هل لقرار ألمانيا تأجيل إعفاء مصر من 240 مليون يورو علاقة بطلب البرادعي؟

قررت ألمانيا تأجيل إعفاء مصر من دين قيمته 240 مليون يورو بسبب مخاوفها من الأوضاع في مصر.
ونقلت مصادر صحفية عن وزير التنمية الألماني ديريك نيبل قوله "إن هناك خطر من عودة نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك ولكن من خلال أناس آخرين" في إشارة إلى الأوضاع في مصر لا سيما فيما يتعلق بالاستفتاء على الدستور بين مؤيد ومعارض في الشارع.
من الجدير بالذكر أنه في مقابلة أجراها د. محمد البرادعي، القيادي في جبهة الإنقاذ أجرى مقابلة مع صحيفة "شبيغل" الألمانية وطالب فيها بوقف الدعم عن الاقتصاد المصري في ظل الحكم الحالي.
ووجه مراسل الصحيفة سؤاله إلى البرادعي قائلا: "هل تدعم وقف دعم الولايا المتحدة لمصر؟". فأجاب البرادعي: "لا أتخيل أحدا يتحلى بمبادئ الديمقراطية يدعم مثل هذا النظام لفترة طويلة" في إشارة إلى الرئيس محمد مرسي. وما يلي النص الكامل للمقابلة التي نشرتها دير شبيغل..
http://www.spiegel.de/international/world/spiegel-speaks-with-elbaradei-on-the-situation-in-egypt-a-869309.html
ElBaradei Speaks Out against Morsi: 'Not Even the Pharaohs Had So Much Authority' - SPIEGEL ONLINE
وفى هذا السياق يقول د.أبو بكر الدسوقي -رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية- أن القرار الألماني يلقى بمزيد من التبعات والتحديات أمام القيادة السياسية الحالية وهو انعكاس لحالة الانقسام الوطني الموجود في مصر الذي يلقى بتبعاته على العلاقات الدولية في وقت نحن أشد حاجة فيه لمساعدة المجتمع الدولي للنهوض بالاقتصاد المصري
وأضاف الدسوقي في تصريح لشبكة "رصد" أنه أيًا كانت الخلافات السياسية بين الفرقاء فلا ينبغي أبدًا اتخاذ سياسات أو الإدلاء بتصريحات تضر بالاقتصاد المصري لان النخبة غير متضررة بل المواطن المصري هو المتضرر.
ومن جهته قال الدكتور محمد جودة الخبير الاقتصادي والمستشار لحزب الحرية والعدالة ، أن تصريحات الدكتور محمد البرادعي غير موزونه ، مشيراً في الوقت نفسه أن دول العالم المختلفة والمؤسسات الأجنبية حريصة علي التواصل مع مصر، وأن صندوق النقد الدولي في حد ذاته كان يلح لتحصل مصر علي القرض وحريص بشكل كبير علي توثيق العلاقة مع النظام المصري الجديد.
وأضاف جودة في تصريحات خاصة لشبكة "رصد" الجميع يحرص علي الدخول في السوق المصري بأسرع وقت لان المتأخر منهم سيخسر كثيراً ، لان السوق المصري واعد ، وهم يحرصون علي توثيق العلاقة مع أول رئيس مدني منتخب لمصر والنظام الجديد.
وحول تعليق المانيا شطب الديوان المصرية ، قال الخبير الاقتصادي أن الأمر لا يتعد خاصة عند الاقتصاديين هو العمل في بيئة التأكد وليس في بيئة عدم التأكد ، فهو ينتظر أن تكون الأوضاع أكثر استقراراً للبلد وفي ظل دستور ، فتتدخل بقوي.
وختم كلامه بأن تصريحات البرادعي هو نوع الاستعداء علي مصر ، وهو أمر غير مقبول ، لافتاً أن الخارج لا يلتفت أليها ولا يعول عليه كثيراً قائلاُ "لا وزن له ولا قيمة".
وفي نفس السياق اعرب وزير التعاون ديرك نييبل عن قلقه من التطورات السياسية في مصر ، وذلك مقابلة مع صحيفة برلينر تسايتونغ الالمانية ،.
واضاف نييبل ان "التحولات في مصر تثير قلقي الشديد. الخطر قائم من عودة النظام الديكتاتوري للرئيس المخلوع حسني مبارك مع اشخاص آخرين بدلا منه. لا يمكنني الا ان احذر من تطور مماثل".
واوضح ان الحكومة الالمانية استخلصت بعض النتائج حتى الان. واضاف "بسبب الوضع المضطرب، ألغينا المفاوضات الحكومية حول المساعدة للتنمية التي كانت ستتم في منتصف ديسمبر".
وقال "والالغاء الجزئي للديون الذي كان مقررا لن يحصل في الوقت الراهن". لكن نييبل لم يغلق الباب امام القاهرة. وقال "نحن مستعدون لدعم تحول يمكن ان يؤدي الى مزيد من الديموقراطية ودولة القانون في مصر. فالحكومة المصرية هي التي تمسك بالاوراق".
من جانبه، اكد المتحدث باسم الحكومة الالمانية ستيفن شيبرت ان الحوار بين الحكومتين لم ينقطع. وقال "نريد ان يستمر النقاش مع مصر، هذا امر مهم في الوقت الراهن"، موضحا انه "لم يصدر اعلان عن وقف الاتصالات الحكومية".