انتخابات غير كل ما فات.. في القلعة البيضاء يعيش الأعضاء ما بين أجواء لم تحدث من قبل في تاريخ النادي الذي يبلغ من العمر 103 أعوام. الذين يرون أن هذه المعركة عادية وأن الرئيس محسوم، لا يرون الجديد الذي يعيشه الزمالك لأول مرة في تاريخه. تعالوا بعيداً عن أسماء المرشحين ومن منهم تؤيد ومن تعارض، وبعيداً عمن سيحكمون الزمالك في 4 سنوات مقبلة.. ومن سيخرجون من السباق بلا مقاعد فإن كم التغييرات في هذه الانتخابات ستكون كلها في ظروف جديدة تماماً. تعالوا نري ما يحدث لأول مرة في الزمالك ذلك النادي الرياضي الذي يحظي بحب وتشجيع الملايين مصريين وغير مصريين. لأول مرة: تجري الانتخابات علي نظام وضعه أعضاء الجمعية العمومية وليس علي لائحة حكومية يصدرها وزير الرياضة.. كما جرت العادة علي ضوء صلاحياته في القانون الجديد 71 لسنة 2017.. وهذا يعني أن الاختيار علي ضوء ما صنعته أيديهم وهم يتحملون في وضع أساس البناء لمجلس الإدارة »اللائحة الخاصة» ويتحملون اختيار مكان البناء الذي يمتلكه الأعضاء ويخولون لهم رعاية مصالحه وتعليته والحفاظ عليه وتزيين واجهته وتاريخه بالبطولات. لأول مرة: تجري الانتخابات لمدة 48 ساعة تعقبها 24 ساعة أخري للفرز، أي أن كل الزملكاوية في جمهورية مصر العربية وخارجها سيظلون في حالة ترقب حتي تظهر النتيجة وتحدد من سيفوز بمقاعد المجلس الذي سيدير النادي لأربع سنوات مقبلة. لأول مرة: تشهد الانتخابات هذا الكم الهائل من الطعون والخلافات الحادة التي ارتفعت درجة سخونتها إلي درجة الالتهاب والتراشق والاتهامات والتحدي الذي أصبح سمة عصرية في الفترة الحالية، ولكنه في تاريخ الزمالك يعد الاشتباك الأكثر نارية بين الرئيس الحالي المستشار مرتضي منصور والعميد أحمد سليمان المرشح للرئاسة منافساً أعلن التحدي من بدري. لأول مرة: تجري الانتخابات بعد التجديدات التي حدثت في الزمالك وحققت نقلةنوعية في البنية التحتية والمنشآت التي وصلت إلي حد الإبهار لدي الكثيرين من رواد القلعة البيضاء وأصبحت أحد أهم الركائز التي يرتكز عليها مرتضي ومجلسه بعد رضاء الأعضاء البادي لدي الكثيرين. لأول مرة: تجري الانتخابات في غياب عدد من الرموز الكبار الذين غابوا لخلافات مع مرتضي وتم تغييب اسم الرمز محمد حسن حلمي »زامورا» وهذه هي القاعدة التي يستند إليها سليمان ومجلسه ومنهم من كان شريكاً لمرتضي في بداية فترة رئاسته للنادي منهم أحمد سليمان نفسه وأيضاً مصطفي عبدالخالق ومصطفي سيف العماري الذي سيترشح والده علي منصب أمين الصندوق في قائمة سليمان. ولاشك أن هناك من يساندون هذه القائمة من رموز النادي الذين اصطدم بهم مرتضي وبالطبع انضموا إلي مساندة سليمان وعلي رأسهم ممدوح عباس ورؤوف جاسر وغيرهما ، ومن النجوم السابقين أحمد مصطفي وعبدالرحيم محمد وغيرهما. لأول مرة: تجري انتخابات الزمالك بدون أن يتصل معظم المرشحون بالأعضاء بعد أن منع مجلس إدارة النادي الحالي أي دعاية داخل مقر الزمالك ومنع لقاء الأعضاء في تجمعات مستنداً إلي اللائحة التي أقرتها الجمعية العمومية.. وهو ما يجعل هناك صعوبات كبيرة في أن يتعرف الأعضاء علي المرشحين مما يزيد الفرصة للمشاهير منهم خاصة نجوم الكرة إسماعيل يوسف وهشام يكن ومحمد أبوالعلا، وأيضاً من خدموا النادي من قبل.. أما الباقون فإنهم يحاولون الدعاية من الخارج ولكن ليست بالضخامة التي تجري بها الدعاية في انتخابات الأهلي ولا تتعدي في الزمالك 10٪ مما تم إنفاقه في الأهلي. لأول مرة: لا يريد النادي مجلس الإدارة خلال العملية الانتخابية ويتم تسليم إدارته إلي لجنة قضائية تتولي المسئولية حتي يتم انتخاب المجلس الجديد، وهو مظهر من مظاهر الحيادية وجانب إيجابي بعد المواجهات السلبية في الخلافات والمشاحنات القوية التي حدثت خلال عملية تقديم الأوراق وما شابها من طعون وأيضاً اتهامات وتلاسن عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي بين مرتضي وسليمان.
ونحن نترقب انتخابات الزمالك لاختيار الرئيس رقم 25 في تاريخه، لابد أن نضع هذه المتغيرات الجديدة لأول مرة والتي لاشك أنها تجعل هناك اختلافات جوهرية في العملية الانتخابية بين قائمة مرتضي التي ترك فيها مقعداً خالياً، وقائمة سليمان وهي أيضاً غير مكتملة وبها مكان لأي من المستقلين للانضمام. كان من الممكن أن يضمن مرتضي النجاح الساحق لولا أن هناك صدامات حدثت في عهده مع بعض أبناء الأسرة الزملكاوية وكان يمكن أن يستند إلي النقلة التاريخية في المنشآت التي فعلها ولكن خروج بعض أبناء الأسرة الزملكاوية، ما جعل هناك سخونة في أجواء الانتخابات ولكن هل هذه السخونة ستنعكس علي الصناديق أم أن الأصوات ستخرج برداً وسلاماً علي مرتضي وقائمته أم يخرج منها خاتم سليمان ليحمل مقاليد الحكم في القلعة البيضاء.. من يوم الجمعة المقبل ستكون بداية الامتحان.