باتريك هاوز مراسل شؤون التعليم قالت فتاة في السابعة عشرة من عمرها الآن لبي بي سي إنها تعرضت لاعتداء جنسي من صديقها عندما كانا في الثانية عشرة من العمر خلص مسح أجرته جمعية "إن إس بي سي سي" البريطانية المعنية بحماية الأطفال إلى أن 10 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عاما تساروهم مخاوف من أن يكونوا "مدمنين" للمواد الإباحية. وقال واحد من بين كل خمسة من نحو 700 طفلا شملهم الاستطلاع إنهم شاهدوا صورا إباحية، وهو ما أدى إلى شعورهم بالصدمة أو بالغضب، حسب باحثين. وتقول حميعة "إن إس بي سي سي" الخيرية إن 12 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم صنعوا أو شاركوا في مقطع فيديو جنسي. وأشارت الجمعية إلى أن مشاهدة المواد الإباحية أصبحت "جزءا من الحياة اليومية" للعديد من الأطفال الذين اتصلوا بها طلبا للمساعدة. وأطلقت مؤسسة "تشايلدلاين" الخيرية حملة لزيادة الوعي وتقديم المشورة للشباب حول الآثار الضارة لمشاهدة المواد الإباحية لفترات طويلة، في أعقاب نشر نتائج المسح. عدواني وقال صبي دون الخامسة عشرة لمؤسسة "تشايلدلاين" إنه "يشاهد المواد الإباحية باستمرار وإن بعض هذه المواد عدوانية للغاية". وأضاف: "لم أكن أعتقد أنها تؤثر علي في بداية الأمر، لكني بدأت أرى الفتيات بطريقة مختلفة قليلا في الآونة الأخيرة، وهو ما جعلني أشعر بالقلق". وأردف: "أود أن أتزوج في المستقبل، لكني قلق من أنه قد لا يحدث أبدا لو واصلت التفكير في الفتيات بنفس طريقة تفكيري بهن الآن". وقالت فتاة في السابعة عشرة من عمرها الآن لبي بي سي إنها تعرضت لاعتداء جنسي من صديقها عندما كانا في الثانية عشرة من العمر. وأضافت: "كان يعتقد أن الأمر على ما يرام إلى حد ما، لكني شعرت بالوضاعة والارتباك والصدمة". وأردفت: "المواد الإباحية ليست مجرد مشاهدة مقطع فيديو لمدة 10 دقائق، لكن هناك تداعيات لذلك". وأطلقت مؤسسة "إف إيه بي زد" لمكافحة الإباحية حملة تستخدم سلسلة من الرسوم المتحركة لدراسة الآثار المترتبة على المشاهدة المفرطة للمواد الإباحية لدى البنين والبنات على حد سواء. وتتصل الرسوم المتحركة بمجموعة من المعلومات والنصائح لمساعدة الشباب على فهم آثار تقليد المحتوى الإباحي في الحياة الحقيقية، وحمايتهم من وضع أنفسهم في خطر. سهولة الوصول وقال بيتر ليفر، مدير مؤسسة تشايلدلاين، إنه من المهم أن نتحدث بصراحة عن هذه القضية. وأضاف: "الأطفال من جميع الأعمار اليوم يمكنهم بسهولة الوصول إلى مجموعة واسعة من المواد الإباحية، إذا كنا كمجتمع نخجل من الحديث عن هذه القضية، فإننا بذلك نهمل آلاف الشباب الذين يتأثرون بها". وأردف: "علمنا من الشباب الذين يتصلون بالمؤسسة أن مشاهدة المواد الإباحية أصبح جزءا من الحياة اليومية، ويظهر استطلاعنا أن واحدا من بين كل خمسة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و13 سنة يظن أن مشاهدة المواد الإباحية سلوك عادي". وأضاف: "يقولون لمؤسسة تشايلدلاين إن مشاهدة المواد الإباحية تجعلهم يشعرون بالاكتئاب ويتخيلون صورة جسم الجنس الآخر ويشعرون بالرغبة الشديدة في ممارسة أعمال جنسية ليسوا مستعدين لها". ورحب ليفر بالإعلان الأسبوع الماضي عن خطط لتعليم الأطفال من سن الحادية عشرة قضايا الاغتصاب والرضا الجنسي كجزء من التعليم الشخصي والاجتماعي والصحي في المدارس. وقال: "حملتنا تكمل بوضوح هذا الاقتراح". وأضاف: "يتعين علينا كمجتمع أن نزيل الحرج والخجل عند الحديث عن الإباحية - وهذا هو السبب وراء إطلاق هذا النشاط ومساعدة الشباب على اتخاذ خيارات أكثر وعيا". ضار ومزعج وأعربت استير رانتزين، مؤسسة جمعية تشايلدلاين، عن صدمتها من قيام أطفال في عمر الحادية العشرة بطلب المساعدة إزاء مخاوفهم من مشاهدة المواد الإباحية. وأضافت: "يتجه الشباب إلى الإنترنت لمعرفة المزيد عن الجنس والعلاقات. نعلم أنهم كثيرا ما يشاهدون موادا إباحية، وغالبا عن غير قصد، ويقولون لنا بشكل واضح للغاية إن هذا المحتوى كان له تأثير ضار ومزعج عليهم". وأردفت: "البنات على وجه الخصوص تقلن إنهن يشعرن وكأنه يجب أن يكون مظهرهن وتصرفاتهن مثل نجمات الأفلام الإباحية حتى يكن محبوبات من الأولاد".