أصيب سكان الطود بخيبة أمل كبيرة من تحويل القرية الى مدينة ولم يتم توفير أى خدمات بها. وكانت الطود التى تبعد 20 كيلو مترا جنوب محافظة الأقصر قرية تابعة لمركز البياضية حتى صدر القرار الجمهورى رقم 2801، لسنة 2009 بتحويلها إلى مركز، ورغم مرور 6 سنوات لا تزال خارج دائرة التطوير واهتمام المسئولين فلم تلحق بقطار المدن ولا تعرف طريقا للتنمية، وأصبح حالها كحال القرى الفقيرة دون خدمات فهى مجرد «حبر على ورق». «روز اليوسف» سلطت عدستها على مدينة الطود وتجولت فى شوارعها لترصد الواقع المرير الذى يعيشه الأهالى. يقول عماد يحيى، أحد أهالى المدينة: إننا محرومين من أبسط الخدمات وأقل الحقوق، فوسائل المواصلات داخل المدينة غير آدمية، والطرق غير ممهدة، والصرف الصحى متوقف منذ 5 سنوات، فضلا عن إغلاق الوحدة الصحية بالساعات، والاستيلاء على الأرض المخصصة لإنشاء وحدتى إسعاف ومطافى من قبل بعض الأشخاص، مستنكرا من أن افتقار المدينة للخدمات الحياتية يأتى فى الوقت الذى يقوم فيه المواطنون بسداد فواتير المياه والكهرباء وتراخيص البناء والعقارات والأراضى وفقا لشروطها على أساس كونها مدينة. ولفت عدد من المتضررين إلى أن سكان الطود يعانون أشد معاناة بسبب غياب الصرف الصحى عن المنازل واعتمادهم على الترنشات والبيارات التى تهدد منازلهم بالانهيار إلى جانب إصابتهم بالأمراض والأوبئة التى قد تودى بحياتهم، منوهين إلى أن استكمال الصرف الصحى بالمدينة أصبح حلما منشودا طال انتظاره لمدة تجاوزت ال6 سنوات. أما سيد جمعة، من أهالى المدينة فيقول: أعيش فى معاناة مستمرة بسبب غرق منزلى فى الصرف الصحى ما يهدد بانهيار المنزل وتعرض حياة الأسرة للخطر بين اللحظة والأخرى، مشيرا إلى أنه يتكبد خسائر فادحة بسبب اللجوء للسيارات لكسح طرنشات البيارات وخزانات المنازل، حيث يصل أسعار النقل ل 75 جنيها، ناهيك عن انتشار الباعوض والحشرات التى تهدد بالالتهاب الكبدى الوبائى والفشل الكلوي. ويضيف محمد ملك ان مشروع الصرف الصحى توقف منذ 6 سنوات بسبب انعدام الاعتمادات المالية، علاوة على أنه تم ردم المواسير والمناطق التى تم حفرها، وانقطعت الطرق أمام المارة والسيارات بسبب تبعثر مواد البناء «الزلط الرمل» ما يتسبب فى حدوث حوادث بالجملة لتآكل إطار السيارات. فيما يعد «الكابود» وسيلة المواصلات الوحيدة فى مدينة الطود فهى عبارة عن سيارة نقل متهالكة تم تغليفها بالصفيح، ومزودة بمقعدين متقابلين من ألواح خشبية، يتكدس داخلها الأفراد نظرا لعدم استيعابها حمولة أكثر من 10 أفراد. ويستنكر عبدالرحمن سيد، أحد المتضررين، من وجود تلك السيارات غير الآدمية، والتى لا تليق بنزل الشباب الدولى، والتى تعتبر أكبر مدينة شبابية بالشرق الأوسط حيث يقيم فيها الشباب المصرى والأجنبى أثناء زيارتهم للمدينة الأثرية، ووجود مصنع البوتاجاز ومبنى إعداد القادة، مطالبا الجهات المختصة بتوفير سيارات ميكروباص للتكيف والزائرين. ويوضح الحاج أبو محمد أن هذه السيارات تفتقر لشروط السلامة العامة، منوها إلى أن عدم تنجيد مقاعدها وانتشار المسامير يتسبب فى تمزيق ملابس الركاب، إلى جانب تلوث البيئة من الانبعاثات، مشيرا إلى أن السائقين يعتمدون على إطارات منتهية العمر ما تتسبب فى حصد أرواح الأبرياء لتعرضه للانفجار فى أية لحظة. وأشار إلى أن تلك السيارات معظمها غير مرخص ولا تحمل لوحات معدنية، فى الوقت الذى يقود تلك السيارات صغار لم يتجاوز سنهم ال16 سنة، ناهيك أن السائقين يستغلون الركاب حال عدم وجود مواصلات فى رفع الأجرة وتحصيلها الضعف، إلى جانب تعاطيهم المخدرات على مرأى ومسمع من المسئولين. ويشير حازم عماد إلى أنه تم تخصيص قطعة أرض لإنشاء وحدتى للإسعاف والمطافى لخدمة 128 ألف نسمة من ساكنى المدينة، إلا أنه لم يبدأ العمل فيها حتى الآن لدرجة أن أحد الأهالى استولى على تلك المساحة فى بزغ النهار أمام أعين مسئولى المجلس المحلى وقام بزراعتها والبناء عليها، ولا توجد سوى سيارة إسعاف واحدة فى نزل الشباب لخدمة 14 نجعا وقرية بالمدينة. وينوه يحيى حسين إلى أن سيارتى الإسعاف أو المطافى حال وقوع حرائق أو كوارث لم يتمكنا من الوصول إلى المدينة بسبب غلق مزلقان السكة الحديد فى كثير من الأحيان ما يؤدى إلى وفاة المصابين، ناهيك أن أقرب وحدة مطافى توجد بقرية البغدادى والتى تبعد عن مدينة الطود 10 كيلو مترات. أثناء تجولنا داخل مدينة الطود فوجئنا بالمواطن أحمد محمد، أحد الأهالى يشتكى من إغلاق الوحدة الصحية أكثر من افتتاحها ولا يوجد بها أطباء ولا حتى ممرضين حيت إنها لا تعمل سوى ساعات معدودة والتشخيص بها دون فحص والعلاج غير فعال. ولفت إلى أن أقرب مستشفى على يبعد عن مدينة الطود 20 كيلو مترا مما يشكل خطورة على حياة المرضى، مطالبا بضرورة فتح الوحدة الصحية على مدار ال 24 ساعة وتوفير الأطباء بها. وتوضح إسراء سلامة أن شقيقتها أصيبت بالتهاب رئوى حاد وضيق فى التنفس، وعندما ذهبت للوحدة الصحية لخضوعها لجلسات تنفس صناعى وجدتها مغلقة بقفل حديدى فرجعت بخفى حنين واضطرت للكشف فى عيادة خارجية لتدهور حالتها الصحية، مشيرة إلى أنه لابد من إعداد الوحدة الصحية بما يليق وخدمة 128 ألف نسمة لحين الانتهاء من أعمال إنشاء مستشفى العديسات. وينتقد عبدالرضى محمد صرف الدواء من المستشفى بدون فحص أو الخضوع للكشف الطبى الفعلى، حيث يكتفى الطبيب بتدوين روشتة العلاج بناء على ما يسمعه شفهيًا من المريض، ناهيك عن عدم الالتزام بالترتيب وأسبقية الحجز فى الدخول لغرفة الكشف، حيث إن الفوضى تعم الغرفة.