تبدأ أول يوليو.. التعليم تعلن ضوابط تحويل الطلاب بين المدارس (مستند)    يواصل الصعود.. سعر الحديد اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024 في المصانع المحلية    حمدي فتحي: هذا قراري بالانضمام لغير الأهلي في مصر.. واللعب الثالثة عصرا يؤثر علينا    مواعيد مباريات الثلاثاء 28 مايو - كأس مصر.. ودوري السلة    NBA - بوسطن يسحق إنديانا ويتأهل للنهائي بلا هزيمة    ضبط 12.5 طن لحوم غير صالحة للاستهلاك بالقاهرة    تقديم الخدمات الطبية والعلاجية ل105 آلاف مواطن بالعيادات الخارجية بمستشفيات المنيا خلال أبريل 2024    28 مايو.. اليوم العالمي لصحة المرأة    نتيجة الصف السادس الابتدائى الترم الثانى.. رابط النتيجة    مقرر «الاستثمار» بالحوار الوطني: نستهدف صياغة مقترحات تدعم وقف الحرب على غزة (تفاصيل)    مهرجان للشيكولاتة في ختام الأسبوع الأول لأنشطة الإجازة الصيفية بمكتبة دمنهور    هل يُغني الحج عن الصلوات الفائتة؟.. دار الإفتاء المصرية توضح الحكم الشرعي    وزيرة الهجرة تلتقي أحد رموز الجالية المصرية في سويسرا للاستماع لأفكاره    استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين إثر إطلاق الاحتلال النار على محيط مستشفى كمال عدوان    رسميًا.. النرويج تعلن الاعتراف بدولة فلسطين    عاجل| هيئة شؤون الأسرى: قوات الاحتلال تعتقل 22 فلسطينيا بالضفة الغربية    رضا حجازي يبحث مع وفد البنك الدولي التعاون في ملفات تطوير منظومة التعليم    وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات المياه والصرف الجاري تنفيذها مع بنك الاستثمار الأوروبي    اقتصادية قناة السويس توقع عقد حق انتفاع لمصنع ملابس بالقنطرة غرب    رسالة من 4 كلمات.. رمضان صبحي يتجاهل أزمة إيقافه بسبب المنشطات    وزارة التعليم العالى تكشف تفاصيل مؤتمر التأهيل الوظيفى لطلاب الجامعات    اليوم تسليم طلاب الثانوية العامة أرقام الجلوس بالمدارس    هيئة الأرصاد: غطاء سحابى يحجب أشعة الشمس وفرص أمطار رعدية بهذه المناطق    توقف حركة قطارات الخط الأول للمترو بسبب عطل مفاجئ بمحطة غمره    إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بالشرقية    مصرع شخص غرقا فى ترعة بالشرقية    عاشرها 15 يوماً وهي مكبلة.. قصة "رحمة" إحدى ضحايا "سفاح التجمع"    «الإحصاء»: وصول حجم التبادل التجاري بين مصر والصين إلى 13.9 مليار دولار في 2023    توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024.. مكاسب مالية ل«العذراء» ونصيحة مهمة ل«الميزان»    عاجل| وفاة النجم اللبنانى فؤاد شرف الدين    جامعة القاهرة تبحث تعزيز التعاون مع وفد صيني في تعليم اللغة الصينية والعربية    راندا عبد السلام تتألق بالأبيض في أحدث ظهور لها    محافظ أسيوط يترأس اجتماع اللجنة التنفيذية لمبادرة حوافز تميز الأداء    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    هل علي ذنب لو حضرت أفراح فيها اغانى؟.. أمين الفتوى يوضح    سعر الذهب اليوم الثلاثاء في مصر يهبط ببداية التعاملات    وزير الصحة يبحث مع نظيره الفرنسي سبل