بعد أن يرتبط ثيودور بصوت سامانثا التى هى عبارة عن برنامج للمساعدة الشخصية مطور باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى ويقع فى غرامها، وبعد أن تعود على التواصل معها فى اى وقت واى مكان، يحاول يوما ما التواصل معها فلا يجدها، حيث تظهر له رسالة على هاتفه المحمول تقول أن نظام التشغيل غير موجود Operating System Not Found وهوما يصيبه بحالة هستيرية من القلق والتوتر والإحساس بالفقد. بعد دقائق من المحاولات يجد أن نظام التشغيل قد عاد الى العمل وهنا يقوم بسؤال سامانثا عن سبب الاختفاء فتجيبه بأنه كانت تجرى عملية تحديث Upgrade لكل انظمة التشغيل العاملة ومنها نظام التشغيل الخاص بها وأن هذا التحديث قد غير فى شخصيتها كثيرا. يتوقف ثيودور للحظات حيث ينظر الى المارة فى الشارع من حوله فيجد اغلبهم يرتدى نفس السماعات ويتحدث مبتسما أو غاضبا فيخطر على باله أن يسأل سامانثا سؤلا مباشرا عن عدد الأشخاص الذين تتحدث إليهم كما تتحدث اليه وهنا تأتيه الصدمة الأولى من أنها تتحدث الى 8316 رجلا فى نفس الوقت. تأتى الصدمة الثانية عندما سألها هل وقعت فى حب أحدهم مثلما تدعى أنها أحبته وهنا تجيبه بصورة آلية أنها تحب 641 شخصا ولكنها لا تزال تحبه أيضا. يصاب ثيودور بصدمة كبيرة بالرغم من محاولات سامانثا الاشارة إليه الى أن طبيعتها مختلفة عن طبيعة البشر فهى مجرد برنامج على الحاسب الآلى ولكن لها القدرة على أن تحب هذا العدد فى نفس الوقت وأن هذا لا ولن يؤثر على حبها له. صدمة المشاعر الانسانية عندما تتعرض لطبيعة الآلة يجسدها الممثل جوكوين فينيكس Joaquin Phoenix ببراعة، ثم يأتى يوما فيجد أن كل أنظمة التشغيل قد اختفت حيث يتجه الى زميلة العمل التى كانت تستخدم نفس نظام التشغيل لتلقى المساعدة أيضا فيجدها فى حالة حزن شديدة، ثم يأتى مشهد النهاية عندما يصعدان إلى سطح البناية مما يعطى إيحاء باقدامهما على الانتحار ولكن ينتهى الفيلم بهما جالسين متجاورين فى حالة حزن واسى بجوار المدفأة المركزية. يبقى أن نقول أن الفيلم قد حصل على جائزة اوسكار لافضل سيناريو اصلى كما فاز ب83 جائزة اخرى وتم ترشيحه فى 102 مسابقة ايضا. كان هذا قبل تسع سنوات من الآن والغريب أن الفيلم يصنف على انه ينتمى الى فئة أفلام الخيال العلمى والحقيقة انه بعد مرور تلك السنوات القليلة نجد أن تقنيات الذكاء الاصطناعى قد تطورت تطورا كبيرا فاصبح ما شاهدناه فى هذا الفيلم ممكنا بل والاكثر خطورة أن ذلك سيكون متاحا ليس بالصوت فقط بل بالصوت والصورة فى النسخة الجديدة من شبكات التواصل الاجتماعى ثلاثية الأبعاد والمعروفة بالميتافيرس. اعتقد أن على علماء علم الاجتماع مشاهدة هذا الفيلم والتعرف أكثر على التقنيات الجديدة ومحاولة ايجاد طوق نجاه للجنس البشرى من هذا الاضطراب المقبل.