أكد شيخ الأزهر د.أحمد الطيب أن مواجهة الطغاة والظلمة بلا رفع سلاح ولا إراقة دم ليس من الخروج فى شىء على الحاكم، ولا من الضلالة التى تقود إلى النار، بل إن مواجهة الظلم من الأمور التى لابد من تفعيلها فى حياتنا. وقال فى الكلمة التى ألقاها نيابة عنه د.حسن الشافعى مستشار شيخ الأزهر فى المؤتمر الأول لخدمة السنة النبوية الذى عقدته جمعية المكنز الإسلامى بالتعاون مع الأزهر الشريف تحت عنوان: «السنة النبوية بين الواقع والمأمول» فى الفترة من 15 إلى 17 يناير الجارى.. ما أحوجنا إلى مشروع لنشر السنة لتأخذ بأيد الناس إلى رحاب الوسطية والاعتدال، مؤكدًا أن التحريف الذى طرأ على السنة كان نتيجة إقحام غير المتخصصين فى هذا العلم. وأعلن د.الطيب رفض الأزهر الشريف وعلماء السنة لدعوات الاستغناء عن السنة والاكتفاء بالقرآن، وأكد أن السنة متلازمة للقرآن الكريم.. ولا يجوز أن يستغنى مسلم عن السنة بدعوى الاكتفاء بكتاب الله، بدليل قوله تعالى: «وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل إليهم»، وقوله صلى الله عليه وسلم: إنى أوتيت الكتاب ومثله معه»، فحفظ السنة التى هى بيان للقرآن هو جزء من حفظ القرآن الذى تعهد الله بحفظه إلى يوم الدين. وقال: «إن الأزهر ملتزم بحمل لواء حفظ جناحى هذا الدين، وهما القرآن والسنة النبوية، كما يعتنى اعتناءً كاملاً بهما بتدريس المواد الكفيلة بحفظ القرآن والسنة». وأشار إلى أنه فى ظل العولمة الكاسحة والظلم المستشرى والحصار التى تشهده الأمة بحاجة إلى تفعيل مصادر تلك الأمة المتمثلة فى كتاب الله وسنته، وأن الأزهر على استعداد للمشاركة بمد يد العون فى أى مشروع يسهم فى تفعيلهما. من جانبه أوضح د.على جمع مفتى الجمهورية أن هناك عددًا من المشروعات التى تتم لحفظ السنة، وأن من أكبر المشروعات التى أقيمت لحفظ السنة هو مشروع المكنز، حيث تم الاتفاق فيه على قواعد نوثق بها نصوص السنة، ونجعلها محورًا لحضارتنا وننطلق بها للعالم، مشيرًا إلى أنه لا ينبغى فقط التوثيق للسنة وتأكيد حجيتها.. لكن علينا أن نخرج بها للعمل. وقال: لقد بحثنا عن أوثق المخطوطات عن السنة فكانت فى القرن السادس، فحرصنا أن نجمع نسخًا كثيرة لكل كتاب للسنة، مؤكدًا أنه بالبحث وجدنا أنه لم تفقد الأمة الإسلامية شيئًا من السنة النبوية، حيث إن التوثيق ألهم الله به أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.