تعزيز التعاون في اللقاحات والأمصال    صحة الإسماعيلية تنظم قافلة طبية في مركز التل الكبير    التفاح والتوت.. أطعمة تحسن من جودة النوم في فصل الصيف    الصين تدعو لوقف الهجمات على السفن المدنية في البحر الأحمر    جيش الاحتلال يقصف أهدافا لحزب الله في جنوب لبنان    اليوم.. الإعلان عن الفائزين بجوائز الدولة في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية    «الإفتاء» توضح سنن وأحكام الأضحية.. احرص عليها للفوز بأجرها    حالة الطرق اليوم، أحجام مرورية بالدائري الأوسطي ومحور 26 يوليو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 28-5-2024    حسن مصطفى: الجيل الحالي للأهلي تفوق علينا    ما هي أعراض التسمم المائي؟.. وهذه الكمية تسبب تورم الدماغ    كوريا الشمالية تطلق صاروخا باتجاه أوكيناوا.. واليابان تحذر مواطنيها    هند البنا: جنود الاحتلال الإسرائيلي يعانون من اضطرابات نفسية بسبب حرب غزة    تحديث أسعار بورصة الدواجن اليوم الثلاثاء 28/5/2024 والكتاكيت في الأسواق المصرية    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 28 مايو في محافظات مصر    مدير المستشفى الكويتي برفح: أُجبرنا على الإغلاق بعد مصرع اثنين من العاملين    مصطفى شوبير يُعلن خطوبته    حكام مباريات الثلاثاء في دور ال 32 بكأس مصر    محمود فوزي يرحب بدعوة مدبولي لإشراك الحوار الوطني في ملف الاقتصاد    إستونيا: المجر تعرضت لضغوط كبيرة لتفسير عرقلتها مساعدات الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا    عضو مجلس الزمالك: إمام عاشور تمنى العودة لنا قبل الانضمام ل الأهلي.. ولكن!    الكنيسة السريانية الأرثوذكسية تستعد لإقامة احتفالية بمناسبة عيد دخول السيد المسيح أرض الكنانة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حماس انقلبت على حكومة الوفاق التى أعدها الأسرى للتوافق عام2007


حوار - أحمد قنديل
يبدو أن القدر أراد أن يبعث برسالة من الزعيم الراحل مؤخرا نيسلون مانديلا والذى قضى فى السجن لأكثر من 26 عاما ثمنا للحرية إلى المناضل مروان البرغوثى مانديلا فلسطين والمعتقل فى سجون الاحتلال منذ أكثر من 11 عاما وكان مفادها أن للحرية ثمنا باهظا وعليه الصبر حتى ينال حريته وذلك قبل ان يسطر القدر نهاية الزعيم الجنوب افريقى والذى رحل منذ أيام حيث انطلقت حملة دولية لإطلاق سراح البرغوثى وجميع الأسرى مؤخرا وذلك عبر مؤسسة أحمد كترادة رفيق درب الاسطورة الحية «نيلسون مانديلا» وهو الرجل الذى بدأ حملة اطلاق سراح «نيلسون مانديلا» قبل أن يتم اعتقاله بجانب مانديلا لمدة 26 سنة وجاء الاعلان من زنزانة «نيلسون مانديلا»
ورفعت صورة القائد مروان البرغوثى إلى جانب صورة «نيلسون مانديلا» من تلك الزنزانة فى حدث هو الأول من نوعه منذ خروج مانديلا من سجنه وقبل وفاته حيث نعى البرغوثى فى رسالة له عقب وفاة مانديلا قائلا خلال السنوات الطويلة من صراعى فكرت فيك كثيراً عزيزى نيلسون مانديلا، ومنذ اعتقالى منذ 2002 فكرت فى الرجل الذى أمضى 27 سنة من السجن فى زنزانة فقط ليواجه ويتحدى القهر من أجل الحرية».
