أكد د. محمود محيي الدين مدير البنك الدولي أن البنك يتطلع إلي مشاركة فاعلة في تنفيذ السياسات والرؤي التي تحددها الدول العربية استجابة لأولويات العالم العربي في تحقيق أهداف التنمية الشاملة. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها أمام الجلسة العلنية الأولي للقمة العربية الاقتصادية. وقال محيي الدين إن القمة تنعقد في وقت تتزايد فيه التحديات والمسئوليات مع نمو أعداد مواطني العالم العربي ويتواكب ذلك مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية التي تشهد تقلبات كبيرة في الأسواق العالمية وبتكاليف السلع الأساسية منها تجاوزت ما كانت عليه بفعل أزمة 2008 المالية العالمية بما في ذلك من انعكاسات سلبية علي الدول النامية ومنها دول العالم العربي. وأشار إلي أن توفير المياه وعواقب ظاهرة التغيرات المناخية تفرض تحديات استراتيجية تتطلب المواجهة وحسن التدبير والتنسيق في السياسات. وشدد محيي الدين علي أن العلاقات بين البنك والدول العربية شهدت تطورا ملموسا في الفترة الماضية تم خلاله تفعيل سبل المشاركة في تنفيذ مشروعات وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في عدد من البلدان العربية، لافتا إلي أن البنك يتبني مبادرة العالم العربي والتي تأتي في إطار تعاون كامل مع الدول العربية والمؤسسات والصناديق التنموية سعيا إلي تحقيق الاستفادة القصوي من التعاون الإقليمي في تحقيق أهداف التنمية العربية. وأوضح أنه في هذا العالم المتعدد الأقطاب ينظر للمنطقة العربية علي أنها مصدر مهم لرأس المال العربي ومركز اقتصادي مهم بين آسيا وأوروبا وإفريقيا. وقال محيي الدين إن العالم العربي يواجه تحديات اقتصادية كبري.. فعلي الرغم من أن سكانه يمثلون 5% من سكان العالم إلا أن نصيبه من تجارة الخدمات لا يزيد علي 3% في المتوسط من إجمالي تجارة الخدمات علي مستوي العالم خلال العشرين عاما الماضية وهي ما تعد نسبة متواضعة.. كما أن نصيبه من تجارة السلع غير البترولية لم يزد علي 1% من حجم التجارة العالمية. واستعرض محيي الدين مدير البنك الدولي البرامج التي يقوم بها البنك في العالم العربي من خلال منهج للمشاركة. أكد محمود محيي الدين أنه لا يمكن فصل ما هو اقتصادي عن ما هو سياسي في أي قمة عربية وإن كانت اقتصادية، إذ إن السعي وراء التنمية الحقيقية لابد أن يبدأ من تحقيق الاستقرار السياسي والعكس، وإن لم يكن هناك تناول صريح للامور السياسية في القمة العربية الاقتصادية، باعتبار أنها مخصصة لبحث الابعاد الاقتصادية والتنموية وأن هناك قمة عربية أخري تنعقد لمناقشة الاوضاع السياسة. وشرح محيي الدين أهداف المبادرة قائلا: إتاحة فرص عمل للمواطن العربي وزيادة أجور المشتغلين، وهي جميعها ترتكز علي عدد من الأسس هي الأولي من نوعها منذ إنشاء البنك الدولي. وأردف: البنك الدولي تبني منهجاً جديداً يرتكز علي مفهوم المشاركة وعدم الندية والمشروطية، فالمعرفة في طرق إدارة الاقتصاد ليست حكرا علي أحد.