تعتبر المنظمة الإسلامية للأمن الغذائى أحدث المنظمات الدولية المتخصصة التى تهتم بمشكلة نقص الغذاء، ومحاربة الجوع وسوء التغذية، وتقديم الخبرات والمعارف والتقنية الحديثة حول مختلف الجوانب المرتبطة بالزراعة المستدامة، والتنمية الريفية، وتعبئة الموارد المالية لتطوير قطاع الزراعة، وتعزيز الأمن الغذائى فى الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى. عقدت المنظمة الإسلامية للأمن الغذائى التابعة لمنظمة التعاون الإسلامى (iofs) دورتها الافتتاحية للجمعية العامة لها فى أستانا، يوم 28 أبريل 2016، بعد أن وصل عدد الأعضاء 29 عضواً، ومنذ ذلك التاريخ بدأ تدشين عمل المنظمة لتباشر عملها حسب الميثاق الذى كان تم إقراره من قبل، حيث ألقى كريم ماسيموف رئيس وزراء كازاخستان كلمة الرئيس نورسلطان نزاربايف إلى المنظمة، والتى أعرب خلالها عن ثقته بأن جميع الدول الأعضاء فى منظمة المؤتمر الإسلامى ستنضم إلى منظمة الوليدة، من أجل القضاء على المجاعات، وتنمية القطاع الزراعى لضمان الأمن الغذائى لكل شعوب العالم الإسلامى. كانت كازاخستان قد تقدمت بمبادرة لإنشاء تلك المنظمة، وتكفلت بتغطية تكاليف تشغيل الأمانة العامة للمنظمة التى سوف تكون أستانا مقراً دائما لها، خلال السنوات الثلاث الأولى من عملها اعتباراً من بدء نفاذ النظام الأساسى للمنظمة، الذى اعتمده مجلس وزراء الخارجية للدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى البالغ عددهم 56 عضواً، خلال دورته الأربعين التى عقدت فى كوناكرى عاصمة غينيا فى الفترة من 9 إلى 11 ديسمبر 2013. تهدف مبادرة كازاخستان بإنشاء المنظمة الإسلامية للأمن الغذائى، إلى تحويل التحديات الراهنة التى تواجه الأمة الإسلامية فى توفير الغذاء المناسب لكافة الشعوب فى الدول الإسلامية، وذلك من خلال تعزيز الثقافة التنافسية ومساعدة الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى على تحقيق إمكاناتها الكاملة فى قطاع الأمن الغذائى، حيث أصبحت الحاجة ملحة إلى معالجة الفجوات المؤسسية والتشغيلية فى إطار التعاون بين دول منظمة التعاون الإسلامى فى مجال الزراعة والتنمية الريفية والأمن الغذائي. ومن أجل وضع اللمسات الأخيرة على الوثيقة التأسيسية للمؤسسة المعتمدة للأمن الغذائى، تم عقد اجتماع فريق الخبراء الحكومى الدولى (EGM) بأستانا، فى يونيو 2013، وأعقب الاجتماع قرار الدورة التاسعة والثلاثين « OIC CFM «، الذى عقد فى جيبوتى فى نوفمبر 2012، والدورة الثانية عشرة للقمة الإسلامية التى انعقدت فى القاهرة، خلال الفترة من 2 إلى 7 فبراير 2013. شارك فى الاجتماع أكثر من 50 خبيراً من 30 دولة عضواً فى منظمة التعاون الإسلامى، وذلك بهدف وضع استراتيجيات للدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى للتصدى للتحديات التى تواجه مجال الزراعة والأمن الغذائى وكذلك بناء مستقبل أكثر ازدهارا بالنسبة للدول الإسلامية، حيث تحرص كازاخستان على تعزيز التعاون البينى لدى دول منظمة التعاون الإسلامى فى مجال الأمن الغذائى. تعد كازاخستان من أهم الدول الزراعية فى العالم، حيث تنتج الشعير والأرز والقطن والبطاطس والعديد من أصناف الخضراوات والفواكه، كما تعتبر من أهم منتجى ومصدرى القمح فى العالم، فقد بلغ انتاجها فى عام 2015 نحو 20 مليون طن، حيث تستفيد كازاخستان من المساحات الشاسعة وكميات الأمطار الوفيرة التى تسقط على البلاد فى زراعة القمح، فقد كانت كازاخستان سلة الغلال التى يعتمد عليها الاتحاد السوفيتى بأكمله، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية. تتميز أصناف القمح الكازاخية بالقوة والصلابة المعروفة عالمياً، حيث تحتوى على نسبة عالية من الجلوتين، لذا يزيد عدد الدول التى تستورد القمح من كازاخستان عن 70 دولة من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذى جعل كازاخستان ضمن الدول السبع الأوَلى المصدرة للقمح فى العالم، كما شغلت المركز الأول عالمياً عام 2007 من حيث تصدير الدقيق. إلى جانب ذلك فإن كازاخستان تمتلك نحو 7 ملايين رأس من الأبقار، 20 مليونًا من الأغنام، 1.7 مليون من الخيول، وما يزيد على 36 مليونًا من الطيور، ولدى كازاخستان إمكانات فعلية لمضاعفة تلك الأعداد، كما يمكن لها أن تصبح أكبر مصدر للمنتجات الحيوانية فى العالم، وهذا ما يمكن أن يسهم بشكل كبير فى نجاح تلك المنظمة الوليدة فى تحقيق أهدافها لتلبية احتياجات العالم الإسلامى من الغذاء.