فاليوم الذى خرجت فيه من السجن، أنت لم تكن فقط تكتب تاريخاً وإنما تساهم فى انتصار النور على الظلام مفاده أن الظلم والقهر سوف ينهزم لشق المسار نحو الحرية والسلام» واختص القائد مروان البرغوثى «روزاليوسف» بهذا الحوار من داخل سجن هداريم الإسرائيلى زنزانة رقم 28 عبر أحد محاميه والذى رفض ذكر اسمه خوفا من قيام سلطات الاحتلال بمنعه من الدخول إلى البرغوثى والى نص الحوار:
■ فى البداية كيف ترى صمود الأسرى وأنت واحد منهم فى سجون الاحتلال وفى المقابل تجد الصراع على السلطة والمناصب وحالة الانقسام الفلسطينية دون النظر إلى مصلحة فلسطين؟
- الأسرى هم مقاتلون من أجل الحرية وقدموا حريتهم فى سبيل حرية شعبهم ووطنهم وهم فرسان الانتفاضة وأبطال المقاومة، ورغم قسوة ومرارة الاعتقال والعذاب والتعذيب والحرمان فإن إرادتهم لم ولن تنكسر، وعزيمتهم كانت وستظل قوية، لأنهم مؤمنون بعدالة قضيتهم وبحتمية الانتصار. ونلاحظ فى السنوات القليلة الماضية تصعيدا من سلطات الاحتلال فى السجون ضد الأسرى بأشكال متعددة وبأساليب متنوعة، تستهدف النيل من كرامتهم وانتزاع المكتسبات التى حققوها بفضل صمودهم ونضالهم وصبرهم خلال عشرات السنين الماضية، وخاض الاسرى سلسلة من الإضرابات البطولية خلال العامين الماضيين دفاعاً عن حرية الأسرى ومكتسباتهم، والصراع مع السجان لا يتوقف ولا ينتهى عند حد، ولكن الأسرى لا تشغلهم معاناتهم رغم قسوتها وإنما ينصب قلقهم على معاناة شعبهم ووطنهم، الذى يتعرض للعدوان والاستيطان والتهويد والحصار والقتل، كما ان قلقهم بالغ وشديد بسبب حالة الانقسام الأسود فى الساحة الفلسطينية، وسبق قبل عدة سنوات ان قدم الأسرى وثيقة الأسرى للوفاق الوطنى التى لاقت إجماعاً وطنياً وتوافقاً من جميع الفصائل التى وقعت على هذه الوثيقة، والتى شكلت مقدمة لإنجاز حكومة الوحدة عام 2007، التى لم تصمد وانهارت فى أقل من شهرين فى أعقاب قرار حماس السيطرة على قطاع غزة، ونحن نعتقد ان الأسرى قضية وطنية ويجب ان تحتل الاهتمام الذى تستحقه فعلاً من قبل الفصائل، والوفاء يجب ان يقابل بالوفاء، وعلى الفصائل الفلسطينية والقيادة الرسمية ان يعملوا على تحرير الأسرى.
■ كيف ترى مستقبل القضية الفلسطينية وهل هناك روشتة سياسية تقدمها للمسئولين للتعامل مع العدو المحتل؟
- ان مستقبل القضية الفلسطينية يتعرض لخطر حقيقى حيث تستمر محاولات تصفية هذه القضية بشتى الطرق والوسائل، وحيث تواصل إسرائيل سياسة العدوان والاستيطان والاحتلال بهدف تدمير وتقويض إمكانية قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة على الأراضى المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس، ولهذا ومن أجل مواجهة الخطر الذى يتهدد القضية الفلسطينية، لا سيما فى ظل الانشغال العربى الداخلى، وغياب الرافعة العربية للقضية الفلسطينية ولو مؤقتاً، والتأييد الأعمى والمطلق من الولايات المتحدة لإسرائيل، والخلل فى موازين القوى، فإن الخلاص للفلسطينيين هو بإطلاق استراتيجية جديدة تقوم على أساس مفهوم المقاومة الشاملة للاحتلال والاستيطان، وهذا يتطلب العودة مجدداً للأمم المتحدة ولمجلس الأمن للحصول على عضوية كاملة لفلسطين، وتوقيع جميع المواثيق والمعاهدات، والعضوية فى جميع الوكالات الدولية، والتوجه لمحكمة الجنايات الدولية للبت فى جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى، وبخاصة جريمة الاستيطان وجدار الفصل العنصرى وغيرها من القضايا، كما تتطلب هذه الاستراتيجية تصعيد المقاومة الشعبية فى الأراضى المحتلة، وانخراط الجميع فيها دون استثناء، والمقاطعة الاقتصادية الشاملة أيضاً، وإنهاء كل أشكال التنسيق السياسى والأمنى والتفاوضى والاقتصادى والإدارى مع دولة الاحتلال، والعمل دولياً على فرض العزلة وإنزال العقوبات على إسرائيل، وإغلاق الأبواب فى وجهها عربياً، والتوقف عن كل أشكال التطبيع معها.
