كتب: شاهيناز عزام ومروة عمارة وخالد عبد الخالق ومي فهيم واسلام عبد الكريم -ووكالات أنباء فى تصعيد مفاجىء وسط اجواء مشوبة بالتوتر .. حبس العالم انفاسه امس بعد تحركات دولية مكثفة تؤذن ببدء الحرب على سوريا .حيث تصاعد الموقف الامريكى ببيان شديد اللهجة من وزير الخارجية جون كيرى بوصفه الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية بأنه «فحش أخلاقي» ومتهما الحكومة السورية بالتغطية على الأمر. فى الوقت الذى إشتراط فيه أعضاء بالكونجرس الامريكى على الرئيس باراك أوباما على ضرورة التشاور معهم لدى اتخاذ قرار حول كيفية الرد على هجوم مزعوم بالغاز السام في ضواحي العاصمة السورية دمشق ؛ وتضامنا مع الموقف الامريكى اكد المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني أن القوات المسلحة البريطانية تضع خططاً لعمل عسكري محتمل على سوريا رداً على هجوم كيماوي مفترض. ومع تصاعد الازمة السورية دوليا حذرت وزيرة الخارجية الإيطالية إيمّا بونينو من مخاطر تدخل عسكرى غربى فى سوريا وشددت على ضرورة «التفكير ألف مرة» قبل أية مبادرات عسكرية محتملة في سوريا مؤكدة أن ذلك من شأنه أن يحدث نتائج مأساوية». كما حذرت ايران من اي تدخل عسكري خارجي في سوريا قائلة «ان الصراع الذي سينجم عن ذلك سيحيق بالمنطقة كلها» وعلى الجانب الروسى «الحليف لسوريا» دعت الخارجية الروسية،الولاياتالمتحدة والأسرة الدولية إلى «الحذر» بشأن سوريا، مشيرة إلى أن أي تدخل عسكري ستكون له «عواقب كارثية» على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفى رد غير متوقع اكد هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية للائتلاف الوطني السوري للثورة والمعارضة على رفضه للتدخل العسكري الامريكي علي ارض سوريا مشيرا فى الوقت ذاته موافقة الائتلاف علي القصف الجوي لمواقع تابعة للنظام السوري سواء بالصواريخ او الطائرات للقضاء علي هذا النظام المستبد ومؤكدا في تصريحات خاصة «لروزاليوسف» ان روسيا دولة شريكة مع نظام بشار الاسد في الجرائم التي يرتكبها ضد الشعب السوري الاعزل. وفى تحد واضح للمجتمع الدولى واصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم تحديه لتهديدات القيام بحملة عسكرية ضد سوريا مؤكداً «سنواصل الدفاع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة ولدينا وسائل ندافع بها عن أنفسنا ستفاجئ العالم». واشار «المعلم « أن أي عدوان على سوريا يخدم مصالح إسرائيل وجبهة النصرة، وشدد على أن أي ضربة عسكرية لن تؤثر على ما وصفه بالإنجازات الميدانية في الغوطة. وواصفا الضربة العسكرية المحتملة بأنها مجرد أكاذيب. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الامريكية أن الضربة ستتضمن إطلاق صواريخ كروز من بوارج أميركية منتشرة في البحر المتوسط على أهداف عسكرية سورية. وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن التحرك العسكري لن يكون حملة طويلة تهدف إلى إطاحة الرئيس بشار الأسد أو تغيير موازين القوى في النزاع. أما صحيفة «الجارديان» البريطانية فقد أشارت امس إلى أن «طائرات وحاملات عسكرية بدأت الوصول إلى قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية في قبرص، التي تبعد 100 ميل فقط عن الساحل السوري، في إشارة لتزايد الاستعدادات لهجوم عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد». ومن جانبها كشفت صحيفة»يديعوت آحرونوت»الإسرائيلية عن خريطة للأهداف السورية التي قد تشن القوات الأمريكية هجمات ضدها حالة توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري،وموضحة أن طائرات من طراز (أف -16) و(تورنيدو) ستقومان بشن الغارات،في الوقت الذي ستقوم فيه المدمرات الأمريكية بإطلاق صواريخ من طراز (توما هوك). وأظهرت الخارطة أن بريطانيا ستشارك في هذا الهجوم منطلقة من قواعد في قبرص،ومن خلال غواصات من طراز «ترافلجر» . وبحسب التقديرات الإسرائيلية وفقا لما نشرته الصحيفة فإن الهجوم الأمريكي لن يبدأ قبل الأحد القادم، فالرئيس الأمريكي «باراك أوباما» لن يقصف في ظل تواجد مفتشي الأممالمتحدة المتواجدين في دمشق. وأوضحت «يديعوت احرونوت»أنه بالرغم من الإمكانيات المتقدمة للجيش الأمريكي، إلا أن التقديرات تشير إلي إن الهجوم سينفذ ليلا،لعدة اعتبارات من بينها تخطي الدفاعات الجوية السورية، وأيضا حتي تكون غالبية الشوارع خالية من المواطنين. وأوضحت أنه في حالة قيام روسيا والصين بمنع إصدار قرار من مجلس الأمن لضرب سوريا،فإن الولاياتالمتحدة ستقوم بتشكيل ائتلاف لشن الهجوم،اذ أنها لن تشم هذا الهجوم وحدها. ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن الولاياتالمتحدة ستشكل ائتلاف يضم ثلاثة دول أوربية كبيرة،هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا،بالإضافة إلي كندا،أيضا هناك تحالف عربي سيكون دعما لهذا الهجوم،ويضم السعودية وقطر والإمارات،وهو ما سيمنح الائتلاف الغربي قاعدة قوية بين دول العالم الإسلامي. وعن القوات المشاركة،أفادت أن هناك أربعة مدمرات أمريكية وغواصة بريطانية متواجدين في البحر المتوسط علي أهبة الاستعداد لإطلاق صواريخ باتريوت. بالإضافة إلي تواجد قوات أمريكية في الخليج العربي قادرة علي إرسال قاذفات الشبح لقصف الأهداف باستخدام القنابل الذكية. وعلي صعيد أخر،نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلية «جالي تساهل» عن رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي «أفيجدور ليبرمان» تحذيراته من أنه ربما لن يكون أمام إسرائيل مفر سوى التدخل في الحرب المرتقبة ضد سوريا. وطالبت الجامعة العربية فى اجتماعها امس على مستوى المندوبين المجمتع الدولي بضرورة التدخل لحماية الشعب السوري من عمليات القتل التى يمارسها النظام السوري بحق ابنائه ، كما طالب المنظمات الدولية المتخصصة ومنظمات حقوق الانسان بالتدخل من اجل اجراء تحقيق بشان ما يمارسه النظام السوري من عمليات قمع ، كما دعا المندوبين الدائمين الى ضرورة اجراء لجنة تحقيق من قبل مجلس الامن لاجراء تحقيق سريع وعاجل للوقوف على خلفية استخدام النظام السوري لاسلحة كيماوية
