ستتجه الأنظار يوم الأحد المقبل، فى المباراة النهائية ببطولة كأس العالم، صوب الصراع الشرس بين المدربين، حيث يحاول ديديه ديشامب مدرب فرنسا، خداع زلاتكو داليتش، مدرب كرواتيا. وإذا فاز ديشامب سينضم إلى ماريو زاجالو وفرانز بيكنباور فى مجموعة النخبة التى فازت بلقب كأس العالم كلاعب ومدرب، حيث كان قائدا للمنتخب الفرنسى الذى توج بكأس العالم 1998. أما نجاح داليتش، فسيترك بعض الأشخاص يتساءلون «زلاتكو من؟» حيث جاء داليتش (51 عاما) بشكل مفاجئ لقيادة المنتخب الكرواتى، لينجح فى الوصول به إلى المباراة النهائية للمرة الأولى فى تاريخه. ولم يكن داليتش الخيار الأول لخلافة أنتى كاسيتش فى أكتوبر الماضى، عندما قام المنتخب الكرواتى بتغيير مدربه قبل المباراة الأخيرة فى التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال أمام المنتخب الأوكرانى وسط مخاوف من إمكانية غيابه عن المونديال. وقاد داليتش، المنتخب الكرواتى للفوز على أوكرانيا 2 0، ليضرب موعدا مع المنتخب اليونانى فى الملحق الأوروبى ليفوز به ويصعد للمونديال. وولد داليتش فى ليفنو، مدينة فى البوسنة والهرسك حاليا، ولم يكن أحد العظماء فى المنتخب اليوغوسلافى فى مونديال 1990، وشاهد المنتخب الكرواتى فى مونديال 1998 فى الدور قبل النهائى أمام فرنسا كمشجع. وتذكر ذلك الوقت حيث قال: «كنت فى فرنسا لمتابعة أول 3 مباريات كمشجع، ثم بعد ذلك كان على أن أسافر للاستعداد للموسم الجديد». ولا يملك داليتش تاريخا تدريبيا مذهلا فى كرواتيا حيث لم يقم بتدريب أحد الفرق الكبرى، كما أنه درب أندية فى السعودية والإمارات. وقاد داليتش فريق العين الإماراتى لنهائى دورى أبطال آسيا فى 2016 ، ولكنهم أقالوه فى النهاية ولا يوجد شيء آخر قوى فى سيرته الذاتية تجعله يفكر فى أن يصبح أفضل مدرب فى المونديال الروسي، ولم يكن نجاحه دائما نابع من عقله. قيادته جاءت من القلب، لقد حظى بالاحترام بسبب قرارته الشجاعة مثل إعادة المهاجم نيكولا كالينيتش إلى بلاده لأنه رفض المشاركة من مقاعد البدلاء فى المباراة الأولى بدور المجموعات أمام المنتخب النيجيرى معللا ذلك بمشكلة فى الظهر. وظهر أن المنتخب الكرواتى استنفد كل حلوله منذ المباراة الأولى فى الأدوار الإقصائية حيث احتاج للعب أشواطا إضافية فى 3 مباريات من أجل الوصول للمباراة النهائية. قال المدرب :»لا يمكننى أن أعلم هؤلاء اللاعبين كرة القدم، أنا مسؤول عن أشياء أخرى، لقد تقبلوا هذا، ربما لم يكن لديهم ثقة كاملة فى البداية ولكنهم اكتسبوا الثقة». واضطر ماريو ماندزوكيتش، المصاب، لمضاعفة جهده لأن الفريق يفتقد إلى المهاجمين، ولكنه وجد القوة لتسجيل هدف الفوز فى موسكو ليقود فريقه إلى المباراة النهائية. ويبدو أن اللاعبين سيفعلون أى شيء من أجل داليتش. عندما قام المدافع سيمى فرساليكو بالإمساك بالمدرب ورميه على العشب فى ملعب لوجنيكى عقب صافرة نهاية المباراة أمام إنجلترا، بدا هذا أنه مودة من أحد اللاعبين الكرواتيين العديدين الذى لا يصدقون أنهم على بعد مباراة واحدة من صنع تاريخ جديد. وقال ديان لوفرين مدافع الفريق: «أظهر زلاتكو ثقته بنا منذ البداية عندما لم يفعل الكثيرون، هذا هو السر وراء نجاحنا». وهذا ليس وقتا سهلا لتدريب المنتخب الكرواتي، حيث جاءت إدانة زدرافكو ماميتش نائب رئيس الاتحاد الكرواتى والرئيس التنفيذى لنادى دينامو زغرب بغسل الأموال عن طريق انتقال بعض اللاعبين الكبار من بينهم لوكا مودريتش لتقسم الجماهير الكرواتية. واستطاع داليتش أن يوحدهم فى قصة نجاح لا تتكرر كثيرا، وسيكون الجميع خلفه يوم الأحد عندما يكمل شهرا مذهلا فى روسيا. وقال: «ربما أعطانا الله الفرصة لتعويض خسارتنا لكننا لا نسعى للثأر، هذه رياضة، سنركز على لعب أفضل مبارياتنا فى البطولة».