كالعادة يقدم منتدى شباب العالم عددًا من النماذج المؤثرة والملهمة للشباب من مختلف دول العالم، قصص وروايات، يبحث عنها المنظمون كل عام لتكون مثالًا يحتذى به لكل صاحب معاناة أو كل صاحب تحد فى الحياة، وخلال النسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم، هناك عشرات القصص والنماذج التى يقدمها المنتدى للشباب، وظهر ذلك فى مشاهد كثيرة بداية من حفل الافتتاح، إذ كانت البداية مع قصة الطفل زين يوسف محارب السرطان وقصة الأمريكية جاسيكا أول كابتن طيار دون ذراعين وغيرهما الكثير. هذه القصص تستحق أن نتوقف معها لتكون نموذجًا للشباب.. «روزاليوسف» أجرت عددًا من الحوارات مع 5 نماذج من المشاركين الملهمين. محارب السرطان
الطفل زين: خلى دايمًا عندك أمل
قصة نجاح ملهمة، تفاعل معها آلاف الحضور من المشاركين فى افتتاح منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، إنه الطفل زين يوسف، الذى ظهر على منصة الافتتاح بالمنتدى ليروى قصة محاربته لمرض السرطان وهو طفل صغير، وكيف تغلب عليه ومارس حياته وواصل دراسته ورياضته. هذا النموذج الذى أضفى مزيدًا من الطاقة الإيجابية على المشاركين، دفع الرئيس عبدالفتاح السيسى للصعود ليسلم عليه تحية له ودعمًا له، وسط تفاعل الكثيرين. بلهجته المتقطعة، والتى تمزج ما بين العربية والإنجيلزية، نظرًا لدراسته بالخارج، حيث تقطن أسرته، تحدث الطفل زين فى تصريحات خاصة بعد حفل الافتتاح، وقال: إنه سعيد جدا بعرض قصته فى منتدى شباب العالم، مضيفًا أنه كان يشعر بقلق قبل حديثه، لكن بعد تصفيق الحاضرين له شعر بالسعادة وهو ما جعله يتحدث بحرية . زين أوضح أنه كان سعيدًا للغاية بصعود الرئيس السيسى له وتحيته، لافتًا إلى أن رسالته كانت فى إظهار قصته للشباب، وأن تكون درسًا لأى شخص يعانى أو يواجه مشكلات بأنه يستطيع أن يواجه ويصنع الأمل لنفسه . وروى زين قصة معاناته مع مرض السرطان الذى أصابه 4 مرات، وأجرى بسببه 4عمليات جراحية، وفى كل مرة كان يشعر بالقلق، مشيرًا إلى أنه فى البداية لم يكن يعرف معنى السرطان لكنه كان ينظر إلى وجه والديه وهما فى حالة خوف وقلق، وفى النهاية كنا نتعامل مع الأمر ونقول « لا نريد أن يكون هناك شيء يوقف حياتنا «. وقال زين: إنه كان وقت فترة العلاج يواصل تمارينه فى رياضة التايكوندو وأيضا دراسته، بل كان يساعد الأطفال الآخرين فى المستشفى والمصابين بالمرض بشراء لعب لهم. وفى نفس الوقت تحدثت رضوى موسى والدة زين، وأشادت بتنظيم منتدى شباب العالم، وقالت: إنهم تلقوا دعوة لمشاركة زين ليروى قصته لأى شخص يعانى فى حياته ويعطيهم أملًا، مضيفة أنها سعيدة بتفاعل المشاركين وبتكريم الرئيس السيسى لزين.
أول كابتن طيار دون ذراعين ..
