إحتل العنف فى الشارع المرتبة الأولى باعتباره كثر أشكال العنف انتشارا فى المجتمع بنسبة 42 % . جاء ذلك في الاستبيان الذى أجراه المجلس القومى للمرأة على 500 سيدة بمحافظة القاهرة تراوحت أعمارهن ما بين 24-55 عاما، لتحديد أكثر اشكال العنف انتشارا فى مصر، فيما جاء العنف الأسرى فى المرتبة الثانية بنسبة 35 % ، ثم فى العمل بنسبة 9ر19 %. وأكد الاستبيان أن السبب الرئيسى للعنف من وجهة نظر المبحوثات تمثل فى غياب الأخلاق بنسبة 7ر37 %، ثم غياب الوجود الأمنى بنسبة 8ر23 %، وطريقة الملبس بنسبة 5ر17 %، وطريقة السير بنسبة 2ر16% . وأعلن ذلك اليوم خلال فعاليات مؤتمر “نحو حياه آمنة للمرأة المصرية”، والذى نظمه فرع المجلس القومى للمرأة بالقاهرة بحضور الدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة، وذلك فى إطار سلسلة المؤتمرات المحلية التى يعقدها المجلس بفروعه بكافة المحافظات استعدادا لليوم الدولى لمناهضة العنف ضد المرأة. وأشار الاستبيان إلى أنه بالنسبة للعنف الأسرى فقد جاء أنه يمارس من الاباء بنسبة 27 % من الاباء، و 25 % من الأزواج ، و23 % من الأخ، وبالنسبة لاشكاله “الدفع ، اللكم ، الضرب” فأكد الاستبيان انه يمارس من الاباء بنسبة 1ر27 % ، والازاج بنسبة 29 فى المائة، وبنسبة 19 % من الاخ ،أما الحرمان من التعليم فيمارسه 34 % من الاباء، وبنسبة 31 % من الاخ، و5ر16 % من الزوج. وأوضح أن دوافع العنف جاءت شخصية بنسبة 35%، ودوافع إجتماعية مثل العادات والتقاليد بنسب 5ر34%، وبشأن حلول وقف العنف أكد 2ر17% ضرورة زيادة احترام التعاليم الدينية، وطالب 9ر16% على إدخال مواد احترام المرأة وحقوق الإنسان فى المناهج التعليمية، وشدد 5ر16 % على ضرورة تواجد الأمن. وأكد الدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة – فى كلمته خلال مؤتمر ” نحو حياه آمنة للمرأة المصرية “- أن المرأة أساس المجتمع وتعد شريكا كاملا للرجل فى مافة مناحى الحياة، مبديا استعداده التام لمساندة المجلس القومى للمرأة فى مجال وضع مشروع خطة قومية للنهوض بالمرأة ،وجهوده فى مجالات التدريب ،وعقد المؤتمرات. واستعرض جهود المحافظة لتحسين وضع المرأة فى العشوائيات عن طريق محو الامية ، واكساب المرأة قدرات إقامة مشروع صغير ،وتعلم الحرف التى تمكنها من إعالة اسرتها فى أماكن مثل الدرب الأحمر ،والدويقة..مشيرا الى أن حالة عدم الامان التى تشعر بها المرأة الآن هى حالة عامة ،وأن التحرش مشكلة استجدت على المجتمع المصرى ووصلت لمستويات متدنية جدا ، معربا عن رفضه التام لهذا النمط من السلوك. وأكد أن الشعب المصرى أمامه فرصة تاريخية لإعادة بناء مصر، مطالبا بتنظيم مليونية للبناء والإنتاج، لأن مصر تمر بمرحلة حرجة ولن تستطيع جهة بمفردها تحمل المسئولية ولكن لابد من تضافر جهود كافة المؤسسات بالدولة لتخطى تلك المرحلة . فيما أوضحت سعاد الديب مقرر فرع المجلس بمحافظة القاهرة أن المؤتمر الذى تشهده المحافظة اليوم يعقد فى نفس التوقيت فى 27 محافظة لبحث سبل تحقيق الأمان للمرأة المصرية ومناهضة العنف حيث ينعكس إحساس المرأة بالامن على أمن الأسرة والمجتمع ككل. وقالت إن الأمن أصبح مفتقدا فى الفترة الأخيرة، وإن العنف ليس قضية خاصة بالمرأة بل ظاهرة إجتماعية مما يتطلب تغيير الواقع الإجتماعى لصالح الأسرة والمجتمع، مشيرة إلى أن الهدف من المؤتمر هو خلق وعى لدى المجتمع بكل اطرافه وبيان خطوره العنف المجتمعى ،وخلق تعاون بين كافة المؤسسات بالدولة من منظمات المجتمع المدنى ،والحكومة للتوصل لخطة لمواجهة العنف. وأضافت أن المؤتمر يقدم رؤية متنوعة من كافة النواحى التربوية والامنية ، والنفسية ،والقانونية، مؤكدة أن المجلس يدق ناقوس الخطر من أن المجتمع معرض لمشاكل خطيرة يمكن أن تتزايد مستقبلا لذلك لابد من تبصير المجتمع ،وبحث سبل حل تلك المشكلة ،مشيرة إلى انه من المزمع ارسال توصيات المؤتمر للجهات المعنية لوضعها فى الإعتبار عند وضع السياسات. ومن جانبهم ، أوصى الحضور بمراجعة التشريعات والغاء مايكرس للعنف ضد المرأة ، وسن التشريعات الرادعة وتغليظ العقوبات التى تحمى المرأة من العنف ، واستحداث قوانين لتحديد مفهوم التحرش وتجريمه ،انشاء وحدات خاصة داخل اقسام الشرطة لاستقبال بلاغات الجرائم الجنسية ، وتوفير آليات وإجراءات قضائية ميسرة تراعى ظروف المعنفات.