سيطرت الأجواء الوطنية على فعاليات الدورة السادسة والعشرين من مهرجان الموسيقى العربية، حيث حرص المطربون العرب على الغناء لمصر ضمن فعاليات المهرجان مثل محمد عساف ولطفى بوشناق ورامى عياش وعاصى الحلانى وعبد الله الروشيد فجميعهم شددوا على رفعة مصر وريادتها الفنية وحتمية انتصارها على الإرهاب ورفعوا شعار الفن فى مواجهة الإرهاب، بدأت أولى حفلات المهرجان بالمطرب الفلسطينى محمد عساف والتى كان عنوانها احياءً الذكرى ال 40 لرحيل العندليب عبد الحليم حافظ، وبدأ الحفل بعرض فاصل من أعماله الفنية وبعرض فيلم تسجيلى ممتع ومتقن الصنع عن رحلة حياة العندليب الفنية بعنوان «ابداً لن يرحل» ضم مشاهد من أعماله الغنائية المصورة إلى جانب لقطات تليفزيونية نادرة يتحدث خلالها عن محطات فى حياته وأخرى تجمعه برفاق مشواره الفنى بجانب تعليقات لكبار نجوم الفن عنه، بعدها قدمت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الدكتور محمد الموجى مجموعة من أعمال عبد الحليم حافظ الخالدة واداها المطربون المشاركون بمهارة كبيرة نالت اعجاب الحضور واستهلت ب بانوراما لأعمال حليم بعنوان روائع العندليب فكرة واعداد قائد الحفل.. ثم تغنى محمد الخولى ب«قوللى حاجة» وشاركته حنان عصام فى دويتو احتار خيالى، وشدا هانى عامر ب«الهوى هوايا» وشاركته نهى حافظ فى أداء دويتو حاجة غريبة، وقدم محمد متولى مغرور وشاركته مى حسن فى دويتو لحن الوفاء، وبأحاسيس ومشاعر مرهفة وبأداء رائع أبدع أحمد عفت فى اغنية جبار التى نالت تصفيقاً استمر اكثر من دقيقتين ووقف له وزير الثقافة حلمى النمنم تحية وتقدير على أدائه المبهر للأغنية، وكانت مى الجبيلى قد شاركته قبلها غناء دويتو تعالى اقولك وفى ختام الفاصل اجتمع ال 8 مطربين فى غناء التوبة التى اهتزت جنبات المسرح اثناء ادائها نتيجة تفاعل الجمهور، وفى بداية الفاصل الثانى القى الشاعر جمال بخيت قصيدة مسحراتى العرب من ديوانه الشهير اهل المغنى بالاضافة إلى قصيدة فلسطينى، بعده اعتلى المطرب الفلسطينى محمد عساف خشبة المسرح واستقبله الجمهور بحفاوة بالغة، وتوجه بالشكر لادارة الاوبرا والمهرجان معلناً سعادته بالمشاركة فى الفعاليات للعام الثالث على التوالى بعدها واصل النهل من ابداعات عبد الحليم حافظ وتغنى بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو يعقوب الاطرش ب زى الهوا وحاول تفتكرنى إلى جانب مجموعة من الأعمال التراثية واغانيه الخاصة ونجح فى ادائها بثلاثة لهجات عربية هى المصرية والفلسطينية واللبنانية وتفاعل معها الجمهور بصورة لافتة للانظار كان منها انا مش هفرض نفسى، عللومة، انا اللى عليكى مشتاق، بزعل على مين، بدك عناية، ما وحشناك، يا عينى على الصبر وحكايتى معاه التى اهداها للجمهور المصرى، فى اليوم الثانى وخلال حفل المطرب رامى عياش بدأ عياش الغناء بإلقاء النشيد الوطنى المصرى بلادى بلادى ووقف له الجمهور تحية واحتراما ثم واصل عياش الغناء بأداء أبهر الحاضرين حيث علق البعض أن طريقته فى الغناء تشبه المطربين العالميين أمثال «بوتشيللى» فقد تفنن عياش فى أداء أعماله الغنائية على الطريقة الأوبرالية لاستعراض امكانيات صوته التى كانت مفاجأة للجمهور المصرى، وتغنى ب«الله عليكى يا مصر» ثم أعلن عن سعادته بالمشاركة فى الفعاليات وتوجه بالشكر لإدارة الأوبرا والمهرجان مرحباً بالضيوف من كل الجنسيات ومؤكداً ان مصر هى قلب الوطن العربى وتواصل طوال مدة الحفل مع عشاقه المتواجدون بمداعبات خاصة بالبرنامج واختيارات الأغانى بعدها قدم بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو مصطفى محمود مجموعة من مؤلفات الطرب الشهيرة وأعماله الخاصة كان منها انت.. انت، يا صلاة الزين، خلينى معاك، حبيتك انا، سواح، بالعكس وشاركته فى ادائها المطربة اجفان، ليلى يا عين، فى يوم وليلة، طال السهر، سوا، ما بدى شئ، يا مسهر عينى، ماليش فى