جاسيكا كوكس: واجهت كل تحدٍ لأقود الطائرة.. وأتدرب على تسلق الجبال
من نماذج حفل الافتتاح التى أبهرت المشاركين بقصتها، كانت الأمريكية جيسيكا كوكس، أول امرأة كابتن طيار من ذوى الاحتياجات الخاصة، روت قصة حياتها منذ الصغر دون ذراعين، وكيف تعاملت مع كل تحد واجهته فى حياتها . جاسيكا تحدثت فى حوار خاص عن مشاركتها فى منتدى شباب العالم لتروى قصتها، وقالت: إنها فخورة بالمشاركة فى المنتدى والتواجد فى مصر، خاصة وأنها المرة الأولى التى تأتى فيها إلى مصر. وروت جاسيكا مواقف من حياتها خاصة وإنها دون ذراعين، وأن والدتها كانت دائمة القلق عليها، مضيفة أنها حاربت طوال حياتها للتغلب على كل مواقف اليأس والإحباط لتحقق حلمها فى النهاية وتصبح نموذجًا يحتذى به. وقالت: يجب أن نتغلب على أى تحد يواجهنا، ولذلك هى فى البداية كانت تخشى ركوب الطائرة، ومع أول رحلة قررت أن تواجه التحدى لتكون كابتن طيار، وعليه تعاملت مع تحديات كثيرة. وأوضحت أن الطريقة التى كانت تفكر بها فى أى تحد يمكن أن ينظر له من منظور مختلف، و كانت تتحدث عن المشاكل بطريقة الابتكار للتغلب عليها، ونحن فى العالم علينا أن نشجع الابتكار لنتغلب على مشاكلنا. ولفتت إلى أنها تحب المغامرات، وكثيرًا ما كان يقال لها هذا مستحيلا، لكنها واجهت أى تحد، والآن تقوم بالعوم والسباحة وركوب الطائرات، وحاليًا تسعى لممارسة رياضة السير على الحبل، وتتدرب من أجل تسلق الجبال .
واحدة من القصص الملهمة أيضًا، المصرية منال رستم، أول مصرية تتسلق أعلى قمتين من أعلى 7 قمم جبال فى العالم، وأول مصرية تشارك فى أطول 5 ماراثونات جرى من أصل أكبر 6 ماراثونات فى العالم . روت منال رستم قصتها، من كونها صيدلانية عاشت طفولتها بدولة الكويت، لكنها أصرت على هوايتها فى رياضة تسلق الجبال والجري، مضيفة أنها واجهت صعوبات كثيرة وأبرزها تحدى رفض الأسرة للرياضة باعتبارها رياضة للرجال. وأوضحت أنها أصرت على حلمها وواجهت العادات والتقاليد ومارست رياضة تسلق الجبال، مضيفة أنها ظلت 5 سنوات حتى تقنع والدها بتسلق أعلى قمة جبل فى إفريقيا وقد كان فى 2012 بتسلق جبل «كلمنجارو» أعلى قمة فى تنزانيا، وبعدها أعلى قمة فى أوروبا عام 2015 وهى قمة جبل «البرس» فى روسيا، لتكون بذلك أول مصرية تتسلق أعلى قمتين من 7 قمم جبل فى العالم . وقالت: إنها تشارك أيضا فى رياضة الجري، حيث تسعى لتكون أول مصرية تشارك فى أهم 6 ماراثونات بالعالم، خاصة أنها أول مصرية تشارك فى ماراثون نيويورك وشيكاجو وبوسطن وبرلين ولندن وباقى طوكيو فى مارس 2020. وأوضحت أنها مهتمة بالسوشيال ميديا حتى توصل رسالة للشباب الصغير وخاصة الفتيات، مضمونها أنه إذا أراد أحد ممارسة الرياضة فعليه أن يواصل حلمه، فهى ظلت 14 سنة تحافظ على هوايتها، متابعة :» رسالتى تتضمن عدم وضع عقبات فى طريق أحلامنا، فى البداية كانت أسرتها ضد هوايتها والآن أصبحوا فخورين بها.
صاحب مشروع « فرصة»
عاطف الشبراوى: نقدم الدعم للشباب لتنفيذ مشروعات ريادة الأعمال الشاملة
تحدث رائد الأعمال المصرى عاطف الشبراوى، عن قصة دعمه لريادة الأعمال وعن مشاركته فى منتدى شباب العالم لينقل إلى الشباب المشاركين أهمية التركيز على ريادة الأعمال الشاملة التى تعود بالنفع على المجتمع كمفهوم جديد وأشمل لبرامج ريادة الأعمال أضاف أن هذه المرة الأولى التى يشارك فيها بمنتدى شباب العالم، لكن نتائج المنتدى فى النسخ السابقة كانت جيدة بشكل كبير لدرجة أن المشاركين الذين قابلهم وقتها كانوا يتحدثون دائما عن فعالياته والمشاركين فيه. وأضاف أن المنتدى استطاع أن يحقق نجاحًا خارجيًا