يعانى جبل طارق من كثرة القردة، لدرجة أن السلطات المحلية تدرس حاليا تدابير جذرية من شأنها الحد من تكاثر هذه الحيوانات التى سكنت دائما قمته وسفوحه. ويبلغ عدد القردة الموجودة فى جبل طارق، المستعمرة البريطانية منذ عام 1713م والتى لا تتعدى مساحتها الستة كيلو مترات مربعة، أكثر من 200 قرد، علما بأن عدد هذه الحيوانات يجب ألا يتعدى الثلاثين ليكون مثاليا، وتشكل قردة جبل طارق مجموعة القردة البرية الوحيدة فى أوروبا. ويرى البروفيسور جون كورتيس مدير جمعية الطبيعة فى جبل طارق أن القردة يجب تصدر إلى المغرب من حيث أتت، وقال إن الحد من النسل عملية مكلفة وصعبة التنفيذ وغير مضمونة على المدى الطويل، أما القتل فإن كورتيس يرفضه إنسانيا. وأشار تقرير صادر عن الجمعية إلى أنه «من الملح أن تتخذ التدابير منذ الآن لأن وجود قرابة 230 قردا تعيش وتتكاثر بحرية فى جبل طارق، يترتب على وجودها عواقب خطيرة جدا على أجناس الحيوانات الأخرى وعلى البشر». وفى الماضى كان الجيش البريطانى هو الذى كان يهتم بالقردة التى كان عددها يساوى عددها اليوم، وكانت القردة غالبا ما تنزل من سفوح الجبل إلى المدينة، وتكثر الروايات عن مغامراتها فى المدينة، ومن بينها قصة قرد دخل فجأة مكتب الحاكم العسكرى، ونساء تعرضن لاعتداءات، وقرد عثر عليه مرة فى سرير كولونيل بريطانى. ويربط السكان المحليون بين القردة والوجود البريطانى، فهناك قول شعبى يقول إن «القردة باقية طالما البريطانيون باقون»، وقد أخذ رئيس الوزراء البريطانى الراحل ونستون تشرشل، هذا القول على محمل الجد وقرر، بعد أن تدنى عددها بشكل كبير خلال الحرب العالمية الثانية، استيراد قرود جديدة من إفريقيا الشمالية، وظل عدد القرود 24 قردا حتى عام 1990 حين نقلت السلطات العسكرية البريطانية المسئولية عنها إلى المدنيين، ومنذ ذلك الحين عادت القرود تتكاثر وتنزل إلى المدينة حيث بدأ السكان يشعرون بالقلق إزاء عددها رغم تعلقهم الطبيعى بها.