مع قرب عيد الفطر المبارك تقوم أغلب الأسر المصرية بالاستعداد باستقبال العيد، وتقتصر تلك المهمة علي السيدات، حيث يقع عليهن عبء الاستعداد للعيد وشراء مستلزماته سواء للأبناء أو للمنزل أو لهن، هذا بالاضافة إلي الاعتناء بالمنازل وهو ما يؤدي إلي تقصير من قبل النساء في العبادة بالعشر الأواخر من رمضان فأغلبهن ينقطع عن الذهاب للمساجد وأداء الصلاة، وينشغل بأعباء الحياة لهذا يواجهن اتهاما بالتقصير . وحول آراء السيدات، تتحدث سمية محمد، عاملة بأحد محلات الكوافير: قائلة: تشهد العشر الآواخر من رمضان اقبالا شديدا من قبل السيدات والفتيات وهذا علي الرغم من حالة الكساد والغلق الذي يلجأ له أغلب أصحاب الكوافيرات مع بداية الشهر الكريم. وتوضح أن هذا يرجع إلي أن أغلبهن يمتنعن عن الذهاب للكوافير مع بداية الشهر الكريم اعتقادا بأن أعمال الزينة حرام شرعًا، ولكن يقبلن مع نهاية الشهر الكريم علي الكوافير من أجل الاستعداد للعيد، ويتم ذلك من خلال الحجز مسبقًا من أجل قص الشعر وصبغه، ويشتد الاقبال ليصل لذروته قبل العيد وبالنسبة للسيدات فتؤكد مديحة محمد - ربة منزل أنه علي الرغم من انتظامها علي أداء صلاة التراويح بالمسجد المجاور للمنزل طوال الشهر الكريم إلا أن الأسبوع الأخير من شهر رمضان لا تتمكن فيه من الذهاب للمسجد، حيث تضطر عقب الافطار للخروج لشراء مستلزمات العيد من ملابس جديدة، كذلك شراء مستلزمات الكعك، هذا بالاضافة لعملية تنظيف المنزل التي تستغرق أياما ولا يمكن القيام بتلك المهام الشاقة إلا عقب موعد الافطار. وتكمل ماجدة كمال - ربه منزل - أنه يصعب خلال العشر الآواخر من رمضان، الانتظام في الذهاب للمسجد وقراءة القرآن، حيث يستحيل التوازن بين العبادة بانتظام وتلبية احتياجات المنزل والأبناء، هذا بالاضافة لضرورة الذهاب للكوافير، من أجل الانتهاء من أعمال الزينة والتجميل، حيث قص الشعر وصبغه، وتنظيف الوجه. أما آمال عبدالرحمن ربة منزل، فتؤكد أنه لا يمكن الامتناع أو الابتعاد عن الذهاب للمسجد بالعشر الأواخر من رمضان، خاصة أن ليلة القدر خلال تلك الأيام ولابد علينا عدم التقصير تجاه عبادة الله. رؤية شرعية وحول رأي الشرع في ابتعاد المرأة عن ساحة العبادة بالعشر الأواخر من رمضان تؤكد د. آمنة نصير أستاذ الفلسفة والعقيدة بالأزهر أن عدم النضج الديني لدي المرأة المصرية ظاهرة تتفق معها، فأغلبهن لا يمارسن العبادة أو مظاهر التدين في إطارها السليم، بمعني أنهن يمارسنها حسب الهوي والطاقة، ولهذا قد يمتنعن عن الذهاب للمساجد والخروج من طور العبادة خلال العشر الأواخر من رمضان، وهذا لأنهن ليس لديهن قدرة علي تحقيق التوازن فإما الانهماك الكامل في العبادة علي حساب أمور الحياة أو الانسلاخ التام من العبادة من أجل الانهماك في مظاهر ومتطلبات الحياة وهو أمر مرفوض، وهذا ما يحدث في العشر الأواخر من رمضان، حيث ينحصر اهتمام المرأة في الاستعداد للعيد وشراء مستلزماته والذهاب لمراكز التجميل. وتضيف أنه بالنسبة لتلك التصرفات لا يجب وضعها ضمن ما يسمي بالسلوكيات الخطأ، وإنما هي سلوكيات صحيحة ولكن يجب ألا تأتي علي حساب العبادة، وفي نفس الوقت لا تنسي المرأة نصيبها من الأمور التي أشرنا إليها وهي حب الزينة والتجميل، ولكن طبقًا لأحكام الشرع، فعليها الابتعاد عن اللجوء للتملص وهو إزالة الحواجب واستخدام الأقلام، وبالنسبة لصبغة الشعر فهي حلال طالما كانت بنية التزين للزوج. ويوضح د. محمد رأفت عتمان عضو مجمع البحوث الإسلامية أن هناك فضلاً عظيمًا وثوابًا كبيرًا للعبادة في العشر الأواخر من رمضان، ولهذا أمرنا الله أن نزيد من أشكال العبادة بالعشر الأواخر من شهر رمضان، خاصة أن بها ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، وهذا ما يزيد من دوافعهن للإكثار من العبادة بالعشر الأواخر من رمضان، ومع ذلك فإن هذه الأمور ليست فرضًَا فإذا لم يفعلها ليس عليه وزر أو إثم وإنما هي لزيادة الثواب والأجر، فالأصل في العبادة هي الصلوات الخمس، وخاصة بالنسبة للمرأة، فليس واجبًا عليها الذهاب للمساجد، فهي من الأمور، المستحبة فقط، وليست فرضًا.