أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية فى دراسة جديدة، أن الضربات التى تلقتها التنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق ومحاولة تجفيف منابع تمويلها المالى ومصادرها البشرية سوف تدفعها إلى اللجوء إلى ما بات يعرف ب«الإرهاب العائلي»؛ وذلك تجنبًا للإيقاع بها إذا سعت إلى دعوة أفراد جددٍ خارج إطارها. وقال المرصد: إن عددًا من التقارير الدولية قد أكدت أن أكثر من ربع المقاتلين الأجانب فى سوريا والعراق كانت لهم صلات قرابة بدرجات مختلفة مع المتطرفين هناك. وحذَّرت الدراسة من صعوبة المواجهة الأمنية لظاهرة «الإرهاب العائلي» لما يحققه هذا النوع من السرية والأمان والتخفي، فضلًا عن القدرة الكبيرة فى التخطيط والتنسيق فى تنفيذ العمليات الإرهابية الموجعة. وبينت الدراسة أن أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية شهدت قبل عدة سنوات عددًا من العمليات التى نفذها أبناء أسرة أو عائلة واحدة، ففى أبريل عام 2013 شهدت الولاياتالمتحدة تفجير ماراثون بوسطن، الذى نفذه الشقيقان جوهر. تثير عمليات «الإرهاب العائلي» العديد من التساؤلات حول أسباب انتشار هذه الظاهرة، هل هى مجرد اهتمام شخص ما – على درجة قرابة أو صداقة- بالأفكار الإرهابية مع إمكانية أن يقود ذلك أشخاصًا آخرين إلى الاهتمام بهذه الأفكار عينها؟ وهل يعنى انتشار هذه الأفكار إيمان كل أفراد العائلة والأسرة بها وبنفس الدرجة؟ ولماذا تلجأ الجماعات الإرهابية إلى هذا النوع من التجنيد؟ كما أن العنصر الأمنى يكون حاضرًا وبقوة فى هذا السياق، فالتنظيمات الإرهابية من خلال تجنيد عائلات متطرفة بأكملها يمكنها التحايل على القيود المشددة التى تفرضها أجهزة الأمن فى الدول المختلفة. وقد نوَّعت التنظيمات الإرهابية وسائل التجنيد العائلي، ففى بعض الأحيان تتبنى تلك التنظيمات خطابًا عاطفيًّا يرتكز على مقولة أن العالم فى حاجة إلى «العائلة» كنواة لبناء المجتمع النقى الذى يسود العالم بالفهم الصحيح للدين، كما تسعى هذه التنظيمات لتكثيف خطاب آلتها الإعلامية لخلق وَهمٍ لدى عناصر الأسرة أو العائلة المستهدف تجنيدها لحجب الوضع القائم وخلق واقع افتراضى من صنع التنظيم.