فى بادرة تكريم للنحات والرسام السويسرى الشهير «ألبرتو جياكومتى» تفتتح فرنسا منتصف العام الجارى معهد «جياكوميتى» فى ضاحية «مونتبارنا» التى عاش بها فى العاصمة باريس. يتضمن المعهد متحفًا لأعمال الفنان و التى تصل إلى 5000 قطعة ما بنين منحوتة ولوحة ومذكرات شخصية، وسوف يقام فى مبنى استوديو الفنان الذى سوف يتم إعادة بنائه بعد أن احتفظت به أرملته، أنيت جياكوميتى. ومن المقرر أن يستقبل بين جنباته معارض دورية يكرس كل منها لجوانب معينة من إبداع الفنان وعلاقاته مع الفنانين والكتاب فى زمنه مثل بيكاسو، فضلا عن تأثيره على الأجيال اللاحقة، وخاصة الفنانين المعاصرين. يذكر أن الفنان ارتبط بصداقة متينة مع عدد من الشعراء والأدباء فى عصره مثل جان جينيه وجاك دوبان ورونيه شار وإيف بونفوا. ويشارك المعهد بأعمال للفنان فى معرض يقام حاليًا فى المتحف الوطنى للفنون الجميلة فى مقاطعة كيبيك بكندا حتى منتصف مايو القادم. يعد «جياكوميتى» من كبار نحاتى القرن العشرين ولد عام 1901 بمدينة «ستامبا» السويسرية، لعائلة فنية حيث كان والده جيوفانى جياكوميتى رسامًا مشهورًا يتبع مدرسة ما بعد الانطباعية. وألبرتو هو الابن الأكبر ولقد برع أخوته أيضًا فى الفن التشكيلى. أبدى اهتمامه بالفن منذ صغره وأثر بلوغه الواحد العشرين انتقل إلى فرنسا حيث عاش فى باريس قبل الحرب العالمية الثانية فى وقت كانت فيه قبلة الفنانين والمدارس الفنية والأدبية الجديدة من أنحاء العالم عاصر فيها الفنان بابلو بيكاسو وصامويل بيكت. تأثّر فى البداية بالتيار التكعيبى الذى كان الفنانان بابلو بيكاسو وجورج براك من رواده، ثم سرعان ما زهد فيه وتحول للحركة السريالية إلى أن اختط لنفسه اسلوبًا فريدًا، عمد من خلاله إلى نحت تماثيل برونزية نحيلة وطويلة، ورسم البرورتريهات فى مرحلة متقدمة.
