فيما يعد تكريساً لعزلة نظام بشار الأسد الرئيس السوري، اعتبر المراقبون مطالبة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف للأسد بتطبيق إصلاحات أو التخلي عن السلطة بأنه تغيير جذري في موقف موسكو المساند. وكان الرئيس الروسي قد دعا القيادة السورية إلي تطبيق إصلاحات أو التخلي عن السلطة. وذكر ميدفيديف في تصريحات نقلتها وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء أن روسيا مثل دول أخري حريصة علي "وقف إراقة الدماء سريعا في سوريا" وأطلعت القيادة السورية علي هذا الموقف. وأضاف: "إذا لم تكن القيادة السورية قادرة علي إتمام إصلاحات فيتوجب عليها أن تتنحي، ولكن هذا القرار يجب ألا يكون بواسطة حلف شمال الأطنطي ودول أوروبية، بل ينبغي أن يكون قرار الشعب السوري والقيادة السورية فحسب". وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الرئيس الروسي كسر الحواجز للمرة الاولي وتخلي عن بشار الأسد منذ بداية انتفاضة الشعب الذي ثار علي نظام حكمه المستبد منذ ستة أشهر، مشيرة إلي أن التصريحات المفاجئة التي أدلي بها ميدفيديف تتزامن مع اعلان تركيا الحليف السابق لدمشق للمرة الثانية انها ستتخذ كل الخيارات المطروحة للتعامل مع حالة العنف المتزايدة في سوريا. كما أعلن مسئول كبير بالخارجية الروسية ان روسيا تتوقع زيارة وفد من المعارضة السورية بعد غد الثلاثاء، وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة ايتار تاس "نحن مستعدون للقائهم في وزارة الخارجية، مضيفاً "نحن مستعدون للاستماع الي موقف المعارضة لنظام دمشق ومن جانب اخر نجري تقييمنا الخاص بشكل مباشر بدون وسطاء" والوفد الذي سيلتقي دبلوماسيين روسيين علي اساس غير رسمي سيضم من خمسة إلي ستة ممثلين عن مختلف احزاب المعارضة. من ناحية أخري، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن تعرض فرع شركة ستروي ترانس غاز الروسية في مدينة حمص لهجوم علي أيدي مناهضين للأسد، معتبرة ذلك دليلاً علي أن المعارضة سلكت مسلك استخدام وسائل الإرهاب ضد المدنيين والمؤسسات. ميدانياً، قتل 20 شخصًا جراء تدخل قوات الأمن السورية مدعومة بميليشيات الشبيحة لاحتواء المظاهرات الحاشدة التي خرجت أمس الأول في مختلف مدن البلاد تحت شعار "المجلس الوطني يمثلني" من جانبه ندد البيت الأبيض الأمريكي بأعمال العنف الأخيرة في سوريا ومن بينها اغتيال معارض كردي بارز، ودعت الإدارة الأمريكية الرئيس بشار الأسد إلي التنحي "في الحال". في حين اتهمت وزارة الخارجية الأمريكيةدمشق بتصعيد أعمال الترهيب ضد معارضين بارزين، ودعتها بريطانيا لوقف أعمال العنف فورا. فيما أكد إبراهيم النجار عضو المجلس الوطني السوري بالقاهرة ل«روزاليوسف» أن اجتماع المجلس بالقاهرة تم تأجيله للتشاور ومحاولة الحصول علي موافقة المجلس العسكري علي الاعتراف بالمجلس الوطني وانتظار مقابلة الأمين العام للجامعة العربية د.نبيل العربي.