسبات ونظم عام 2020 أنها كانت ترغب فى العمل بمجال الذكاء الاصطناعى، فقامت بالانضمام إلى مركز الابتكار التطبيقى الذى يتيح أحدث التقنيات المتاحة فى العالم وتطويرها من خلال مشاريع قومية تمتلكها الدولة وتؤثر فى حياة المصريين، كما عملت فى تطبيق طبى، حيث تم بناء نظام باستخدام الذكاء الاصطناعى يستطيع الكشف على العين والتعرف على مرض اعتلال الشبكية السكرى.
وبدورها، قالت نورهان وجدى: إن مبادرة بناه مصر الرقمية التى تقدم مسار الأمن السيبراني، والذى نحتاجه فى ظل التحول الرقمى، تقدم إقامة كاملة للطلاب من خارج القاهرة ومقر دراسى مجهز وأنشطة رياضية وترفيهية»، مشيرة إلى أنها تعمل حاليا فى البنك الأهلى فى مركز الدفاع السيبرانى ومسئولة عن تأمين ممتلكات المصريين.
وأكد زياد هشام من مبادرة مستقبلنا الرقمى، أنه عندما حضر اليوم التعريفى لبناة مصر الرقمية تغير المفهوم لديه، وخلال سنة واحدة فقط استطاع الحصول على شهادات تقنية وشهادات إدارية ودرجة الماجستير، مما رفع من سيرته الذاتية بشكل ملحوظ.
وحول تجارب رواد أعمال مصريين نجحوا خلال وقت قصير فى تأسيس شركاتهم الخاصة وجذب استثمارات خارجية بعشرات الملايين من الدولارات، قال الدكتور محمد محسن الرئيس التنفيذى لشركة (إس أى فجين)، إحدى الشركات الرائدة فى مجال تصميم الدوائر الإلكترونية، «أعلم مدى اهتمام الرئيس السيسى بهذه الصناعة.. ونحن فى مصر نعمل فى مجال التصميم لأنها قليلة الاستثمار»، موضحًا أن هناك الآن 500 مهندس مصمم استطاعوا خلال سنوات قليلة مع الجهد والعمل من جذب استثمارات خارجية لمصر فى هذا المجال تقدر بعشرات الملايين من الدولارات».
وأشار إلى أن شركته أنشأت أكاديمية لتدريب المهندس الجيد فى هذه التكنولوجيا بالتعاون مع كبرى الشركات الأمريكية، وتم تخريج 400 مهندس، مبينا أنه بعدما كانت 3 شركات فى بداية هذه الصناعة فى مصر، اليوم مصر بها أكثر من 30 شركة، مضيفا أن العالم كله شعر بمدى أهمية صناعة الإلكترونيات خلال جائحة كورونا بعد تعثر سلاسل الإنتاج التى تدخل فى كل المجالات، سواء زراعة أو سيارات أو أجهزة ثقيلة، حيث لا يخلو أى شىء من الرقائق الإلكترونية.
وأكد أنهم تمكنوا من وضع مصر على خريطة صناعة أشباه الموصلات، وأن مصر أعلنت رسميا دخولها فى منظمة ال(جى إس أيه) و(جلوبس ميكونوس)، وهو ما لم يحدث لأى دولة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لافتا إلى أن هذا المجال معقد ويحتاج لمجهود كبير ومردوده جيد جدا وستكون مصر قاطرة فيه.
وتعقيبا، قال الرئيس إن الدولة المصرية تحتاج لتنمية قطاع الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، لنجعله قطاعا رائدا فى مصر، وقاطرة مثل العديد من الدول»، مؤكدًا أنه بالضغط على أنفسنا والجهد والاستثمار يمكن تنفيذ ذلك فى أقل مدة زمنية ممكنة.
ودعا الرئيس، د. محمد محسن الرئيس التنفيذى لشركة (إس إى فيجن) المتخصصة فى الدوائر الإلكترونية، لإعطاء الحكومة المصرية كل المعلومات المتاحة لديهم لتوجههم للطرق المناسبة التى تساعد فى التنفيذ.
وأضاف الرئيس مستعد لتنفيذ طلباتكم وطلبات ال30 شركة التابعة.. أنا جاهز لتحقيق أحلامكم».
وأعرب الرئيس، عن شكره وتقديره وفخره وسعادته بالنماذج الموجودة، والتى مثلها الشباب والشابات فى مصر، والنجاحات التى قدموها، مشددًا على أنه أمر ملهم لكل من هم فى أعمارهم.
ووصف استماعه لتجارب الشباب المشارك بأنها كانت «تجربة رائعة».
وفى ختام الجلسة، أعرب الرئيس السيسى عن تمنياته للمشاركين بالتوفيق والنجاح وخالص التحية.