على هامش القمة العربية الأوروبية، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي. وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أكد المكانة المهمة التى يتمتع بها الاتحاد الأوروبى فى إطار السياسة الخارجية لمصر، والتى ترتكز على الاحترام والتقدير المتبادل لخصوصيات كل طرف، ليس فقط لكون الجانب الأوروبى الشريك التجارى الأول لمصر، وإنما فى ضوء الروابط المتشعبة التى تجمع بين الجانبين والتحديات المشتركة التى تواجههما على ضفتى المتوسط. من جانبه؛ ثمن «توسك» العلاقات التاريخية المتميزة التى تجمع الاتحاد الأوروبى بمصر، مؤكداً سعادته بزيارة مدينة شرم الشيخ ولقاء الرئيس السيسي، والذى يأتى فى ظل انعقاد القمة العربية الأوروبية الأولى من نوعها، حيث يعكس اختيار مصر لاحتضانها الثقل السياسى الذى تتمتع به دولياً وإقليمياً، فضلاً عن كونها همزة الوصل بين العالمين العربى والأوروبي، وكذلك واحة للأمن والاستقرار فى المنطقة التى تمر حالياً بمرحلة حرجة من الاضطراب الشديد والتوتر السياسى والاجتماعي. وأوضح المتحدث الرسمى أن اللقاء تناول استعراض مختلف جوانب العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي، سواء فيما يتعلق بأبعادها السياسية أو الاقتصادية والتنموية، حيث تم الإعراب عن الارتياح إزاء مجمل التطورات التى يشهدها التعاون المؤسسى بين الجانبين، وتأكيد الحرص على أهمية استمرار التنسيق المشترك وتعزيز الحوار المتبادل فى هذا الخصوص لتدعيم علاقات الصداقة بينهما فى ضوء المصالح والتحديات المشتركة. كما تطرق الاجتماع إلى ملف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبى حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية الهامة فى المحافل الدولية؛ كعملية السلام فى الشرق الأوسط، والأوضاع فى ليبيا وسوريا واليمن، حيث تم التوافق بشأن أهمية الحفاظ على قنوات التشاور بين الجانبين فيما يتعلق بتلك الملفات، كما تلاقت الرؤى وجهات النظر حول ضرورة استمرار العمل على التوصل إلى تسويات سياسية لها، بما يحافظ على المؤسسات الوطنية بالدول التى تشهد تلك الأزمات، وصون سيادتها ووحدة أراضيها، حتى يمكن استعادة الاستقرار بالمنطقة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبها. وأضاف «راضي» أن «توسك» حرص على الإشادة بجهود مصر فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكداً تقدير الاتحاد الأوروبى لهذه الجهود فى التعامل مع ذلك الملف، الأمر الذى انعكس على وقف حالات الهجرة غير الشرعية من مصر منذ عام 2016، مؤكداُ أن مصر تعد نموذجاً ناجحاً فى المنطقة فى هذا الصدد تحت قيادة حاسمة وحكيمة. كما أعرب الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبى فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف وفقاً لمقاربة شاملة تعالج الجذور الرئيسية للإرهاب والتطرف، مؤكداً فى هذا الإطار أهمية التصدى لمحاولة بعض الأطراف الدولية تقديم الدعم والتمويل للتنظيمات الإرهابية. وتطرق «توسك» كذلك إلى آفاق التعاون الثلاثى مع مصر فى مجالات التنمية وصون السلم والأمن بالقارة الإفريقية، خاصةً فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، حيث عرض الرئيس الأولويات المصرية فى هذا الصدد، حيث نوه إلى فرص توثيق التعاون مع الاتحاد الأوروبى فى إفريقيا، خاصةً فى مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومبدياً استعداد مصر بما تملكه من تجارب وخبرات للانخراط مع الاتحاد الأوروبى فى تنفيذ مشروعات تنموية لتعزيز قدرات الدول الإفريقية خاصة تلك المصدرة للهجرة غير الشرعية.