وسط حالة من الترقب الدولي والعربي ناقش أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس مستقبل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا وخطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. ومن المقرر ان يطلع روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، مجلس الأمن علي أسباب تعليق نشاطات المراقبين في سوريا. وأكد مارك ليال غرانت سفير بريطانيا في الأممالمتحدة بقوله «أعتقد أننا نرغب في الاستماع من الجنرال مود عن أفكاره بشأن مستقبل البعثة». في هذه الأثناء تعمل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة علي صياغة مشروع اقرار يقترح فرض عقوبات علي الأسد إذا لم ينفذ خطة عنان المؤلفة من ست نقاط، وبموجب هذه الخطة كان يفترض أن تنسحب القوات الأمريكية السورية وتخرج الأسلحة الثقيلة من المدن باعتبار ذلك خطوة رئيسية باتجاه اطلاق محادثات سياسية. وكشف دبلوماسيون أن مشروع القرار الذي تجري صياغته سيقترح فرض عقوبات غير عسكرية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. من جانبها أكدت روسيا أنها ستعارض أي اتفاق علي استخدام القوة العسكرية ضد سوريا، وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق النقض (الفيتو) مرتين علي قرارين لمجلس الأمن يدينان نظام الأسد. هذا في الوقت الذي دعا الرئيسان الأمريكي والروسي إلي «وقف فوري» للعنف في سوريا، وأوضح بوتين إثر لقائه أوباما في لوس كابس بالمكسيك علي هامش قمة دول مجموعة العشرين، أنه وأوباما سيواصلان مباحثاتهما، وأهما تعهدا بالتعاون مع أطراف دولية أخري لإيجاد حل للأزمة السورية. كما أعلن أنه توصل إلي «نقاط تفاهم عدة» مع نظيره الأمريكي باراك أوباما حول كيفية معالجة الأزمة السورية. من جهته قال أوباما: إنه اتفق مع بوتين علي ضرورة العمل مع جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية من أجل منع وقوع حرب أهلية والتوصل إلي تسوية سياسية. وأضاف: «لقد بحثنا الوضع في سوريا، واتفقنا علي ضرورة تراجع العنف هناك، وإيجاد عملية سياسية لمنع حدوث حرب أهلية وأعمال قتل مروعة كتلك التي شهدناها في الأسابيع الماضية، وتعهدنا بالعمل مع أطراف دولية أخري من ضمنها الأممالمتحدة وكوفي عنان وجميع الأطراف المعنية من أجل التوصل إلي حل هذه المشكلة. وصعدت واشنطن من لهجتها عقب إعلان السيناتور الأمريكي جون ماكين كبير الأعضاء الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، قوات الرئيس السوري بشار الأسد بمضاعفة استخدامها المروحيات الهجومية لقمع المعارضين، مجددًا تأييده لتدخل عسكري أمريكي جوي في سوريا. وعلي صعيد المباحثات الدولية حول الوضع في سوريا بحث نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوجدانوف مع مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان مبادرة لعقد مؤتمر دولي لتسوية الوضع في سوريا. وذكرت أن وزارة الخارجية الروسية في بيان لها اليوم أن اللقاء بين الجانبين تركز علي تطور الوضع في سوريا وسبل البحث عن مخرج سياسي من الأزمة. وأشار البيان إلي أن بوجدانوف استعرض بالتفصيل أمام شعبان الجهود الروسية علي هذا المسار ومن بينها المبادرة لعقد مؤتمر حول سوريا لتأمين تنفيذ خطة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان. ولفت البيان إلي أن الجانب السوري أبدي تأييده لهذه