الدمع ( الناس الرايقة ) ومبروك. كانت من ضمن حفلات المهرجان الممتعة أيضا حفل المطرب التونسى لطفى بوشناق بمصاحبة فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية بقيادة المايسترو صلاح غباشى حيث استقبله الجمهور بحفاوة بالغة وبادلهم التحية الحارة واستمر تصفيق الحضور طوال مدة الحفل كما دعاهم فى بعض الاغانى لترديد الكلمات معه وبصوته القوى المميز قدم نغنى لنحيا وتحيا الحياة، حبيتك واتمنيتك، انا انسان، يا جناينى، عش كما شئت، ست الحسن، انا مواطن ولامونى اللى غاروا منى، كما اشتعل المسرح بالتصفيق والغناء خلال حفل المطرب اللبنانى عاصى الحلانى بمصاحبة فرقة اوبرا الاسكندرية للموسيقى والغناء العربى بقيادة المايسترو عبد الحميد عبد الغفار حيث اهتزت ارجاء المسرح الكبير بعاصفة من التصفيق وتواصلت حتى نهاية الحفل الذى توهج خلاله الحلانى بالرقص وغناء مجموعة من أعماله المتنوعة الرومانسية والوطنية بدأها باغنية «كبيرة يا مصر» التى اشعلت المشاعر الحماسية للجميع ونسايم حرية التى اعدها خصيصاً وقدمها لاول مرة فى هذا الحفل تحية إلى مصر وشعبها، ست الستات التى تجسد عظمة المرأة المصرية، كما تحدث إلى الحضور مستنكراً فكرة الارهاب بكل اشكاله وتمنى ان يعم السلام فى انحاء العالم مردداً تحيا مصر.. تضمن ايضاً البرنامج الفنى جن جنونى، يا طير ويا ريس التى ضمت مشهداً طريفاً استدعى خلاله احد عازفى الايقاع مستخدماً «الطبلة البلدى» ليتقدم إلى واجهة المسرح ويشاركه حركات ايقاعية من الفلكلور اللبنانى، حبك مش طلبى، وانى مارق مريت، بحبك وبغار التى خلقت حالة من السعادة والبهجة وردد الجمهور معه كلماتها وطالب بإعادتها واستجاب فاعاد بعض مقاطعها، ان كان عليا، بانوراما عبد الحليم حافظ، روحى بتيجى وبتروح، من هون نحنا وقدم خلالها التحية لروح العملاق الراحل وديع الصافى، قولى قولى، الهوا طاير طاير، سألونى، عشقانة عيونك، واختتم الحفل ب احلف بسماها وبترابها، وكانت ايات فاروق قد تغنت فى الفاصل الاول ب ثلاثة أعمال للمطربة الكبيرة نجاة هى فاكرة، دوبنا حبايبنا وعيش معايا تبعتها التونسية اميمة طالب ب بمجموعة من الأعمال القديمة والحديثة هى فرصة اخيرة، اما انا، قلبى سعيد، حب ايه، الاسامى، لامونى اللى غاروا منى والتى برعت فى ادائها واعادتها بناء على طلب الجمهور، فى نفس السياق احيا النجم الكويتى عبد الله الرويشد حفله على المسرح الكبير حيث ظهر بالزى التقليدى لبلاده وتوجه بالشكر إلى ادارة الاوبرا والمهرجان وقدم التحية لمصر وشعبها ممثلاً فى قصيدة مصر التى فى خاطرى مستدعياً المشاعر الوطنية للحضور وعلى الايقاعات الخليجية المميزة التى اتقنت الاوركسترا بقيادة المايسترو امير عبد المجيد عزفها بصورة متناغمة ولافتة للانظار تغنى ب«على الدنيا السلام، مسحور، رحلتى، دنيا الوله، تصور، اللى نساك» وبأسلوبه الغنائى المميز شدا من أعمال الطرب العربى كل ده كان ليه لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وكذلك كان حفل الفنان السورى صفوان بهلوان الذى قدم خلاله مجموعة من جواهر النهر الخالد محمد عبد الوهاب التى شكلت جزء من الثروة الفنية العربية.. فبعد أن استقبله الجمهور بحفاوة وترحاب شديد التمع صوته فى سماء المسرح وبدأ بإلقاء قصيدة يا مصر تبعها ب «احب اشوفك»، ياللى نويت تشغلنى، أروح لمين التى صاحبها بالعزف منفرداً على الة العود، وتحية إلى مصر وشعبها تغنى ب«مصر نادتنا»، كل ده كان ليه، ومن كلماته والحانه قدم يا طيور الحب غنى، زهرة الفلة التى استلهمها من التراث الغنائى المصرى القديم. يشارك ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية والتى تستمر حتى يوم 15 نوفمبر الجارى كل من المطرب مروان خوري، صابر الرباعي، عمر خيرت، على الحجار، مدحت صالح، هانى شاكر، ميشيل فاضل، كورال الفيحاء اللبناني، مى فاروق، ريهام عبد الحكيم، رحاب مطاوع.
