كتب: عمرو المغربي منذ ما يقرب من 80 عاما والحركة الطلابية في جامعات مصر قوية وفعالة ؛ بدء من عام 1935 وإن كان الشهيد محمد رضا هو اخر من سقط من الطلاب فهناك العشرات الذين سقطوا من قبله على كوبر قصر النيل أو كوبري عباس أو في شوارع القاهرة برصاص الإنجليز. وفي الوقت الحالي، ومع عدم استقرار الأوضاع السياسية، تعود الحركة الطلابية – وخاصة المنتمية للتيار الاسلامي – في الجامعات من جديد لقوتها المعهودة ودورها البارز في المشهد العام. منذ مقتل محمد رضا الطالب بكلية الهندسة قبل أسبوع ، اشتعل غضب الطلاب واتهموا الشرطة بقتله ، وقرروا ألا يتنازلوا عن حق زميلهم وأعلن طلاب بعض الكليات في جامعة القاهرة إضرابا عن الدراسة حتى يتم القصاص لزميلهم. والحركة الطلابية لا يمكنها الصمود طويلا إذا لم يكن هناك أساتذة تساندها، فمن دون الأستاذ يقف الطالب وحده في مواجهة العالم لذلك أعلن بعض الأساتذة تضامنهم مع الطلاب في مطالبهم وإضرابهم. يرى الدكتور أحمد عبد ربه أستاذ العلوم السياسية بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية والذي أعلن عن تضامنه مع مطالب الطلاب أن الأستاذ والطالب هما المكونان الأساسيان للحركة الجامعية وبالتالي على الأستاذ أن يساند طلابه في مطالبهم وإلا فقد الأستاذ احترامه ومصداقيته لدى طلابه وهو ما جعله يتضامن مع الطلاب المضربين. أما عن كيفية تضامنه فقد أوضح أنه ألغى المحاضرات لمدة يومين ثم قرر أن يكون الإضراب جزئي نظرا لرغبة بعض الطلاب في الحضور ولكنه وعد الطلاب المضربين بإعادة شرح المحاضرات مرة أخرى. وقال أنه يحترم الحراك الطلابي وأن كل الطلاب من حقهم أن يتظاهروا طالما بشكل سلمي لكن من المفترض أن يكون ذلك الحراك قائم على أساس مطالب طلابية وليست سياسية. كلية العلوم أيضا كانت إحدى الكليات المشاركة في الإضراب وقد تضامن مع طلابها بعض اساتذتها مثل الدكتور هاني الحسيني المدرس بقسم الرياضيات. ويوضح الدكتور هاني أنه شارك في الإضراب لإنه يحترم قرار طلابه أيا كان وإذا كانوا طلاب الكلية قد أعلنوا الإضراب فعليه احترام ذلك القرار. وقال الحسيني أنه علق المحاضرات لمدة نصف يوم ثم تم الإتفاق مع الطلاب وإدارة الكلية بأن يستمر الإضراب لمدة أسبوع واحد فقط. وأكد أن لكل الطلاب الحق في التظاهر ، مشيرا إلى أن المظاهرات داخل الجامعة لا تسبب أي نوع من أنواع الإزعاج. ولم تكن كليتا العلوم والإقتصاد فقط هما المشاركتان في الإضراب لكن كلية الإعلام أيضا كانت إحدى الكليات التي أعلن اتحاد طلابها عن الإضراب. وبسؤال الدكتورة عاطف عبد الرحمن أستاذ الصحافة بكلية الإعلام عن أسباب تضامنها قالت أن السبب الرئيسي للتضامن هو أن ما حدث يمس استقلال الجامعة وأمنها وأن أمن الجامعة وتأمينها مسؤلية رئيس الجامعة وليس الداخلية. كما أوضحت أن الأستاذ الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة قد أصدر بيانا في هذا الشأن يليق بعراقة جامعة القاهرة وكرامتها. لكنها أوضحت أنها لم تعلق المحاضرات وإنما استمرت في التدريس لأنها ترى أن التظاهر لابد ألا يمنع الطالب من الإستمرار في الحضور وألا تتوقف العملية التعليمية لأي سبب. وأكدت هي الأخرى عن حق جميع الطلاب عن التعبير عن رأيهم لكنها أبدت استياءها من الإعتداء على المنشآت وتشوية الجدران. كما أكدت أن على الطلاب أن يستخدموا الشعارات المناسبة للجامعة وألا يهدروا من أجل التظاهر حقهم في التعليم.