وأصبح علامة مميزة وبراند خارجيًا لتفاعل الشباب معا، علاوة على أنه أصبح يُقدم صورة جيدة لمصر وهذا أفضل تسويق بالخارج، مضيفًا أنه يرى أن يتم تقديم التواصل بين شباب العالم فى المنتدى فى إطار مؤسسى بما يحفظ استمرارها. وأضاف:» خلال الفعاليات التى شارك فيها، قابل مجموعة كبيرة من الشباب من 12 دولة بجانب مصر، وكان اللافت أن المشاركين شباب متميز وتم اختيارهم بعناية لتحقيق الفائدة، ما يعنى أن المشاركة ليست من أجل المشاركة لكن المشاركة بفائدة، والاختيار ليس عشوائيًا ولكن بهدف». وعن تجربته التى سيشارك بها الشباب، قال الشبراوى: إنه سيحاضر فى مجال ريادة الأعمال، مضيفًا أنه سيروى تجربة مشاركته فى مشروع يعمل فيه مع وزارة التضامن بعنوان (فرصة)، والهدف منه تحقيق ما يسمى ريادة الأعمال الشاملة، موضحًا أن برنامج ريادة الأعمال الشاملة ليس فى دعم إقامة مشروعات فقط، لكن فى دعم كل الشرائح سواء من ذوى الإعاقة أو المرأة وغيره، ويتم تشجيعهم على إقامة مشروعات جديدة . وتابع أنه يعمل على برنامج تكافل وكرامة، وجزء ممن يستهدفهم برنامج فرصة، مستطردًا:» نجد أن 64% من المستفيدين مشروع تكافل وكرامة لا يجيدون القراءة والكتابة وأنا أريد أساعدهم من خلال برنامج يتعامل مع أشخاص غير متعلمين، وبالتالى المشروع اللى نعمل عليه فى مصر، لا يوجد أحد يقوم بتنفيذه فى العالم، حيث نقوم بتعديل سلوك المواطنين وبعدها يتم تمكينهم من خلال منظومة ريادة الأعمال الشاملة ليحصل على فرصة» . وأردف:» المشروع يعمل على حل مشاكل مجتمعية، بمعنى إذا كانت هناك قرية تحتاج لمدرسة أو مشروع خدمى، ندعم قيام الشباب بهذا المشروع وبالتالى يعود النفع ويتحقق الأمر بتوفير فرص عمل أيضا، وبالتالى يكون الشباب عنصر تغيير» .
من طفل مسلح لمدافع عن حقوق الشباب
ميشيل: نحتاج لأفكار وطاقة الشباب خاصة فى أماكن الصراعات
نموذج آخر من النماذج الملهمة للشباب الذين شاركوا فى افتتاح منتدى شباب العالم، وهو الشاب مشيل شيكوايننى من الكونجو، الذى روى قصته من طفل تم تسليحه سابقًا فى بلاده، وحاليًا أصبح متحدثًا ملهمًا للقدرة عن خلق التغيير، ليكون أصغر مدافع عن حقوق الأطفال والشباب فى العالم. ظهر ميشيل كأصغر مدافع عن حقوق الأطفال فى العالم، وهو يعيش حاليًا فى كندا، وقال: إن ما جعله يدافع عن حقوق الأطفال، قصة اختطافه وهو طفل من ميليشيا عسكرية ليقاتل معهم ويحمل معهم السلاح، وكيف فقد أعز أصدقائه برصاص المقاتلين، مضيفًا أنه تعرض للضرب خلال محاولتهم تدريبه على السلاح وإطلاق النار، لكن نظرًا لصغر سنه لم يكن يستطيع حمل السلاح إلى أن استطاع أن يهرب منهم . وأضاف أنه قرر منذ الصغر أن يعمل مع الشباب ويدافع عن حقوق الأطفال والشباب، خاصة فى الدول النامية، موضحاً أنه منذ دراسته فى الثانوية وهو يعمل مع منظمات كثيرة تدافع عن الشباب، لأن الشباب دائمًا فى صدارة الحركات المؤثرة بجميع دول العالم. وأشاد بحرص الرئيس السيسى على تفاعله مع الشباب وعقد منتدى الشباب، متابعًا:» لدينا فى إفريقيا 60% من السكان من الشباب، ونحن فى حاجة لمزيد من التفاعل مع الشباب ونحتاج للطاقة والأفكار فى عالم يعيش بتنافسية». وأشار ميشيل إلى أنه سعيد بمشاركته فى منتدى شباب العالم والذى يجتمع فيه الشباب من كل دول العالم، لكى يروى قصته للشباب والمشاركين، موضحًا أننا فى حاجة لأفكار وطاقة الشباب خاصة فى الأماكن التى بها صراعات . وتابع أن هذه المرة الأولى التى يأتى فيها الى شرم الشيخ، لكنه سبق وزار مصر وتواجد فى أسوان وفى الإسكندرية والقاهرة، ولديه شغف كبير لما سيخرج من توصيات من المنتدى.