الزملاء المهنيون الذين يعيشون فترة رغد، وكثافة الطلب علي مكاتبهم، وما شاء الله الأتعاب «زي الفل» - فهذا موسم مهنة المحاماة، اللهم لا حسد!! وعادة تعيش البلاد حالة من المواسم بالنسبة لأهل المهن - فمثلا مهنة الهندسة الاستشارية - أصابها هذه الأيام الكساد، والوهن في عظامها - حيث توقفت المشروعات الإنشائية، وأوقفت الحكومة المختصة بتسيير الأعمال أية أطروحات لمشروعات جديدة وربما فقط إنهاء المشروعات القائمة، حتي هذه المشروعات تباطأ العمل فيها، وأخفقت الموازنات المختصة للصرف علي تلك المشروعات، وبالتالي توقفت مهنة الإنشاء والتعمير وتأثر بذلك حوالي 5 ملايين عامل ومهندس يعملون في مجال المقاولات والهندسة والإنشاء والتعمير. أما مهنة مثل المحاسبين، فهناك مواسم لهم - مثل «شهر ديسمبر» و«شهر مارس» من كل عام ذروة نشاطهم، وكذلك ذروة تحصيلهم لأتعابهم حيث تقدم إقرارات ضريبية للشركات وللأفراد والمؤسسات، وكذلك المهن الطبية، فكلما زادت معاناة الناس من وزارة الصحة ومستشفياتها ومستوصفاتها العاطلة نتيجة مخاض الثورة نجد أن العيادات الخاصة ممتلئة بالعملاء المرضي، منهم من استطاع أن يحصل علي قيمة «الفيزيريتا» ومنهم من باع ما يملك للعلاج أوعلاج أحد أفراد أسرته وهناك موسم أيضًا لمهنة التدريس - سواء علي المستوي الجامعي أو ما قبله، نجد أن ما شاء الله الدروس الخصوصية لها شهور محددة في مواسم ما قبل الامتحانات العامة. ونعود إلي موسم الازدهار لمهنة المحاماة، حيث مصائب قوم عند قوم فوائد، ومع موجة المحاكمات التي تجتاح البلاد، وخاصة لهؤلاء المتهمين بالفساد، من كبار أتباع النظام السابق، وبتعدد أنواعهم ومصادر قضاياها من رجال أعمال ارتبطت ثرواتهم بالسلطة، أو رجال النظام أو الحكم وتورطوا في التربح أو الاستيلاء علي المال العام، أو الرشاوي، فمع حجم القضية يكون حجم الأتعاب، ولعل كبار المحامين أصبح العمل عندهم مكدساً والملايين من الجنيهات تدفع نقدًا، حيث أشك كثيرًا أن يكون المبلغ شيكات، حتي لا ترصد في حسابات البنوك ويكون هناك استحقاق لضرائب وتمغات ورسوم للدولة، حقها الطبيعي أن يكون لها نصيب من هذه «الياغمة». هل هذا يحدث فعلاً أم أنها مجرد نميمة لمجتمعنا في ظروفنا الحالية «حالة الثورة»!!