أما بالنسبة لمركز شباب إمبابة الذى أنشئ فى بداية السبعينيات وقد أهمل كثيرًا طوال فترة العشرين عامًا الماضية، ولم ينل حظه من التطوير فقد حظى المركز أخيرا ومع قدوم المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، بالنظر إلى المرافق المتهالكة حيث قام بتطويرها بالإضافة للملاعب والخدمات وأنشأ داخله مركزًا لتكنولوجيا المعلومات وحديقة للأطفال وبنى فصولاً لمحو الأمية، وتسبب هذا فى طفرة كبيرة يعيشها أعضاء المركز وأهالى المنطقة، وما زال المركز فى حاجة إلى أمور أخرى كثيرة. وأرجع الشريطى عزوف فئة كبيرة من الشباب عن دخول مراكز الشباب بشكل عام ومركز شباب امبابة على وجه الخصوص برغم ما تم وما يتم من تطوير إلى ضعف ثقافتهم وجهلهم بما يجرى على أرض الواقع، والدليل على ذلك ما أقيم مؤخرًاداخل المركز من ملتقيات للتوظيف من خلال وزارة الشباب والرياضة تطرح ألف وظيفة فى الوقت الذى يعانى فيه هؤلاء الشباب من البطالة تجد إقبالاً ضعيفا. ويؤكد الشريطى خلال حواره مع «روزاليوسف» أن المسئولية مشتركة وجزء منها يعود إلينا فنحن مسئولون عن تعريف الشباب بطريق الإعلانات وإقامة الدورات والمسابقات بأنشطة المركز والاتصال بهم عبر قنوات التواصل الاجتماعى وهذا ما بدأنا فيه بالفعل مما زاد من حجم العضوية من ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف عضو. أما محمد مصطفى نائب مدير مركز شباب إمبابة فيقول: الماديات التى توفرها الحكومة لمراكز الشباب ضعيفة بالقياس بحجم ما هو مطلوب توفيره لهذه المراكز فالحكومة تخصص 11 ألف جنيه سنويًا لمركز شباب إمبابة لجميع الأنشطة فى الوقت الذى تتجاوز مصاريفه 600 ألف جنيه.. وهذا ما يجعل مراكز الشباب تعتمد على المشاريع الخاصة التى تقام داخلها مثل صالات الأفر اح ومدارس للعبات وخلافه لتعويض هذا النقص فى الميزانية والنهوض بها لتكون عنصر جذب للشباب ومراكز الشباب التى لا تعتمد على مثل هذه المشاريع تكون إمكاناتها ضعيفة ومحدودة وبعضها معدوم. ويضيف: فمثلا كان موجودا بالمركز نشاط تنس طاولة وبلياردو بالفعل وللأسف لعدم تواجد مدربين أو إقامة بطولات ومسابقات تعامل الشباب مع هذه الألعاب على سبيل التسلية فلم نستطع السيطرة عليهم، فكانت مشاكل هذا النشاط أكثر من نفعه ما اضطرنا لإيقاف هذا النشاط بالإضافة إلى أن الشباب يفضلون اللعب بالشارع لأنه يكون على حريته أكثر بعيدًا عن أى قيود أخلاقية أو قانونية يفرضها عليه المركز والشارع يقدم له تكلفة أقل لأنه لا يتحمل كهرباء ولا ماء ولا ضرائب وعوائد ولا رواتب عمال بالاضافة إلى أن الترابيزات غير قانونية وسيئة الصنع. ويأتى دور مدرب المصارعة بالمركز أحمد غانم فيقول: إن الشباب لا يقبل على المراكز لأنها تحولت لأندية خاصة أصبح القائمون عليها يتعاملون معها بشكل تجارى فأصبح كل شىء داخلها بفلوس، ففى السابق كانت المراكز تصرف عليها فأصبحنا نحن الذين نصرف عليها. ويقول كابتن حسن فهمى مدرب كمال أجسام وبطل الجمهورية وخريج الأكاديمية الأوليمبية: أصبحت مراكز الشباب لضعف الميزانية تهتم بالأشياء التى تعود عليها بالمكاسب المادية مثل صالات الأفراح وإقامة ملاعب خاصة، لتأجيرها وهذا على حساب الأعضاء واللاعبين والأنشطة وهذا كله يعود بالأثر السلبى على الرياضة ويفقد المركز دوره الأساسى فى عمل البطولات وتفريغ أبطال فى جميع الأنشطة لجميع الأندية. أما بالنسبة لمركز شباب إمبابة بالتحديد، فنحن نعانى داخله فصالة الجيم ينقصها