سأظل ما حييت أفخر بأنني كنت أول من كتب يوم الجمعة 6 يناير في هذا المكان داعيا إلي أن يكون يوم 25 يناير عيدا وطنيا لجمهورية مصر العربية.. وبعدها بثلاثة أيام كتب الدكتور طارق الغزالي حرب في صحيفة «المصري اليوم» مطالبا المشير محمد حسين طنطاوي بأن يصدر قرارا باعتبار ذلك اليوم عيدا وطنيا لمصر.. وقد استجاب المجلس الاعلي للقوات المسلحة لنبض شعب مصر ومطلبي أنا والدكتور طارق الغزالي حرب وصدر يوم الاربعاء الماضي 11 يناير قرارا باعتبار يوم 25 يناير من كل عام عيدا وطنيا تحتفل به مصر مثلما تحتفل بعيد القوات المسلحة في 6 أكتوبر وعيد ثورة 23 يوليو.. وسأظل أيضا ما حييت أفخر بأنني كتبت قصة وسيناريو وحوار فيلم «يوم الكرامة» الذي خلد بطولات رجال القوات المسلحة في سلاح البحرية المصرية الذين قاموا يوم 21 أكتوبر 1967بضرب وإغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات أمام سواحل بورسعيد.. وقد كان لثورة 25 يناير 2011 فضل الإفراج عن فيلمي «يوم الكرامة» والسماح بعرضه علي شاشات التليفزيون المصري بعد ست سنوات من المنع لأن كاتبه جمال الدين حسين نشر في 4 يوليو 2005 في صحيفة العربي الناصري مقالا معارضا للرئيس مبارك وابنه جمال ورجالات نظامه بعنوان «نسألك الرحيلا» ودأب في عموده الاسبوعي «في الهواء الطلق» بنفس الصحيفة علي معارضة النظام والحزب الوطني ومشروع التوريث – وهذا ما نقله لي شخص أثق في كلامه.. وكان لثورة 25 يناير 2011 الفضل في أن اتراجع عن قرار الخروج للمعاش المبكر وترك روزاليوسف للمتآمرين من مماليك نظام مبارك وخدم لجنة السياسات الذين تآمروا علي شخصي وعلي حقوقي المهنية والمالية لسنوات وكان قرار التراجع عن الخروج للمعاش في نفس اليوم الذي قام فيه عمال مطابع روزاليوسف العظام وموظفو ادارتها الشرفاء بطرد خدم جمال مبارك وأحمد عز خارج المؤسسة.. وليس لهذه الاسباب وحدها أكتب عن الثورة وأنحاز للقوات المسلحة ولكنني أشير أيضا لسبب مهم ورئيسي في وقوفي كمواطن من الاغلبية التي تؤيد قواتنا المسلحة وهو أن الجيش كان له فضل الحفاظ علي سلمية الثورة وصنع التغيير وحماية شعب مصر من الانزلاق إلي تصفيات جسدية ودموية ضد كل رموز النظام السابق وخدمه ومماليكه ومؤيديه عندما طلب قادة قواتنا القوات المسلحة من مبارك صباح يوم الجمعة 11 فبراير 2011 التخلي فورا عن السلطة وقالوا له صراحة: «إن الوقت قد انتهي».. ولكل هذا أقول بضمير وطني أن جيش مصر العظيم هو شريك كامل في ثورة 25 يناير وأنه لم ولن يكون أبدا في يوم من الايام متآمرا علي أهله وشعبه وأن ما يحاول ترويجه الماركسيون والفوضويون وبعض صحف الإثارة من أن قادة المجلس الاعلي للقوات المسلحة هم رجال مبارك وأنهم ضد الشعب هو كذب وافتراء ويكفي دليلا علي ذلك الانتخابات البرلمانية النزيهة التي عبرت عن إرادة الشعب التي جرت مراحلها تحت حماية القوات المسلحة.