الفكرة. ويتوجه وفد من الجامعة العربية برئاسة السفير أحمد بن حلي إلي روسيا من أجل التباحث حول التطورات التي تشهدها سوريا خاصة في أعقاب تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين. وأعلنت الجامعة أن الوفد سوف يعرض آخر المستجدات علي المؤتمر بالإضافة إلي الإعداد للمؤتمر الدولي الذي من المقرر أن تستضيفه الجامعة العربية أواخر الشهر الجاري. وقال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية: إنه عندما يكون هناك طرفان يقتتلان لا يجب أن نكتفي بإرسال بعثة للمراقبة وحسب، بل نحتاج لمن يستطيع تثبيت وقف إطلاق النار. وأضاف أعتقثد أن لديكم خبرة كما أننا في مصر لنا خبرة في ذلك من خلال بعثة حفظ السلام في سيناء عام ستة وخمسين. ميدانيًا أكد نشطاء سوريون أن 94 شخصًا قتلوا أمس الأول في سوريا، 63 منهم مدنيون سقطوا بنيران الأمن السوري. وواصل الجيش النظامي قصفه لعدد من المدن. وسقط عشرة مدنيين في محافظة حمص، وسبعة في دير الزور، وتسعة من درعا، و19 في ريف دمشق، وثلاثة في حماة وثمانية في حلب، وخمسة في إدلب، ومدنيان أحدهما في العاصمة دمشق، والآخر في ريف اللاذقية. بالإضافة إلي مقتل ثلاثة منشقين في ريف حمص وريف دمشق ودير الزور، فضلًا عن مقتل 28 جنديًا نظامياً في ريفي دير الزور ودمشق ومحافظة درعا. وقد واصلت قوات النظام قصف حمص والرستن ومناطق في ريف دمشق وحلب ودرعا. ووفق الهيئة العامة للثورة السورية، فإن القصف مستمر علي حي الخالدية بحمص، في محاولة من الجيش النظامي لاقتحامه وسط مقاومة من جانب عناصر الجيش الحر. كما تواصل القصف علي دوما وقدسيا ومسرابا وداريا، واقتحمت قوات الأمن المنطقة وسط حركة نزوح واسعة في صفوف السكان هربًا من القصف. وقتلت طفلتان شقيقتان إثر قصف تعرضت له بلدة قلعة المضيق في ريف حماة فجر أمس الأول. وهذا ويشهد الداخل السوري مواجهات بين الجيش الحر وقوات الأمن التي دخلت معززة بقصف عنيف، معظم بلدات ريف الشام، فسقطت تباعًا معظم مناطق الغوطة الشرقية، زملكا وعربين وحمورية وسقبا ومسرابة بأيدي القوات السورية. وقد أشيعت معلومات عن سقوط حرستا والقابون وبرزة. وقالت مصادر أمنية إن القوات السورية تمكنت من السيطرة علي جزء كبير من دوما فوصلت منطقة الشيفونية حيث تدور مواجهات عنيفة. وفي هذا السياق أكد شهود عيان أن القتلي بين عناصر المجموعات المسلحة يسقطون بالعشرات. وتتخوف مصادر المعارضة السورية من تكتيك يقوم به «النظام» لحصر المسلحين في منطقة الرستن تمهيداً للقضاء عليهم. ودعا الجيش السوري الحر في الداخل الأكراد السوريين إلي الانضمام إليه، معلنًا العمل من أجل سوريا يرفع فيها «الظلم» عن الأكراد ويكونون فيها شركاء حقيقيين في الوطن. وجاء في بيان صادر عن الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد الركن قاسم سعد الدين إن القيادة المشتركة توجه نداء إلي اخوتنا الكرد من عسكريين ومدنيين ودعوتهم للخدمة الإلزامية والالتحاق في صفوف الجيش السوري الحر في الداخل. ودعا النداء الأكراد إلي أن «يكونوا جزءاً لا يتجزأ من الجيش السوري الحر في الداخل مع إخوتهم من باقي مكونات الشعب السوري للدفاع والذود عن أرضنا وبلدنا وحماية أهلنا ومدننا وقرانا ونصرة ثورتنا. هذا في الوقت الذي أبدت الحكومة السورية استعدادها لإخراج المدنيين المحاصرين في داخل مدينة حمص دون قيد قيد أوشرط، ومن أي ممر يؤدي لإنقاذهم.