بدأت فى العاصمة الأمريكيةواشنطن أمس «جلسة تاريخية» لمجلس النواب الأمريكى للتصويت على قرار اتهام الرئيس دونالد ترامب بتهمتى إساءة استغلال السلطة وإعاقة عمل العدالة فى القضية المعروفة ب «أوكرانيا جيت». وفى حال وافق النواب على القرار، يصبح ترامب رابع رئيس فى تاريخ الولاياتالمتحدة يحال للمحاكمة أمام مجلس الشيوخ بقصد عزله، وسط تكهنات قوية أن يجهض مجلس الشيوخ محاولات عزله ويكمل فترته الرئاسية حتى 2020. وقد أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكى الديمقراطية نانسى بيلوسى الثلاثاء، أن المجلس سيصوت على توجيه قرار اتهام لترامب. وفى أول رد له أكد دونالد ترامب، أنه لم يرتكب «أى خطأ» فى تغريدات قبل ساعات من جلسة التصويت مؤكدًا أنه ليس قلقًا. ويواجه الرئيس الأمريكى، منذ 3 أشهر اتهامات بالضغط على أوكرانيا للتحقيق مع خصمه المحتمل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية فى العام المقبل، مقابل الحصول على مساعدات أمنية، كما يواجه اتهامات بعرقلة العدالة فيما يتعلق برفضه السماح بإدلاء شهادات المسئولين الرئيسيين فى قضية مكالمة الرئيس الأوكرانى. ونظرًا للأغلبية التى يتمتع بها الحزب الديمقراطى فى مجلس النواب، فقد يكون ترامب رابع رئيس أمريكى يخضع لإجراء العزل بعد أندرو جونسون فى 1868 وريتشارد نيكسون فى 1974وبيل كلينتون فى 1998. من جانبه، اتهم ترامب رئيسة مجلس النواب ب«تقويض الديمقراطية»، حيث اعتبر ترامب فى رسالة رسمية من ست صفحات إلى بيلوسى، أنها تعلن حربًا مفتوحة ضد الديمقراطية الأمريكية، مضيفًا «التاريخ سيحكم عليك بشكل قاسٍ». ووصف ترامب أن محاولة عزله من قبل النواب الديمقراطيين فى الكونجرس، «هى جزء من جهد أكبر للانتقام من نتائج انتخابات عام 2016. وأضاف الرئيس الأمريكى أن التهمة الأولى «باطلة تماما، لا قيمة لها ومن إنتاج خيالك». وأكد ترامب أن حديثه مع الرئيس الأوكرانى كان «بريئًا تمامًا»، مشددًا على أنه لم يمارس «أى ضغوط» على كييف. وقبيل ساعات من جلسة مجلس النواب، تجمع مئات المتظاهرين فى ميدان التايمز فى نيويورك، للمطالبة بعزل ترامب، وانطلقت مسيرات من ولاية أوريجون إلى ولاية فلوريدا. وتفرض الأحداث التساؤل بشأن الخطوة التالية إذا وافق مجلس النواب ذى الأغلبية الديمقراطية على عزله، ومن غير المرجح أن تتم إقالة ترامب من قبل مجلس الشيوخ الذى يتمتع بأغلبية جمهورية. وتشير صحيفة واشنطن بوست، إلى أنه لن تتم إقالة الرئيس الأمريكى على الفور واحتمال أن يتم اجهاض محاولات عزل ترامب فى مهدها.