وبطبيعة الحال ومن أجل انجاز استراتيجية شاملة فإنه لابد من إنهاء الانقسام وإنجاز الوحدة الوطنية التى نعتبرها قانون الانتصار لحركات التحرر الوطنى وللشعوب المقهورة.
■ ما نصيحتك لكل من حركتى فتح وحماس؟ وما الرسالة التى تريد أن توجهها إلى الرئيس الفلسطينى أبومازن والقيادى بحماس خالد مشعل؟
- أدعو حركة حماس وقيادتها الجديدة القديمة والتى انتخبت مؤخراً لاتخاذ قرار استراتيجى بالتقدم نحو المصالحة وتغليب المصلحة الوطنية العليا على أى مصالح فئوية وحزبية، وأدعو إلى لقاء إستراتيجى وحوار عميق ومسئول ومثمر وصريح بين قيادتى فتح وحماس وبمشاركة أبو مازن ومشعل والمكتب السياسى واللجنة المركزية، للتوصل إلى اتفاق إستراتيجى للشراكة الوطنية، بعيداً عن المعالجات الحزبية والمتقطعة والموسمية، والدخول فى شراكة حقيقية عميقة الجذور تتأسس على أوسع ائتلاف وطنى، يشارك فيه الجميع دون استثناء وجميع فصائل العمل الوطنى والإسلامى والشخصيات والهيئات الوطنية، والتقدم لإجراء انتخابات لعضوية المجلس الوطنى وللمجلس التشريعى وللرئاسة والالتزام بالشراكة بغض النظر عن نتائج الانتخابات والكل على قاعدة ان الوطن للجميع والجميع للوطن.
■ كيف ترى مستقبل القضية الفلسطينية ما بين المفاوضات ومخططات التهويد والاقصاء؟
- نحن على ثقة وإيمان بحتمية الانتصار لأن شعبنا المكون من 12 مليون فلسطينى داخل وخارج فلسطين، وبخاصة الأجيال الجديدة الشابة، متمسك بحقنا التاريخى والقومى والوطنى والإنسانى بأرض الآباء والأجداد، وهذه الأجيال أكثر استعداداً لتقديم التضحيات فى سبيل هذا الوطن المقدس، وقد صمد شعبنا الفلسطينى فى وجه الصهيونية التى تشن عدوانا على فلسطين وتستهدف تهويدها من النهر إلى البحر، منذ تأسيسها قبل ما يقارب 120 عام، والتى استخدمت كل الوسائل البشعة لتحقيق أهدافها مراهنة على ان طرد مئات الآلاف من وطنهم وتدمير مئات القرى والبلدات والقضاء على كيانهم الوطنى وقياداتهم سيدفع بالفلسطينيين إلى نسيان بلادهم وحقوقهم، ولكنه بعد ما يقارب سبعة عقود على النكبة الفلسطينية فإن الفلسطينيين أكثر تمسكاً بحقوقهم الوطنية وأكثر استعداداً للنضال من أجلها، حيث ما زال بين النهر والبحر فى هذه البلاد يسكن ما يقارب ستة ملايين فلسطينى، الأمر الذى يعنى فشل الحركة الصهيونية ووصول مشروعها إلى طريق مسدود، ولهذا فنحن لا نخاف على المستقبل البعيد، وإنما نحذر من مخاطر الحاضر، حيث يتواصل العدوان والتهويد ومشروع التصفية، وطوال عشرين عاماً لم تثمر المفاوضات ولم تحقق الحرية والعودة والاستقلال للفلسطينيين، ونحن نؤمن أنه لا جدوى للمفاوضات فى غياب فعل مقاوم على الأرض وغياب إرادة وقيادة تستند إلى مفهوم المقاومة الشاملة، ولا تستخدم أى خيارات أو إمكانيات أخرى.
