لا تزال الأسباب الحقيقية حول إغلاق ميناء طابا هايتس تتكشف وتتوالي المفاجآت ولكنها للأسف مفاجآت مفزعة تؤكد أن الذين يحيكون خطة الإغلاق تحكمهم مصالح خاصة ويفتقدون إلي الفطنة والذكاء السياسي حتي إنهم أقحموا جهات سيادية لم يحددوها علانية في بيان رسمي صادر من وزارة النقل إلي الصحف ووسائل الإعلام تضمن معلومات غير صحيحة للأسف أقحموا فيها وزير النقل في بيان يؤكد أن إغلاق الميناء جاء بتعليمات من جهات سيادية في حين أن وزارة النقل ذاتها في خطاب من قطاع النقل البحري تقول: إن الكتاب الدوري للأمانة العامة للقوات المسلحة رقم 27/13/6/14ج17 يؤكد الموافقة علي تشغيل الميناء. الأمر إذن لم يتوقف عند حد التدليس الرسمي في البيانات الإعلامية لوزارة النقل باقتحام جهات سيادية لم تفصح عنها في حين أن وزارة الدفاع وافقت علي تشغيل الميناء، وإنما هناك عدة نقاط أخري توضح وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك ألغازاً وأسراراً لابد أن يكشفها وزير النقل، حيث يبدو أن هناك أصابع خفية تلعب من خلف الستار وبعيدا عن أعين الوزير بقصد تحقيق مصالح شخصية لكنها تضر بسمعة مصر لكننا نتمني أن تتمكن اللجنة التي يشكلها مجلس الوزراء الأردني بعد اجتماع له برئاسة وزير السياحة الأردنية هيفاء أبوغزالة وعضوية وزير النقل الأردني بهدف التفاوض مع الحكومة المصرية بعد أن تقدمت شركات السياحة الأردنية بشكاوي إلي وزارة السياحة هناك التي رفعتها بدورها إلي مجلس الوزراء الأردني ليتفاوض مع الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصري. واعتصم 80 من العاملين المصريين بشركات السياحة الأردنية أمام القنصلية المصرية بالعقبة ليخرج إليهم القنصل المصري ياسر صلاح ويحتوي الموقف بعد أن وعدهم بالتدخل لحل المشكلة وتقديم مذكرة عاجلة إلي وزارة الخارحية المصرية قال فيها: إن المتضررين تظاهروا أمام القنصلية ورفعوا لافتات.. أين الوعود بالإبقاء علي «طابا العقبة» والسياحة دخل قومي وليست حكرا علي شركة واحدة واستغاثة برئيس الوزراء الدكتور عصام شرف. وأضاف القنصل المصري في مذكرته أنه التقي رؤساء الشركات والعمال ونقل إليهم تدخله لدي الجهات المعنية فليس هناك مصلحة لأحد في ذلك وإن إسرائيل هي المستفيد الأوحد مما يحدث. حيث فاجأت الجميع وبدأت الترويج لبرامج سياحية استبدلت فيها العقبة بالقدس، كما أن الصحف الإسرائيلية ووسائل الإعلام هناك بدأت حملة دولية تقول فيها إن إغلاق ميناء طابا المصري يرجع إلي أسباب أمنية طبقا لبيان وزارة النقل المصرية وذلك بقصد الترويج في العالم لصورة مغلوطة عن مصر كما لو أنها تفقد الأمان نهائيا لدرجة أنها تغلق مواينها. وفي بيان لشركات السياحة الأردنية .. قالت المؤسسات الأردنية في بيانها وهي الجمعية الأردنية للسياحة وشركات النقل البحري السياحي وجمعية النقل السياحي المتخصص وغيرها من الشركات والجمعيات: إن بيان وزارة النقل تضمن أنه جري توجيه عدة إنذارات للميناء وهذا الأمر مغلوط حيث لم يوجه سوي إنذارين فقط طيلة خمس سنوات من التشغيل الآمن وأن ما يحدث إنما يستهدف إغلاق الميناء بشكل غير مبرر ولا يستهدف تشغيل شركتين أخريين جري تأسيسهما مؤخرا علي حساب ميناء طابا المصري. أما فيما يتعلق بالقصص الخيالية عن البعد الأمني في الموضوع، فهو أمر سخيف حيث هناك سلطات الجوازات والحدود والجمارك وغيرها في الميناء، وكيف يمكن لوزارة النقل أن تقول مثل هذا الكلام إذا ما كانت في نفس البيان تقول إنها توافق علي اعادة فتح الميناء بشرط ألا يحمل أي مركب أكثر من 12 فرداً فقط، فهل الاختراق يحدث إذا كان العدد أكبر من ذلك وإذا كان العدد 12 فرداً فقط فلن يحدث الاختراق الأمني ما هذا الاستخفاف بعقول القراء والمواطنين. وبينما تقول وزارة النقل إنها تريد إغلاق الميناء لدينا خطاب رسمي من الوزارة تطلب فيه تشغيل مراكب شركة الجسر العربي المساهمة فيها الحكومة المصرية علي خط طابا وداخل نفس الميناء فكيف يتراجعون اليوم خاصة أن مراكب الجسر العربي لا تقل حمولتها عن 200 راكب.