قال المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام: إن لجان الرصد بالمجلس بصدد إعداد تقرير بشأن ما أثير فى برنامج «حديث القاهرة» الذى يقدمه إبراهيم عيسى، تمهيدًا للعرض على المجلس على الفور؛ لاتخاذ الإجراء القانونى حال وجود مخالفة للأكواد الإعلامية التى أصدرها المجلس. وشدد المجلس فى بيان له أمس على ضرورة الابتعاد عن القضايا التى تثير فتنة فى المجتمع، إذ ينص كود المحتوى الدينى على احترام الأديان السماوية وتعاليمها، وإبراز القيم الدينية فوق كل القيم الأخرى. بدورها، رَدَّت دارُ الإفتاء المصرية على المشكِّكين فى رحلة الإسراء والمعراج، مُؤكِّدَةً أنَّ المغالطات حول رحلة الإسراء والمعراج تدور فى اتجاهين، الأول: هل حدثت هذه المعجزة؟ والثانى: متى حدثت؟ فأمَّا حدوثها، فقد حَدَثت قطعًا، لأنَّ القرآن أخبرنا بذلك، ولا يجوز إنكارها بحال من الأحوال، فقال عزَّ وجلَّ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]. والمقصود ب﴿بِعَبْدِهِ﴾؛ أى: سيدنا محمد صلَّى الله عليه وآله وسلم، والآية دالَّة على ثبوت الإسراء. أَمَّا ثبوت المعراج، فيدل عليه قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: 13 - 18]. والمقصود بالرؤية فى الآية الكريمة: رؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لجبريل فى المعراج. وأوضحت دار الإفتاء فى فتواها: لقد اتَّفق جمهور العلماء على أَنَّ الإسراء حَدَث بالروح والجسد، لأنَّ القرآن صرَّح به؛ لقوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ والعبد لا يطلق إلَّا على الروح والجسد، وجمهور العلماء من المحققين على أنَّ المعراج وقع بالجسد والروح يقظةً فى ليلة واحدة. وما يراه البعض من أَنَّ المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية، فإنَّ هذا الرأى لا يعوَّل عليه؛ لأنَّ الله عزَّ وجلَّ قادرٌ على أن يعرج بالنبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه كما أسرى به بجسده وروحه، وتعجُّب العرب وقتها دليل على القيام بالرحلة روحًا وجسدًا، فلو كانت رؤية منامية ما كانت تستحقُّ التعجُّب منهم. وأضافت: أَمَّا إنكار البعض لحدوث رحلة الإسراء والمعراج بسبب تعارضها مع القدرة البشرية، فالجواب: أَنَّ النبى صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل إنَّه قام بهذه الرحلة بنفسه دون العناية الإلهية، بل الرحلة بأكملها بتوفيق الله وفضله وهو الذى أسرى بعبده، فلم يقل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لقد سريت، وهذا الإعجاز الحاصل فى الرحلة لا يتعارض مع قدرة الله عزَّ وجلَّ، فضلًا عن أنَّ غرابة وصف الرحلة منتفىٍ وخاصة بمقاييسنا المعاصرة، بل حدثت أمور تشبه المعجزات كاختراع الفاكس منذ عقود طويلة والذى تمكَّن من نقل أوراق وصور إلى أى مكان فى العالم، فضلًا عن ظهور الإنترنت والفضاء الإلكترونى منذ عدَّة سنوات.