دخلت السينما المصرية مرحلة الاحتضار بعد ثورة 25 يناير وما تلاها من حظر تجوال وانفلات أمني تسبب في إحجام الجمهور عن شباك التذاكر ودور العرض، بخلاف توقف تصوير العديد من المشاريع السينمائية بسبب خوف المنتجين من المغامرة بأموالهم بجانب عدم وجود تأمين كافٍ في الشوارع لحماية فريق العمل في التصوير الخارجي، لكن يبدو أن نجاح المجلس الأعلي للقوات المسلحة في إحكام قبضته مؤخراً علي الشارع المصري، وتصديه للكثير من أعمال العنف والبلطجة بجانب إثبات ولائه للشعب بتقديم مبارك للمحاكمة ومثوله أمام القضاء في قفص الاتهام كان له بالغ الأثر في خروج السينما المصرية من غرفة العناية المركزة وعودة الروح إليها من جديد في بلاتوهات التصوير التي من المقرر أن تشهد عودة العمل مرة أخري للعديد من المشاريع السينمائية المؤجلة. فمن جانبه يعود الفنان مصطفي قمر بفيلم «لحظة ضعف» بعد غياب 3 سنوات منذ أن قدم فيلمه الأخير «مفيش فايدة» وتشاركه البطولة ريهام عبدالغفور ومحمد لطفي، وتدور أحداثه في إطار الإثارة والتشويق من خلال جريمة قتل غامضة وتم تغيير اسم الفيلم مؤخراً بعد أن كان يحمل أسماً مبدئياً «المؤامرة» وقام بالتأليف أحمد البيه والإخراج لمحمد حمدي، ويقدم قمر في الفيلم مجموعة أغانٍ من كلمات أيمن بهجت قمر، ويحاول تقديم نفسه بشكل مختلف للجمهور من خلال تقديم دور أكثر عمقاً بعيداً عن نوعية الأفلام الكوميدية الخفيفة التي قدمها من قبل، ويستعد أيضاً الفنان مصطفي شعبان لتصوير أحداث فيلمه الجديد «الخروج من جيتا» الذي تشارك فيه للمرة الثانية الفنانة اللبنانية مايا نصري التي شاركته من قبل بطولة فيلم «كود 36» والذي حقق نجاحاً متواضعاً وقت عرضه، الفيلم من إخراج حسام الجوهري ويشارك في بطولته إدوارد ومروة عبدالمنعم وينتجه هاني وليم وتدور أحداثه في إطار اجتماعي رومانسي لا يخلو من مشاهد الأكشن. وتجهز حالياً الفنانة علا غانم مع المنتج هاني جرجس فوزي لدورها في فيلم «الفضيحة» الذي تضع عليه ملاحظاتها وذلك بعد أن تمكن فوزي من الحصول علي التصاريح بتصويره من جانب الرقابة علي المصنفات، حيث يتناول قضايا حساسة ومشاهد جريئة مثل باقي أفلام جرجس وعلا غانم وتم تغيير اسم الفيلم بعد أن كان «المحارمة» وتقدم فيه علا غانم دور فنانة ومطربة فاشلة لا تمتلك أي موهبة ولكن جسدها وإمكانياتها كامرأة تمكنها من الوصول للنجومية بعد أن يساعدها رجال الدولة وأعضاء الحكومة ويحمل الفيلم إسقاطات كثيرة علي علاقات الفنانات برموز النظام السابق، ومازال فوزي يعكف حالياً علي اختيار باقي فريق العمل، ويحسم الفنان هاني سلامة أزمات فيلمه «واحد صحيح» ويبدأ بشكل فعلي تصوير مشاهده بعد عيد الفطر مباشرة وبعد أن تعطل وتعرض للتأجيل أكثر من مرة لأسباب مختلفة منها الثورة واعتذار عدد كبير من النجمات من بينهن غادة عادل ومنة شلبي وآخرهن دنيا سمير غانم وتشارك البطولة حالياً الفنانة رانيا يوسف والسورية كندة علوش، إخراج هادي الباجوري وإنتاج السبكي. كل ذلك بجانب مجموعة من الأفلام بدأ صناعها التصوير من قبل ولكنها توقفت بسبب الثورة من بينها «المصلحة» الذي انتهي أحمد السقا وأحمد عز من تصوير أكثر من نصف أحداثه قبل الثورة ولكنه توقف لأسباب كثيرة من بينها الانفلات الأمني الذي عاشته مصر بعد الثورة والهجوم علي السقا لموقفه من الثورة بجانب التعديل علي السيناريو ولكن فريق العمل قرر استئناف التصوير من جديد بعد شهر رمضان مباشرة وتشارك في البطولة الفنانة زينة وهو من إخراج ساندرا نشأت وتأليف وائل عبدالله والفيلم الثاني بعنوان «ريكلام» الذي استطاعت غادة عبدالرازق أن تنتهي من تصوير جزء كبير من أحداثه قبل رمضان وتشاركها بطولته رانيا يوسف وعدد من الوجوه الجديدة ويخرجه علي رجب وتدور أحداثه حول فتاة تضطر للعمل في الكباريهات بسبب ظروف الحياة الصعبة التي تعاني منها المرأة في المجتمع. الأمر لم يختلف كثيراً بالنسبة للفنان تامر حسني الذي انتهي من تصوير نصف أحداث فيلم «عمر وسلمي 3» ولكنه توقف لانشغاله بتصوير مسلسل «آدم» الذي يتم عرضه في رمضان، لذلك اتفق مع منتجه محمد السبكي أن يستأنف التصوير عقب عيد الفطر ليكون جاهزاً للعرض في عيد الأضحي وتشاركه البطولة مي عز الدين.