افتتحت الدورة الأولى لمهرجان القاهرة الدولى للخط العربى ببيت السنارى الأثرى التابع لمكتبة الإسكندرية، ويستمر حتى الرابع والعشرين من يناير الجاري، وهو المعرض الذى أقيم بالتعاون بين مكتبة الإسكندرية والجمعية المصرية للخط العربي، جاءت فكرة المعرض من الدكتور خالد عزب مدير إدارة المشروعات الخاصة بالمكتبة نتيجة لوجود مركز خاص بالخطوط والنقوش الذى تأسس فى 2003، الذى استطاع عبر عشر سنوات أن يؤسس مكتبة رقمية للخطوط والنقوش ومنتديات سنوية للخطوط، كذلك تعليم اللغة الهيروغليفية والقبطية، التى فاجأ بها رئيس الجمعية المصرية للخط العربى ونقيب الخطاطين خضير البورسعيدى -حسب قوله– التى لاقت قبولا واسعا وتحمسا كبيرا من جمع الخطاطين، لأنها الاحتفالية الأولى من نوعها التى تحتفى بالخط العربى والخطاطين.
تصدرت لوحات رواد الخط العربى الراحلين فى مدخل البيت لنصل إلى صحن البيت الذى تصدرته أعمال الخطاطين العرب والأجانب ليشغل الجانب الأيسر مجموعة نادرة للخطاط محمد كاظم أصفهانى 1884-1944 أحد أبرز رواد مدرسة الخط العربى التى تعرض لأول مرة منذ أن أهدتها الكاتبة الصحفية صافيناز كاظم لوحدة الخط العربى فى مكتبة الإسكندرية، التى تتكون من صور لوالدها ومقرره لخط الرقعة ولوحة كتبها بماء الذهب تصل قيمتها لأكثر من مليون جنيه وشاهد قبره الرخامي.
من المعروضات النادرة بالمهرجان مصحف مخطوط ومذهب ومزخرف كتبه الخطاط التركى كامل أفديك، وقامت كل من فاطمة اوزجاى وكلثوم كوكرجين بزخرفته بالذهب والألوان الطبيعية المصحف كتب بالخط النسخ، كذلك ولأول مرة يعرض مصحف الخطاط المصرى المعروف محمود إبراهيم الذى كتب معظم خطوط أغلفة مجلات مؤسسة دار الهلال ومطبوعاتها، والمصحف كتبه بالخط الثلث المصرى الذى تعود جذوره للعصر المملوكي، على جانب آخر تعرض لوحة البسملة الشهيرة للخطاط الإيرانى على شيرازي، وهو رئيس جمعية الخطاطين فى أصفهان، المولود عام 1959م، وقد أبدع بصورة أساسية بخط «النستعليق».
يعرض المهرجان لصفحات فاكسميلى من مصاحف الأمصار، التى وزعها الخليفة عثمان بن عفان بعد جمعه القرآن الكريم على المدن الإسلامية، حيث بدأ مركز الثقافة والفنون والحضارة الإسلامية باسطنبول منذ سنوات مشروعا لجمع مصاحف عثمان بن عفان ودراستها وطباعتها، من مجموعته أيضا مصحف «طشقند» المحفوظ حاليا فى مكتبة الإدارة الدينية «بطشقند»، والتى أشيع أنها النسخة التى كان يقرأ فيها عندما استشهد لكن العلماء لم يؤكدوها حتى الآن، كما يعرض مصحف طوب قابى «متحف سراى طوبقابى فى اسطانبول» أحد مصاحف بن عفان الذى كان محفوظا بالقاهرة منذ زمن طويل وتمت كتابته على يدى سيدنا عثمان بنفسه، والذى أهداه محمد على باشا للسلطان محمود الثانى فى القرن التاسع عشر، من المجموعة أيضا مصحف «المشهد الحسيني» وهو واحد من النسخ الست التى أمر بكتابتها عثمان بن عفان، وإن أربعة مصاحف منها أرسلت إلى الأمصار، وبقى اثنان فى المدينةالمنورة.
المهرجان يشارك فيه مائتا خطاط من مصر والعراق وباكستان وليبيا وسوريا والمغرب وتونس والكويت والسعودية والإمارات والجزائر وتونس وأوزبكستان وإيران وتركيا، وشهد الافتتاح تكريم طلاب المدارس الذين شاركوا فى فاعليات المهرجان فى ورش تعليم الخط العربي، حيث سيسلم لكل طالب مكتبة متخصصة فى الخط العربي، إضافة لعقد محاضرة للخطاط الشهيد محمود إبراهيم عن تجربته فى كتابة مصحف بالخط الثلث المصرى المملوكي، كما ألقى الدكتور محمد وسام الخبير فى دار الإفتاء محاضرة عن الخطاط عبد الله زهدى ونوادره، وستقدم الباحثة شيرين القبانى جهود مركز النقوش والخطوط فى رقمنة الكتابات العربية والإسلامية، وسيلقى محمد حسن من مركز الخطوط فى مكتبة الإسكندرية محاضرة عن الخطوط العربية المعاصرة، هذا وعلى جانب آخر سيقدم الدكتور شبل عبيد محاضرة عن الخط العربى فى سمرقند الذى أصدرت عنه مكتبة الإسكندرية مؤخرا كتابا تحت عنوان «ديوان الخط العربى فى سمرقند»، كما سيحتفى المهرجان بمركز الكويت للفنون الإسلامية الذى يعد أبرز المؤسسات العربية الراعية للخط العربى المعاصر بمشاركة الفنان فريد العلى مدير المركز بلوحاته.