ألقى وزير الخارجية سامح شكرى، كلمة أمام مؤتمر باريس الدولى بشأن العراق وسبل محاربة الإرهاب على خلفية مؤتمر «جدة» الذى عقد الأسبوع الماضى. وأكد وزير الخارجية أن خطر الإرهاب الأعمى يهدد بلدانًا متعددة لاسيما فى المنطقة العربية، ويسأل عن ذلك المصريون الذين عانوا على مدى العامين الماضيين من وصول التطرف إلى سدة الحكم قبل أن يلفظه الشعب المصرى ويحرمه من القدرة على التحكم بمستقبله، وذلك نتيجة صلابة وعراقة الشعب المصرى ونجاحه فى تجاوز محطات عديدة سعى المتطرفون خلالها الى خطف مصر وجرها إلى حيث لا يريد المصريون. وأوضح شكرى أن الدول اجتمعت لدعم العراق فى مواجهة داعش، مشيرا إلى أن ذلك هدف عاجل يتعين أن تتسم سياساتنا لتحقيقه بقوة العزيمة والحزم، موضحا أن انتشار شركاء داعش والجماعات المشابهة له فى الفكر والأهداف الظلامية، ولاسيما فى دولة مثل ليبيا أصيبت فيها أركان الدولة بالضعف نتيجة الاحتكام للسلاح ورفض الاعتراف بشرعية المؤسسات وعلى رأسها البرلمان المنتخب، وهى أمور تستحق من المجتمع الدولى نفس الاهتمام خاصة أن ذلك التيار التكفيرى المتطرف يعمل كشبكة واحدة تمد أطرافها يد العون لبعضها أينما كانت. وتابع: «لا شك أن تلك المواجهة تتطلب من جانب آخر استكمال تشكيل الحكومة العراقية لكى تضطلع بدورها فى بناء دولة تحتضن جميع العراقيين معززًا بذلك منطق الدولة والمؤسسات، وبما يزكى تضامنهم لمواجهة هذا الخطر، ويعزز من قدرات القوات المسلحة العراقية للاضطلاع بمسئولياتها فى هذا الصدد». وعلى هامش المؤتمر استقبل الرئيس العراقى فؤاد معصوم، وزير الخارجية سامح شكرى حيث نقل الوزير شكرى للرئيس العراقى التهنئة بمناسبة توليه مهام منصبه، وكذا بمناسبة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة متمنيًا لها التوفيق فى بدء مرحلة جديدة من تاريخ العراق بمشاركة كل طوائفه حتى يتسنى له التصدى لخطر الإرهاب وخطر المساس بوحدة العراق الشقيق. كما التقى شكرى، نظيره البريطانى فيليب هاموند، وصرح السفير بدر عبدالعاطى المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن اللقاء بين الوزيرين قد تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية لاسيما فى العراق، والجهود المبذولة لمكافحة خطر الإرهاب والتطرف فى منطقة الشرق الأوسط. ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن التكلفة التى ستتحملها الولاياتالمتحدة فى الحرب ضد «داعش» والتى لم يحدد لها مدى زمني حتى الآن، تقدر بما يتراوح بين 15 و20 مليار دولار سنويا. وذكرت الصحيفة أن تكلفة طلعة إف- 16 الأمريكية تتراوح بين 22 و30 ألف دولار للساعة الواحدة، وكل قنبلة تسقطها تبلغ تكلفتها نحو 20 ألف دولار، لتدمير معدات استولى عليها تنظيم داعش مؤخرا. وفى نفس السياق، أثار تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية العديد من علامات الاستفهام حول طبيعة العلاقة بين تركيا و«داعش»، وذلك بعد أن أشار التقرير إلى ضلوع أنقرة فى بيع نفط التنظيم الإرهابى فى السوق السوداء. كما أكدت صحيفة «راديكال» التركية نقلا عن الصحيفة الأمريكية، أن مسئولين فى الحكومة التركية يحققون منافع ومكاسب مادية من خلال عوائد بيع «داعش» للنفط بالسوق السوداء.