وكالعادة، يأتى كأس العالم ليلفت أنظار الجميع نحو منتخبات ودول حاولت إثبات ذاتها كرويًا، ليس كرويًا فقط ولكن فى كل نواحى التقدم، ومن ضمن تلك المنتخبات (أيسلندا) التى تعتبر أصغر دولة تستطيع التأهل إلى كأس العالم 2018 للمرة الأولى فى تاريخها، وذلك بعد تصدرها المجموعة التاسعة من التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال، تلك الدولة الجزرية الأوروبية التى تقع فى شمال المحيط الأطلسي، فهى جزيرة صغيرة جدا تبلغ مساحتها 103 كم مربع، أى أقل من مساحة سيناء المصرية، ويبلغ عدد سكانها 231 ألف نسمة وفقًا لإحصائية عام 2016، أى أقل من تعداد سكان حى من أحياء القاهرة، ولكن ما يميزها هو جودة التعليم ومجانيته حتى التعليم الثالث الذى يشمل التعليم الجامعى والمعاهد التقنية وكليات التميز التى تصدر شهادات مهنية وفنية، وكذلك الرعاية الاجتماعية والصحية، فهى أيضًا مجانية للجميع، والعدالة والحرية والاستقرار الذى تنعم به هذه الجزيرة الصغيرة، هذه العناصر التى تطلق طاقات البشر وتبرز مواهبهم وتغذى انتماءهم لبلادهم، فلذلك أصبحت أيسلندا فى السنوات الأخيرة واحدة من أغنى وأكثر البلدان تقدمًا فى العالم، وفى عام 2010 صنفت فى المرتبة ال14 بين دول العالم المتقدمة، ورابع أكبر بلد منتج حسب الفرد فى العالم. إلا أن اللافت فى لاعبى أيسلندا، اتقانهم لمهن أخرى غير موهبة كرة القدم، ومن أبرزها الحارس ذاته هالدروسون الذى يعمل مخرج أفلام سينمائية ومن أبرز أعماله: فيديو «يورفيجين 2012» الذى روج لخلاة ل «أيسلندا» فى مهرجان غنائي. وتحت شعار العزف على أوتار الأرجنتين، وقف قلب الدفاع كارى أرانسون صخرة منيعة أمام الهجمات الكثيرة لنجوم التانجو، إلا أن المدافع الصلب سبق له أن عمل كعازف موسيقى فى أيسلندا، فيما يتقن الحارس الثانى فى المنتخب أوجمونديرو كريستينسون بجانب موهبة كرة القدم مهنة المحاماة، مقارنة بلاعب خط الوسط جيلفى سيجوردسون الذى يعمل فى مجال العقارات بجانب كرة القدم، وصولاً لزميلة بيركيربيارناسون الذى عمل سابقاً فى مجال البناء، وانتقالاً للجناح يوهان بورج جودمونسون الذى يعد بطل «Counter Strick» اللعبة الإلكترونية الشهيرة فى أيسلندا، وانتهاءً باللاعب بيركير مارسافارسون الذى استعاض عن مهنة الطيار ليصبح أحد أبرز مدافعى منتخب بلاده اضافة الى وجود 5 اطباء فى صفوف اللاعبين.
