يبدو أن مسلسل «السلطان والشاه» الذى يتم التجهيز له الآن للعرض فى الموسم الرمضانى المقبل سيثير جدلا واسعا بسبب حساسية القضايا التى سيتناولها حيث يتطرق لحقبة زمنية مهمة من فترة حكم السلطان العثمانى سليم الأول وصراعه مع شاه إيران إسماعيل الصفوى الذى جعل من المذهب الشيعى المذهب الرئيسى لإيران ويعتبر هذا من القضايا الشائكة التى لم يتم التطرق لها فى عمل عربى من قبل والتوقيت نفسه حساس فى ظل الصراع الدائر فى المنطقة العربية مع الدولتين. فى البداية تحدث منتج «السلطان والشاه» الأردنى محسن العلى عن سبب اتجاهه لتقديم هذا العمل فى هذا التوقيت قائلاً: منذ فترة طويلة وأنا عينى على تقديم الأعمال التاريخية للشخصيات التى أثارت الجدل خاصة إذا كانت تحمل رسالة للعصر الذى نعيشه وقد اختارت شخصية السلطان العثمانى سليم الأول لتقديمه فى عمل فنى لعدة أسباب أهمها أن هذا الحاكم عليه جدل كبير خاصة فى صراعه مع شاه إيران إسماعيل الصفوى ولم يتم تناوله باستفاضة فى أى عمل تاريخى سواء عربى أو حتى تركى حتى عندما ظهر فى مسلسل حريم السلطان ظهر بصورة شوهته وظهر كشخص متآمر على أشقائه حتى وصل للحكم. وتابع العلى: المسلسل سيتناول حقبة معينة من حياة السلطان العثمانى سليم الأول وهى فى الفترة من 1510 وحتى 1514 وقتها كانت سنه أربعين عاما واستمر الصراع الطائفى فترة طويلة وسيحمل هذا المسلسل بين طياته اسقاط واضع على الواقع العربى لأن التاريخ يكرر نفسه وهو من تأليف السيناريست العراقى عباس الحربى. وتابع العلى قائلاً: السلطان والشاه سينطلق تصويره منتصف يناير الجارى وسيشارك فى بطولته عدد من الفنانين المصريين والعرب منهم محمد رياض وصفاء سلطان ونسرين طافش ومارجو حداد وجار الاتفاق مع باقى فريق العمل حيث يتم البحث عن بطل للمسلسل بمواصفات خاصة حيث نبحث عن فنان لم يتعد عمره أربعين عاما لأن الفترة التاريخية التى يتناولها المسلسل تدور فى أربع سنوات فقط من حكم السلطان سليم الأول ولم يتم اختيار بطل للمسلسل حتى الآن وعلى جانب آخر يقوم فريق عمل الديكور والملابس والمكياج بالعمل على قدم وساق حتى يتم اللحاق بالموسم الرمضانى القادم وهم: الدكتور عادل المغربى والدكتورة سامية عبدالعزيز واحمد عفيفى ومعهم المخرج محمد عزيزية وسيتم التصوير بين عدد من الدول منها مصر وتونس وتركيا وسيعرض فى الموسم الرمضانى على عدد من القنوات العربية. من جانبهم تعجب عدد من النقاد من فكرة تقديم مسلسل تاريخى عربى عن حياة السلطان العثمانى سليم الأول فى هذا التوقيت الحرج التى تمر به المنطقة العربية خاصة أن هذا السلطان بالتحديد عانت من حكمه العديد من الدول العربية خاصة مصر وسوريا وله آثار مدمرة عليهما. الناقد طارق الشناوى من جانبه قال: كلنا نعلم أن العلاقات التركية العربية علاقات شائكة من أيام الخلافة العثمانية وبها اكثر من وجهة نظر ونجاح أى عمل تاريخى عن هذه الحقبة التاريخية مرهونة بأن يقوم المؤلف بالتعمق فى التاريخ العثمانى جيدا ووجهات النظر المتعددة خاصة أن التاريخ يحتمل اكثر من وجهة نظر ولابد أن نكون متوقعين الهجوم من جانب تركيا إذا كنا سنتناول حياة واحد من حكامهم.. التى يتمنون دائما أن يظهروا بالشكل المثالى حتى لو كان هذا الحاكم سفاحًا فمثلا مسلسل حريم السلطان تعرض لانتقادات شديدة من جانب أردوغان لأنه اظهر الجانب الآخر من حياة السلطان العثمانى سليمان القانونى خاصة فى علاقته بأبنائه وجواريه. وتوقع الشناوى حدوث جدل فى المنطقه بين العرب من جهة ومن جانب تركياوإيران من جهة أخرى باعتبارهما طرفًا الصراع فى هذا العمل ومصر قد تدخل فى هذا الصراع. أما الناقد محمود قاسم فيرى أن المسلسلات أصبحت أداة للحرب الطائفية الدينية فى المنطقة وهذا ليس فى مصلحة أحد سوى إسرائيل لأننا نلهى عنها بأشياء جدلية ونبتعد عن محاربتها. وقال قاسم: فكرة المسلسل ليست سيئة ولكن العبرة هى سنكون مع أى طرف وضد من لذلك 99 % من نجاح هذا العمل يعتمد على السيناريو الذى يحتاج حرفية فى الكتابة وأعتقد أن المسلسل يحمل رسالة وهى الإسقاط على شخصية أردوغان وتأثيره المدمر فى المنطقة من خلال شخصية سليم الأول الذى غزا الشرق. اما نقطة هل سيعرض هذا العمل فى مصر ام لا فهذا لم يعد مهمًا فى ظل الانفتاح الاعلامى بدليل ان هناك أعمالاً مثل يوسف وعمر ومحمد منع عرضها الأزهر وعرضتها الفضائيات الخاصة. وحول إمكانية منافسة الأعمال التركية فى الدراما التاريخية قال قاسم: الأمر يعتمد على الإمكانيات المادية والموهبة بدليل أن مخرجًا مثل مصطفى العقاد استطاع أن يقدم فيلمين من أعظم الأفلام الدينية والتاريخية وهما الرسالة وعمر المختار فالمشاهد يحب الثراء فى الصورة.