اعتبر الناقد أسامة عرابي أن رواية "خمارة المعبد" وضعت الذات موضع سؤال، لتقيم دربا من الوجود، ولتستعيد ماهيته عن طريق السؤال الذي يحقق الأشياء في عوالمنا البشرية. أكمل عرابي في الندوة التي عقدتها اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين لمناقشة رواية "خمارة المعبد" للروائي بهاء عبد المجيد، وحضرها بحضور الدكتورة فاتن حسين والناقد أسامة عرابي، قائلا: قدم لنا بطل رواية المعبد معتز الكتابة كمقاومة وجودية مطبعتها الألم الذي هو سلو الحياة، فيري اللذة تقع باتجاه الموت ويري القلق يقع باتجاه الحياة. كما يري أن الماضي لا يمكن الاحتفاظ به الا عن طريق الألم وهي فكرة من أفكار المفكر الكبير نيتشه فلا يمكن الاحتفاظ بالذكريات الا عن طريق الألم لذلك نجد معتز في احد فصول الرواية حيث كان الانهيار يغلفه راح يفكر في وقع خبر وفاته علي والدته التي هو حياتها وتوأم روحها وظل يتصور مدي صعوبة المعاناة والألم الذي ستجده بعد ذلك. كما نجد أن من أهم سمات الرواية الإيحاء ببداية الأحداث بينما هي في الحقيقة سلسلة من النهايات المفتوحة، التي تظللها دائما حالة من الغربة التي ترافق كل شخصيات الرواية وهي غربة وجودية آتية من هذه العلاقة الملتبسة بين الإنسان والآخر أو الإنسان والموت أو الإنسان وأفكاره. وتتقاسم شخصيات الرواية الأحداث والوقائع بشكل كبير فنجد كل الشخصيات تحكي الأحداث وتسرد التفاصيل وتتشارك وتتقاطع هذه الأحداث بين القاهرة وايرلندا. ووصفت الدكتورة فاتن حسين الرواية بأنها من روايات المواجهة الحضارية مع الآخر، مثل رواية "موسم الهجرة الي الشمال" للطيب صالح. وأكدت أن الكاتب تناول في هذه الرواية حياة البطل المثقف الممثل للذات العربية الحضارية، يواجه ذلك الانفتاح الغربي، ورغم إحساسه بالظلم فهو لم يتخل عن أخلاقه ومبادئه ورفض اللجوء السياسي في مقابل بعض المال لفك أزمته كما رفض أموال الشواذ جنسيا لإغرائه بممارسة الرذيلة معهم. واضافت بنية السرد هنا "دائرية" تبدأ بعودته من أيرلندا في حالة انهيار عصبي يقترب من الانتحار، كما نري احساسا شديدا بالمكان وانسيابية في تدارك الزمان، وهما صفتان ملازمتان للرواية السردية كما تنتمي للرواية الواقعية المحدثة وتقف علي الأحداث السياسية إلي جانب الصور الشعرية البارزة.