■ كيف ترى حقيقة الدور الأمريكى فى عملية السلام؟
- إن الرهان على السلام الأمريكى هو رهان على سراب وأوهام، فأمريكا هى الحاضنة والدفيئة للمشروع الصهيونى ولإسرائيل، وترعاها بشكل مطلق فى جميع المجالات، ورعايتها للمفاوضات كانت رعاية للاحتلال والاستيطان وهى لم تكن جادة فى أى يوم من الأيام فى إنهاء الاحتلال والاستيطان ودعم الحقوق الوطنية المشروعة للفلسطينيين، وهى تواصل سياسية إدارة الأزمة أكثر منها حلها، واذا كانت إدارة أوباما وكيرى جادة فى تحقيق السلام فى المنطقة فعليهم ان يطالبوا ببساطة إسرائيل بالالتزام الرسمى والمعلن بإنهاء الاحتلال والانسحاب لحدود 1967 والاعتراف بحق شعبنا فى دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم التى طردوا منها عام 1948 وتطبيق القرار الدولى 194 وتحرير جميع الأسرى والمعتقلين دون استثناء، وبدون التزام إسرائيل بهذه الشروط فإن الجهود المبذولة الآن محكوم عليها بالفشل.
■ كيف ترى الحكومة الإسرائيلية الحالية ودورها فى إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى؟
- حكومة إسرائيل القديمة الجديدة برئاسة نتنياهو هى حكومة احتلال واستيطان وتهويد وحصار واعتقال، وهى حكومة يمينية متطرفة معادية للسلام ومعادية للعرب ومعادية للفلسطينين ومعادية لكل قيم العدل والمساواة والحرية فى العالم، ولا يوجد شريك للسلام فى إسرائيل، والمجتمع الإسرائيلى اختار هذه الحكومة لعدم رغبته فى السلام، وأدعو للتوقف عن تصدير الأوهام بإمكانية السلام مع هذه الحكومة الرافضة للاعتراف بالحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية، وتجربة عشرين عاما من المفاوضات أثبتت للجميع أنه لا شريك للسلام فى إسرائيل.
■ ما هو أول قرار ستتخذه لو تحررت من داخل سجون الاحتلال؟
أنا على ثقة أنه عاجلاً أم آجلاً طال الزمن أم قصر بأن كل الأحرار فى هذه السجون سيتحررون وسيحتفلو مع شعبهم فى يوم النصر الخالد الآتى حتماً، وإن مصير الاحتلال الإسرائيلى سيلاقى نفس مصير الفاشية والنازية ونظام التمييز العنصري، أى إلى مزابل التاريخ، وأن الوجهة الأولى فى حال الإفراج عنى هى للقدس عاصمتنا الأبدية ودرة المدائن بل تاج على جبين العرب والمسلمين فى العالم بأسره.
■ الكثير من الفلسطينيين يتطلعون فيك الرئيس التوافقى، كيف ترى انت ذلك؟
إن الأولوية المقدسة لى ولشعبنا هى الحرية والعودة والاستقلال وإننا نتطلع لبناء دولة ديمقراطية تقوم على سيادة القانون ومبدأ فصل السلطات واحترام استقلالية القضاء والتعددية السياسية واحترام الرأى والرأى الآخر، وحرية التعبير والصحافة، ونبذ العنف فى تسوية الخلافات الداخلية، واعتبار الشعب هو السيد والحكم والفيصل فى كل شيء، وأنا أشعر بفخر واعتزاز بهذا الوفاء والتضامن والتأييد الذى يظهره شعبنا معنا، وهى تأييد لفكرة ومبادئ ونهج آمنا به طوال حياتنا بأن فلسطين أولاً وفلسطين ثانياً وفلسطين ثالثاً وفلسطين أخيراً، ولا يعلو عليها أية مصلحة أو أى صوت أو أية قضية.
