مع ظروف تتشابه مع عامي 2012 و 2013، حينما لعب النادي الأهلي دوري أبطال أفريقيا في هذين العامين، وسط توقف تام للنشاط الكروي في مصر، عقب مجزرة ستاد بورسعيد في فبراير 2012، ومع ذلك فقد حقق انجازين رائعين بالفوز بالبطولة في العامين علي التوالي، وهو انجاز لا يستطيع غير الأهلي أن يحققه.. يستعد الاهلي لبدء الاستعداد لعام أفريقي جديد بمباراة السوبر الافريقي باعتباره بطلاً للكونفيدرالية، أمام نادي وفاق سطيف الجزائري باعتباره بطلاً لدوري الأبطال، والتي ستقام بالجزائر يوم السبت القادم، وذلك وسط توقف للكرة المصرية بعد مجزرة ستاد الدفاع الجوي وبذلك يتساوي الأهلي والزمالك - علشان ما حدش يزعل - حتي في الكوارث وسقوط الضحايا، ففي بورسعيد سقط 74 شاباً من مشجعي الأهلي ضحايا للغدر والخيانة والتآمر، فهاهم 22 - أو أكثر - من مشجعي الزمالك يسقطون بمؤامرة شبيهة.. وإذا كانت قضية مجزرة بورسعيد مازالت مستمرة ولا نعرف حتي الآن عما إذا كان المتهمون الذين يحاكمون، هم المتهمين الحقيقيين أصحاب المؤامرة، مما ينبيء أن القصاص الذي يتمناه أسر الضحايا لن يتحقق، فإنني أتوقع أن يحدث نفس الشيء مع ضحايا الزمالك الذين سقطوا في مجزرة ستاد الدفاع الجوي.. وربنا يستر. لماذا يخرج شباب من منازلهم لمشاهدة مباراة في كرة القدم وتشجيع فريقهم، فيعود بعضهم إلي أهاليهم جثثا هامدة؟.. وهل كان لابد من المساواة في الدم بين جمهوري الأهلي والزمالك، .. ولماذا لم يتعلم الجميع - الداخلية والشباب والرياضة واتحاد الكرة والأندية - من مجزرة ستاد بورسعيد ونتركها تتكرر في ستاد الدفاع الجوي؟.. ولماذا ننتظر المجزرة تلو المجزرة ليخرج المسئولون ويؤكدون أن ذلك لن يحدث مرة أخري، ويكتفون بذلك إلي أن تحدث مصيبة أخري.. اتعلموا يا عالم. وإذا كان شهداء الأهلي قد شهدوا تعاطفاً من المجتمع كله، ووقف مجلس ادارة النادي السابق بقيادة العظيم الكابتن حسن حمدي، موقفاً رائعاً لدعم أسر الضحايا والدفاع عن حقوقهم، فإن شهداء الزمالك -للأسف - لم ينالوا وأسرهم مثل هذا الدعم، وحرمهم الكثيرون حتي من مجرد التعاطف.. ورأينا رئيس ناديهم - وهو محام من المفروض أن يدافع عن الحق والمظلومين، يخرج بتصريحات صادمة ، ويهدد ويتوعد اللاعب الرجل الوحيد في فريقه عمر جابر الذي رفض أن يشارك في المباراة علي حساب دم الضحايا، وعندما واجهه اللاعب برجولة عاد ليتراجع عن تهديداته، ويحاول أن يعالج زلاته وسوف يفشل في ذلك.. كما رأينا نفراً من المحسوبين علي الاعلام، يصرخون علي شاشات المحطات الفضائية، ويدعون إلي العبور علي جثث الضحايا، ويتهمونهم بأنهم جزء من مؤامرة كبري، وأن ما حدث لهم ليس كافياً، وإنما لابد من ضربهم أكثر.. وأمثال هؤلاء هم من يجب أن يتخلص منهم المجتمع. تحية إلي عمر جابر وتحية إلي مصطفي عبدالخالق عضو مجلس ادارة الزمالك المستقيل.. وفي انتظار مواقف رجولية من باقي أعضاء مجلس الإدارة، حتي لا يظلوا مجرد "طراطير"!