الإمكانات والاهتمام فالصالة غير مكيفة ولا يوجد بها إلا مروحة أحضرتها من حسابى الخاص ونقوم بتغيير الملابس داخل الصالة، بالإضافة إلى أن هناك صالات وغرفًا مغلقة داخل المركز مر عليها أكثر من عشرين عامًا ولا يستفاد بها مثل غرفة السونا وصالة جيم بها معدات هلكت من الإهمال وحمامات لا تليق بالمركز، وهذا جزء مما يؤثر على ضعف إقبال الشباب على المراكز. محمد الوردانى إخصائى رياضى بالمديرية يقول: سياسة الوزارة كلها من المفروض أن يتم تغييرها بعد الثورة، عما كانت فى السابق فهدفها الأول سياسى بمعنى أن مراكز الشباب كانت تهتم بجمع الأصوات للحزب الوطنى، وكان أعضاؤها ليس لخدمة الرياضة أو الشباب بل لخدمة السلطة، فكان الإخصائيون الرياضيون والاجتماعيون والمدربون لا يستفاد منهم فى الرياضة بل كان عملهم روتينيًا ومازال أثر ذلك موجودًا فنطالب بتطهير مراكز الشباب من الأفكار والعقول القديمة وتغيير القوانين القديمة التى كانت تخدم الأهداف السياسية على حساب الرياضة.. كما نطالب بالمساواة بين مديريات الشباب والرياضة برواتب العاملين بوزارة الشباب. الكابتن حسين بدوى مدرب منتخب مصر فرع القاهرة ومدير فنى لفريق كمال الأجسام بنادى السكة الحديد وصاحب صالة جيم خاصة بمنطقة إمبابة: الذى شجعنى على عمل مشروع جيم هو علاقتى باللعبة والاستفادة من وقتى بعد الرجوع من عملى وزيادة دخلى لأنها مربحة وتلقى رواجًا وسط الشباب خاصة فى غياب الدور الإيجابى لمراكز الشباب وضعف إمكاناتها. فأغلب روادى من الشباب يجدون فى الصالات الخاصة اهتمامًا أكثر من المركز الرياضى من توجيه وتدريب ومعدات حديثة، بالإضافة لقربها من بيوتهم وأنها تقدم الخدمة لهم بأسعار أقل. محمود حسن طالب بكلية نظم ومعلومات ويمارس لعبة كمال الأجسام بإحدى الصالات الخاصة: أنا لا أفضل الذهاب لمراكز الشباب لأننى لا أثق فى الحكومة وما تقدمه لنا فى مركز الشباب فأى شىء يقع تحت إشراف الحكومة غير ناجح، فهم يتعاملون مع الرياضة بمركز الشباب بشكل روتينى فلا يسعون للتطوير ولا للتحديث ولا لتشجيع الشباب وتأهيلهم للبطولات. ويقول أحمد إبراهيم كلية التجارة جامعة القاهرة: هناك مسئولون داخل مراكز الشباب ليس من مصلحتهم تطويرها لأنهم ينظرون فى المقام الأول لمصلحتهم الشخصية التى قد تتعارض مع مصلحة المركز. ويقول جورج عادل صاحب جيم: هو مشروع مكلف لكنه مربح وربحه يعتمد مثل أى مشروع على اهتمامك وعطائك له لجذب الشباب، ولأننى أسعى لإنجاحه فأهتم بذلك، وهذا ما يفتقده مركز الشباب، فلو القائمون عليه يهتمون بإنجاحه لما احتاج الشباب اللجوء للصالات الخاصة فهناك مركز شباب ليس به كل الأنشطة وآخر ينقصه المعدات وآخر الماديات وآخر ليس لديه مساحات وهناك مركز شباب عبارة عن غرفة وصالة وملعب مهجور تسكنه الحيوانات الضالة. طه هشام طالب ثانوى عام: مركز الشباب لا يجد الاهتمام الذى تلاقيه الأندية رغم أن مركز الشباب هو الأقرب لشباب المنطقة وهو الذى يساعد الأندية الكبيرة على إفراز لاعبين جيدين. رائد شوقى بائع بمحل ملابس: أحب ممارسة لعبة تنس طاولة والبلياردو لكننى لا أجدها غالبًا متوافرة فى مراكز الشباب وإن وجدت فأسعارها أعلى من الشارع وليس هناك من يشجعنى من زملائى للذهاب. بيتر ملاك طالب: مراكز الشباب بعضها يفتقد الأمن والأمان لعدم وجود أفراد أمن ما يجعل المركز عرضة لتواجد المدمنين والخارجين على القانون وهذا لا يشجع الأسرة على الذهاب لمركز الشباب والشاب جزء من هذه الأسرة.