مطلوب من المصريين بجميع طوائفهم، ومشاربهم، وأيديولوجياتهم، وخلفياتهم العقائدية، من الجميع مطلوب تنحية الخلافات (جانباً)، والعمل من خندق واحد، وهو الخندق الوطني، ليس الوطني (المنحل) بطبيعة الحال! ولكن (خندق) المصلحة العليا للبلاد، فنحن بعد كل ما مارسناه، من مناورات، (وانتخابات مرحلتها الأولي)، وتضارب الآراء، والتوجهات، ومع أن الجميع يرفع شعاراً واحداً وهو (مصلحة مصر والمصريين)، فلتكن فعلاً مصلحة مصر, هي العليا للجميع، ومطلوب موافقة الجميع بما فيها الموافقة المبدئية علي وجود حكومة يرأسها الدكتور «كمال الجنزوري»، ورغم كل ما نختلف عليه حول الرجل، ودوره في الحركة السياسية والإدارية في ظل وجود «مبارك»! وما تم وما أشرنا إليه من سلبيات تاريخية في حق شعب مصر، وأيضاً هذا المجلس الاستشاري الذي تم اختراعه من المجلس العسكري للمعاونة في اتخاذ قرارات ذات صفة مدنية! وكذلك الاختلاف حول دور الدين في اللعبة السياسية! ورغم الخوف الذي يعتري غالبية من المصريين (المثقفين) وذوي التوجه الليبرالي، والمطالبين بدولة مدنية عصرية, ورغم أن هناك جماعات ملتحفة بالدين، ومتطرفة في أفكاره، بل تنادي بالعودة «للسلف الصالح» في إدارة شئون العصر، وهو ما يخالف العصر، بطبيعة الحال، وربما المقال الرائع للأستاذ «جمال الغيطاني» يوم الخميس الماضي، بجريدة (الأخبار) تحت عنوان «أهل الكهف» كان تدليلاً وتشبيهاً قريباً للواقع، لم يهتد به هؤلاء المدعوون بالسلفيين، ورغبتهم بالعودة بالبلاد، لعصور غير مقبول أبداً لعاقل أن يتقبلها, وإن كان هناك رأي من الآخرين الملتحفين أيضاً بالدين، بأنهم رافضون لهذه الشعارات وهذه الاتجاهات المتخلفة,إلا أن الخوف مازال مسيطرا علي المصريين, وأيضاً المتعاملين مع مصر من زوايا تجارية أو اقتصادية، أو حتي سياسية، ومع أن التطرف طبيعي جداً أن نجده في الجماعات السياسية والدينية في أرجاء (المعمورة)، إلا أن التطرف حينما يتصدر تجمعا سياسيا معترفا به من صناديق انتخابات أفرزت عن مدي حجمه في الشارع، فهذا إعلان رسمي، بأن هناك صحة لما هو متوقع بأن ما ينادون به، يغترف من بسطاء الشعب المصري!، وكم نخاف أن يستخدم ذلك في التأثير علي القرار الوطني، ويؤثر علي المصلحة العليا للبلاد. ورغم أن أحدهم قد سقط في الانتخابات، وهو «المنادي» من السلفيين بأن الديمقراطية حرام، والليبرالية وثنية، وأن قصص «نجيب محفوظ» تدعو للدعارة، وتخلف أكثر من ذلك في (السر) إذا كان ماورد وذكرناه قد تم في (العلن)! وقررت الصناديق الانتخابية بالديمقراطية وسط جو مشحون من القوي السياسية الملتحفة بالدين والمسماة فرع (المعاملات الإسلامية) للحزب الوطني (المنحل)! ورغم كل ذلك كان القرار إسقاط هذا المتطرف «عبدالمنعم الشحات» في دائرته وإن دل ذلك علي شيء فربما يدل علي أنه مازال هناك وعي لدي شعب مصر، الغالبية العظمي منه من البسطاء، فكل ما سبق ذكره، مطلوب من المصريين أن ينحوا تلك الخلافات جانباً، وإعطاء فرصة للتجمع الوطني من كل الاتجاهات، لكي نضع مصر أولاً، وبالتسامح الذي وضح وأبهر العالم بعد إزاحة «مبارك» من سدة الحكم, ومنذ (25 يناير) وحتي (11 فبراير 2011) شهد العالم بأن المصريين هم أصحاب الحضارات القديمة وأيضاً أصحاب الحضارة الحديثة في تجمعهم، وقوتهم, حينما يريدون التغيير بسلام، وبتحد وأيضاً بتوحد بين كل المختلفين. نحن في أشد الاحتياج لهذه الروح المفقودة، ومطلوب مع عودة الروح للمصريين، شوية سماحة، وشوية نكران للذات!