أحد أسباب تأخرنا في كرة القدم أننا مازلنا نعيش علي جملة المعلق الكروي الراحل محمد لطيف »الكورة أجوان»، فهذا الوصف لم يعد الأمثل منذ سنوات، لتلك اللعبة صاحبة الشعبية الأولي في العالم.. الكرة في الوقت الحالي تحولت إلي صناعة واستثمارات بالملايين، تقوم علي علامات تجارية واسماء نجوم ثمنهم يتخطي ميزانيات شركات، وملاعب علي أحدث تصميم مزودة بوسائل رفاهية تنافس أكبر المراكز التجارية، لتجعل المتفرج المتواجد في المدرجات قادرا علي الجمع بين مشاهدة المباراة، والقيام بجولة تسوق لإنفاق بعض من أمواله علي شراء بضائع تحمل اسم وشعار النادي من انتاج شركات تعاقدت مع الفريق بعقد رعاية بالملايين مدته عدة سنوات. يشكل لاعب كرة القدم مصدر الثروة والقوة لأي ناد كبير في أوروبا، هناك لا يدفعون الملايين دون تخطيط في الصفقات، بل كل “مليم” مدفوع سيكون له عائد مضاعف من الملايين، ولهذا ليس غريبا أن نري توتنهام هوتسبير الإنجليزي يلجأ إلي جهاز فضائي من أجل علاج هدافه الأول هاري كين.. فترة العلاج الآن يتم تحديدها في جدول زمني دقيق، وبعدها يعود اللاعب مهما كانت إصابته إلي سابق عهده، وأنظروا كيف كان حالة النجم الإسباني سانتي كازورلا ميؤسا منها؟.. بعد أن وصلت الخطر إلي التهديد ببتر قدمه نتيجة كثرة الجراحات المتتالية، لكنه الآن عاد قويا ومتألقا مع ناديه الجديد فياريال وكأنه ولد من جديد. قارن بين ما يحدث مع علاج هاري كين وبين الإصابات التي يعاني منها لاعبو النادي الأهلي زعيم الكرة المصرية والإفريقية. ورغم أن الأهلي يشارك في مساباقات ومباريات متتالية في فترة زمنية قصيرة بدون راحة بين المواسم، لكن الإمكانات الخاصة بالتأهيل الطبي والبدني للاعبيه لا تختلف كثيرا عن أي ناد في مصر، لا يوجد تطوير في الأدوات التي ترصد الحالة العضلية لكل لاعب أثناء التدريب والمباريات، وهي أجهزة أساسية في العديد من أندية العالم لتجنب إصابات بسيطة قد تحدث وتتفاقم بعد ذلك بسبب اكتشافها متأخرا.