■ لو توقعنا ان الانتخابات أنجزت وهناك من ينوى ترشيحك رئيسا لدولة فلسطين هل ستقبل؟
إن ما نتطلع إليه هو حرية شعبنا وعودته واستقلاله وإنهاء معاناته وعذاباته المستمرة منذ قرن من الزمن، ولن ننشغل يوماً بالنظر أو السعى لهذا الموقع أو ذاك، فقد دسنا على كل المواقع وحملنا السلاح من أجل شعبنا وقضيتنا وبلادنا، ومن أجل كرامة هذه الأمة، ونتمنى أن يتم انجاز المصالحة، وأن تجرى الانتخابات التى هى استحقاق وطنى وديمقراطى ودستوري، حيث فقدت جميع المؤسسات والهيئات القيادية الشرعية اللازمة، ويجب تجديد هذه الشرعية والعودة إلى صناديق الاقتراع وإلى الشعب، وعندما يتقرر ذلك على قاعدة التوافق الوطنى وعلى قاعدة الشراكة سنتخذ القرار المناسب الذى يستجيب لتطلعات شعبنا.
■ كيف ترى الدور المصرى حيال المصالحة الفلسطينية؟
إن المصالحة هى مصلحة فلسطينية أولاً وأخيراً، وعلى الفلسطينيين إنجازها بأنفسهم وأنا على ثقة أن مصر لها مصلحة حقيقية فى وحدة الفلسطينيين ووحدة قيادتهم ونضالهم، وآمل أن تواصل مصر جهودها التى لم تنقطع يوماً لإنجاز الوحدة والمصالحة، ولكن تبقى المسئولية على انجاز هذه الوحدة على كاهل الفلسطينيين جميعاً.
■ كيف ترى طريقة تعامل جماعة الإخوان والتى كانت تسيطر على الحكم فى مصر وكيف تقيمون ما حدث فى الدول العربية من ثورات خلال تلك المرحلة؟
إن الثورات العربية هى ثمرة لكفاح الشعوب العربية على مدار عقود طويلة وهى صناعة عربية شعبية انطلقت بإرادة عربية أصيلة وبإرادة الشعوب، وقد حققت انتصاراً كبيراً، ومن الطبيعى أنها لا تسير فى خط مستقيم، وتشهد بعض الصعود والهبوط والتعرج هنا وهناك، وعلى الجميع أن يتذكر أن هذه الثورات صنعتها الشعوب ولم يصنعها حزب أو تيار أو جماعة أو زعيم، وقد أنهت الثورات العربية عصر الحزب الواحد والوحيد والأيديولوجية الواحدة والوحيدة، وأن سر نجاح الثورات ليس فيما أنجزته حتى الآن، ولكن فيما يمكن أن تنجزه، وهى سوف تتعثر أن لم تجد صيغة تقوم على أساس الشراكة للجميع، وصياغة دساتير توافقية تعبر عن تطلعات المجتمع وفئاته، وهى تحتاج إلى إيمان جميع الأحزاب والقوى بقيمة الحوار والتعددية واحترام القانون وبناء نظام سياسى ديمقراطى تعددى يفتح فيه الباب لأوسع مشاركة للجيل الشاب وللمرأة ولجميع التيارات والفئات، ويقوم على أساس المواطنة والمساواة المطلقة فى الحقوق والواجبات، بعيداً عن الإقصاء والتفرد، ويسعى لبناء دولة عصرية ديمقراطية مدنية تنهى الفقر والأمية، وتنهض بالتنمية بمفهومها الشامل، وتنهى عصر التبعية للخارج، ودولة تسعى إلى نظام عربى ديمقراطى جديد، وتعاون عربى حقيقي، وسوق مشتركة، ومؤسسات للنهوض بالأمة، وتعزيز قدراتها، واستثمار إمكانياتها، كما لا بد من إحترام إرادة الشعب، والعودة له بإعتباره الحكم والفيصل، واحترام المؤسسات المنتخبة، التى عليها فى المرحلة الإنتقالية أن تجسد مبدأ الشراكة، لأن المرحلة الانتقالية بعد الثورات لا تقبل ولا تحتمل حالة التفرد من أى جهة كانت، وإن الجميع صاحب مصلحة فى نجاح هذه الثورات، وأن تحقق طموحات الشعوب العربية.
■ كيف ترد على الاتهامات التى وجهت لك بالإرهاب من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلى؟
أنا لست إرهابيا كما أننى لست من دعاة المهادنة أنا شخص عادى من الشارع الفلسطينى وأطالب فقط بما ينادى به كل إنسان يعيش تحت القمع ولا أسعى إلى تدمير أحد بل إننى أناضل فقط من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلى لبلادى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.