فى ظل استمرار الانقسام السياسى والعسكرى فى ليبيا، يعيد تنظيم الدولة الإسلامية تجميع صفوفه فى ليبيا بعد الهزيمة الفادحة التى تكبدها العام الماضى وخسارة معقله الساحلى فى سرت. ويقول وليد نعمان، الباحث بشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى موقع «أوراسيا ريفيو» الآسيوى: إن الاتفاق السياسى بين الفصيلين المتنازعين فى البلاد – حكومة الوفاق الوطنى التى تتخذ من طرابلس مقرا لها، والجيش الوطنى الليبى الذى يتخذ من طبرق مقرا له- سيكون أفضل طريقة لمنع داعش من إعادة إحكام سيطرته على أجزاء واسعة من البلاد.. وبينما أعلن المسئولون انتصارهم على التنظيم الإرهابى بعد طردهم من معقلهم فى سرت، تزداد الدلائل على أن التنظيم يحاول استعادة سطوته من جديد ونشرت وكالة أنباء أعماق، التابعة لداعش فى أواخر أغسطس الماضى مقطع فيديو يظهر فيه المسلحون وهم ينصبون نقاط التفتيش والحواجز على الطريق السريع المتجه جنوبى سرت فى إشارة إلى استعادته للسيطرة. وقبل أيام قليلة، هاجم تنظيم داعش كمينا عسكريا تابعا للجيش الوطنى الليبى الذى يرأسه الجنرال خليفة حفتر، ما أسفر عن مقتل 11 شخصًا. وفى 4 أكتوبر الماضى شن ثلاثة من مسلحى داعش هجومًا انتحاريًا على محكمة فى مصراتة، مما أسفر عن مقتل اثنين من حراس الأمن والمدعى العام ومدنى واعتبر الهجوم بمثابة عملية انتقامية لدور ميليشيات مصراتة فى إخراج داعش من سرت.. ويوفر غياب مؤسسات الدولة فرصا كبيرة لداعش والجماعات الراديكالية الأخرى للاستفادة من أنشطة التهريب والشبكات الإجرامية المنظمة تنظيما جيدا بعد انهيار سلطة الدولة فى 2011 وتكثيف العمليات الإرهابية بهذا الشكل منذ أغسطس يشير إلى أن التنظيم بدأ فى لملمة أوراقه للضرب من جديد.. ويشير نعمان إلى أن عودة ظهور داعش فى ليبيا بتلك السرعة تشير بوضوح إلى أنه لا يمكن القضاء على التنظيم كليا من خلال الوسائل العسكرية وحدها لكن تبقى التسوية المستدامة للأزمة السياسية والصراع على السلطة فى ليبيا أهم عوامل السيطرة على التنظيم.. كذلك يلفت نعمان إلى أن نزوح المسلحين للصحراء الليبية سيؤدى إلى العديد من المشاكل الأمنية للجيران ولا سيما الدول الضعيفة مثل النيجر وتشاد، فجنوب ليبيا بأراضيه الشاسعة غير الخاضعة للسيطرة بات ملاذًا آمنًا لجميع أنواع أنشطة التهريب.
