الحمد لله الذى شرفنا بالإسلام، وجعلنا من أمة خير الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.. الحمد لله على نعم يُؤذن الحمد بازديادها، سبحانه أنعم علينا بنعم على قدره، وطلب منا نحن خلقه وعبيده أن نشكره على قدرنا فقال تبارك وتعالى فى آية إبراهيم ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ * وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيد) الحمد لله أن أنعم الله على مصر بنعمة الأمن والأمان والاستقرار، بحكمة قائد رشيد، ورجال أجهزة أمنية قوية ومخلصة لوطنها، فمصر من البلاد التى ذكرت فى القرآن الكريم ووصى بأهلها وجندها سيدنا رسول الله ﷺ، إنَّ نعم الله عزَّ وجلَّ علينا وعلى بلادنا كثيرة، وآلاؤه لا تعدُّ ولا تُحصَى؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم: 34 أود أن أقول أن هنالك نعمة لا يستطيع فردٌ أو أسرةٌ، أو بلد أو أمَّة أن تعيشَ بدونها، نعمةٌ لا يهنأ العيش بدونها، ولا يقرُّ قرارٌ عند فَقْدها، إنها النِّعمة التى يبحَثُ عنها الكثير، كل إنسان على وجه الأرض، الصغير والكبير، الغنى والفقير، هى نعمةٌ لا يُوجَد أعظم ولا أجلُّ منها إلاَّ نعمة واحدة (الإسلام)، إنها نعمة الأمن والأمان إنَّ مِن أعظم نِعَمِ الله عزَّ وجلَّ على بنى الإنسان - بعد نعمة الدِّين والإسلام - نعمة الأمن والأمان والاستقرار إنَّ حاجة الإنسان للأمن والاطمئنان كحاجته إلى الطعام والشراب والعافية للأبدان، كيف لا وقد جاء الأمنُ فى القرآن والسنة مَقرُونًا بالطعام الذى لا حياة للإنسان ولا بقاء له بدونه؟! وقد امتنَّ الله به على عباده، وأمرهم أنْ يَشكُروا هذه النِّعَم بإخلاص العبادة له؛ فقال تعالى: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِى أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3 - 4] فتحية إجلال وتقدير واحترام واعتزاز إلى قادة ورجال وأفراد وجنود الشرطة البواسل فى عيدهم وما أجمل أن نتحدث عن الأمن ونحن نحتفل إذ بذكرى أعياد الشرطة المصرية.. الشرطة المصرية صاحبة التاريخ الأمنى المشرف على مدى سنوات طوال،ونحن إذ نذكركم ونذكر أنفسنا بسبب الاحتفال بتلك المناسبة قبل الحديث عن نعمة الأمن وفضلها وأهمية دور رجال الأمن ومكانتهم عند خالقهم. فعيد الشرطة يعد تخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية عام 1952م التى راح ضحيتها خمسون شهيدا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزى فى 25 يناير عام 1952 بعد أن رفض رجال الشرطة البواسل تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي. ومنذ ذلك العهد ورجال الأمن والشرطة البواسل يدافعون عن وطنهم وقد تشكلت تلك المبادئ العظيمة لديهم وكانت نابعة من فيض ومبادئ وأسس ديننا الإسلامى الحنيف. وإننا لنوجه رسالة حب وتحفيز من نبينا المصطفى صلوات ربى وتسليماته عليه إلى رجال الأمن والشرطة البواسل فى ذكرى عيدهم فنقول لهم بأن نبيكم الكريم يشد على أيديكم ويربط على قلوبكم فى دفاعكم عنا وعن أوطانكم ويعدكم بخير منزلة ومكانة من الله سبحانه، فعن عبد الله بن عباس رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِى سَبِيلِ الله) رواه الترمذى وحسنه إذا عَمَّ الأمنُ البلادَ، وألقى بظلِّه على الناس، أَمِنَ الناس على دينهم، وأَمِنَ الناس على أنفسهم، وأَمِنَ الناس على عقولهم، وأمِنُوا على أموالهم وأعراضهم ومحارمهم، ولو كتَب الله الأمن على أهل بلد من البلاد، سارَ الناس ليلاً ونهارًا لا يخشَوْن إلا الله، وفى رِحاب الأمن وظلِّه تعمُّ الطمأنينة النُّفوس، ويسودُها الهُدُوء، وتعمُّها السعادة؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَن أصبح آمنًا فى سِرْبِه، مُعافًى فى جسده، عنده قوتُ يومه - فكأنما حِيزَتْ له الدُّنيا بحذَافِيرها) لا شك أنه حينَ يُولَدُ إنسانٌ فى أرضٍ وَينْشَأُ فيها، فإنَّ فِطرَتَهُ تَربِطُهُ بِها فَيُحِبُّها ويُوالِيها! فهذا رسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يُعلِن عن حُبِّه لوطَنِه مكَّةَ، وهو يُغادِرها مُهاجرًا فيقولُ: “واللهِ، إنَّكِ لأَحَبُّ البقاعِ إلى اللهِ وَأَحَبُّ البقاعِ إليَّ، ولولا أنِّى أُخرِجتُ منكِ ما خَرَجتُ“. وَلَمَّا عَلِمَ أنَّه سَيَبْقَى فى المدينةِ دَعَا اللهَ أنْ يُحَبِّبَها إليه. قالَ ابنُ حَجَرٍ: “وفيه دلالةٌ على فَضْلِ المدينةِ، وعلى مَشرُوعيةِ حُبِّ الوَطَنِ والْحَنِينِ إليه» ولما دخل النبى – صلى الله عليه وسلم – مكة عام الفتح منح أهلها الأمان، إذ خاطبهم فقال: (ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن) مسلم. مَن يُحِبُّ الوَطَنَ حَقِيقَةً، وَيُرِيدُ لَه الخَيرَ وَالنَّمَاءَ، والأَمْنَ والأمانَ فَلا تَرَاهُ إِلَا مُطِيعًا لِرَبِّهِ، مُتَّبِعًا لِرَسُولِهِ، حَرِيصًا عَلَى أَمنِهِ، مُطِيعًا لِوُلاةِ أَمرِهِ، نَاصِحًا لِقَادَتِهِ، عَامِلًا بما يُسَنُّ مِن أَنظِمَةٍ وتَعْلِيمَاتٍ، لا يُحدِثُ بَلبَلَةً وَلا يَبعَثُ فَوضَى، وَلا يُفسِدُ صَالِحًا، وَلا يُخَرِّبُ عَامِراً مُقَدِّرًا لما يُبذَلُ لِلبِنَاءِ وَالتَّقَدُّمِ والحضارة والعمران وتحقيق للاستخلاف فى الأرض، فَنحنُ مُجتَمَعٌ كَسَفِينَةٍ واحدَةٍ، إذا نجونا ونجحنا نجونا ونجحنا جميعا فَلْنَلزَمِ الشُّكرَ بالقول والعمل ؛ فَإِنَّهُ قَيدٌ للنِّعمِ، وَسَبَبٌ لازدِيَادِهَا: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لم يَكُ مُغَيِّرًا نِعمَةً أَنعَمَهَا عَلَى قَومٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم)[الْأَنْفَالِ ولا شك أن لرجال الأمن البواسل دورا عظيما لا ينكره أحد ففى ظل وجودهم تحفظ النفوس، وتصان الأعراض والأموال، وتؤمن السبل، وتقام الحدود، ويسود العمران، وتنمو الثروات، وتتوافر الخيرات، ويكثر الحرث والنسل. وإننا إذ نقول لكم بأن رسالتكم سامية ودوركم عظيم يتساوى مع عظمة ما تقدمون من غال ونفيس لتراب هذا الوطن الغالى،نسأل الله تعالى أن يحفظ لكم أرواحكم وأنفسكم وأموالكم ويوفقكم إلى صون كرامة الوطن والذود عنه كل عام ورجال الشرطة الأوفياء بكل خيروازدهار وحفظ ورعاية من الله .. حفظ الله لمصر أمنها وجيشها وشرطتها وشعبها وعزها ومجدها وأزهرها وجميع مؤسساتها يارب العالمين.