حسن عبدالسلام: أنسي آلامي علي خشبة المسرح

بالرغم من بلوغه الرابعة والثمانين من العمر ومعاناته الصحية خاصة خلال فصل الشتاء بسبب إصابته بنزلات برد متكررة إلا أن المخرج المسرحي الكبير أو "شيخ المخرجين" حسن عبد السلام لا يتوقف عن العمل مطلقا فهو يعمل في كل الأوقات وتحت أي ظروف عبدالسلام استطاع مؤخرا أن يفي بوعوده وافتتح الأربعاء الماضي العرض المسرحي "ابنتي الجميلة" علي خشبة مسرح السلام الذي تلعب بطولته شيرين وأحمد راتب وسامي مغاوري، والذين استطاعوا بخبرتهم الفنية الطويلة الخروج به من المأزق الذي وضعتهم فيه مؤلفته "هدي شعراوي" وهو اعتماد العرض خاصة في الفصل الثاني علي جمل خطابية رنانة تكررت من قبل في أكثر من عرض مسرحي بنفس القضية التي سبق وتناولها الكثيرون وهي أزمة الحفاظ علي أرض مصر من بيعها للأعداء وذلك في إطار كوميدي معتمدًا علي قصة رجل أعمال كبير يحاول أحد المنافسين له أن يستقطبه لبيع اغلي ما يملك وهو حصانه القديم رمز العراقة والأصالة لكنه يفيق ويرفض البيع في النهاية.
لم يعتمد العرض علي المباشرة بشكل بحت بل استطاع المخرج حسن عبد السلام أن يبني ديكورا جميلا وجذابا علي خشبة المسرح نجح في خطف أنظار الجمهور إلي جانب الغناء والاستعراضات وبعض اللمحات الكوميدية التي جاءت في الفصل الأول علي وجه التحديد، وكذلك إصرار المخرج علي تغيير اسم العمل من "الجميلات والكيميا" إلي "ابنتي الجميلة" لأن هذا الاسم يرتبط في ذهنه بمسرحية "سيدتي الجميلة" التي سبق وقدمها مع شويكار وفؤاد المهندس وبالفعل العرض يحمل لمحه من هذه المسرحية وهو تحول شيرين من مجرد خادمة شبيهة بالرجل إلي فتاة جميلة جذابة يقع في غرامها صاحب القصر وعن العرض يقول شيخ المخرجين حسن عبد السلام: "ابنتي الجميلة" تتناول موضوعًا شديد الأهمية وهو فكرة توحيد الأمة العربية فنحن نطرح سؤالا لماذا نحن كعرب منفصلون ولسنا متحدين كما حدث مع معظم الدول الأوربية ليس هذا فحسب فالعرض يناقش نقاطًا أخري كثيرة من أهمها المشاكل التي يعانيها الإنسان المصري المعاصر من فقر وبطالة وظلم .
وعن الحوار المباشر الذي جاء في نهاية العرض يقول: لا أعتبرها مباشرة لأننا أردنا أن نلخص كلمتنا في النهاية في أغنية بسيطة ختمت بها العرض .
أما عن ارتباط العرض بمسرحية سيدتي الجميلة فيقول: المسرحية لا تحمل أي ملمح من سيدتي الجميلة فهذه قصة مختلفة تماما فاسم "ابنتي الجميلة" كنت أشير به إلي مصر لأنها هي أمنا وابنتنا وأختنا وهي الأنثي التي كانت ترعي المنزل بالعرض وفي النهاية تحولت لأنثي جميلة ومن الممكن أن يكون هذا التحول فقط هو الذي يحمل تشابهًا مع سيدتي الجميلة لكن هذه المسرحية تحمل قضية سياسية هامة.
ويضيف: لن أتردد عن العمل للمسرح في أي وقت مهما كنت متعبا ومهما طال بي العمر لأنني أعشق عملي وأنسي معه كل آلامي ومرضي نهائيا ولابد أن أشير إلي أنه رغم إرهاقي طوال الفترة الماضية إلا أنني استطعت الخروج بهذا العمل في شهر واحد فقط علما بأن المسرحية غنائية استعراضية فهي لا تعتمد علي التمثيل فقط .