القرآن الكريم سر تفوقى.. والظروف القاسية لم توقف مسيرتى

فاجأ أهالى «دملو» التابعة لمدينة بنها بمحافظة القليوبية، الطالب أحمد ناصر عبدالمعز عبدالغنى، الأول على الثانوية العامة الأزهرية، الشعبة الأدبية ل«المكفوفين»، بمجموع 610 درجات، باحتفال كبير، حيث تجمعت الأهالى حول منزله عقب علمهم بنتيجته واقتناصه المركز الأول على مستوى الجمهورية، فضلا عن أنهم اصطحبوه بشوارع القرية بال«دى جى» والأغانى، معبرين عن سعادتهم بابن قريتهم. وأشار عبدالمعز إلى أنه علم النتيجة من الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، شخصيا، مضيفا أنه لم يكن يتوقع بأن من يبلغه بالنتيجة شيخ الأزهر بنفسه، علاوة على أنه تحدث خلال المكالمة مع أسرته وقدم لهم التهنئة، معبرا عن سعادته بتقدير الطيب للمتفوقين وحصوله على هذا المركز المشرف. وقدم المتفوق الشكر لوالديه على دعمهم الدائم له، إلى جانب تقديمه الشكر والعرفان لزميله مصطفى، الذى كان دائما يساعده على المذاكرة، كما قدم الشكر لأساتذة المعهد، حيث إنهم السبب الأول بعد توفيق الله فى اقتناص المركز الأول، بسبب مساعدته فى فهم الدروس وحفظها عن ظهر قلب.
ولفت إلى أنه توقع النجاح بتفوق، لكنه لم يتوقع حصوله على المركز الأول على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى أنه دائما متفوق فى دراسته، حيث حصل على المركز الرابع على مستوى الجمهورية فى الإعدادية الأزهرية، وأنه انتهى من تجويد القرآن الكريم كاملا، وكان يقسم وقته دائما بين الصلاة والدراسة، مضيفا: أنه يتمنى الالتحاق بكلية الدراسات الإسلامية، بعد أن أبلغه شيخ الأزهر، بأنه سيقدم له كل الدعم والتقدير، متمنيا أن يصبح عالما أزهريا كبيرا له باع طويل فى العلم الدينى. وقال عبدالمعز: إن إحساسه بالسعادة لا يوصف، وأن تلك النتيجة ترجع فى الأساس إلى توفيق الله عز وجل ثم والديه، لأنهما تحملان معه الكثير أثناء فترة الامتحانات، وكانا يوفران له جو الهدوء خلال المذاكرة، موضحا أن سر نجاحه هو القرآن الكريم، وأنه كان دائما يستمع لإذاعة القرآن الكريم ليل نهار.
وطالب الأزهر بالاهتمام بالمكفوفين، حيث لا توجد وسائل تعليم لهم على الطريقة «برايل» أو «السماعى»، بل ولا توجد كتب خاصة بالمكفوفين، حيث كان يقوم بكتابة بعضها بنفسه، وتكمل أسرته الجزء المتبقي، مقترحا بأن يتم نسخ المناهج على اسطوانات أو تسجيل والشرح وطباعة الكتب على طريق برايل لمساعدة المكفوفين.