بلا منازع أو منافسة، أصبح تطبيق "التيك توك"، الأكثر انتشارًا بين منصات التواصل الاجتماعي فى بلادنا، وأعظمها جلبًا للربح السريع المبالغ فيه حتى لو على حساب المحتوى الذي هو فى معظمه محتوى يضرلا ينفع. أصوات تعالت داخل أروقة المؤسسات المصرية مؤخرًا لحظر تطبيق "التيك توك" فى مصر، نظرًا لما يمثله هذا التطبيق من تهديدات للأمن القومي المصري ويعرض حياة الناس فى المحروسة للخطر لمخالفته الأعراف والتقاليد المصرية، حتى وصل الأمر بتقديم طلب إحاطة فى البرلمان يطالب بحظر تطبيق "تيك توك" فى مصر، الطلب الذي اتهم هذه المنصة بأنها الأكثر إفسادًا للمجتمع من خلال نشر محتوى مخالف للأعراف والتقاليد المصرية. الأرقام تؤكد أن عدد مستخدمي منصة "التيك توك" فى مصر، وصل إلى 32 مليون مستخدم، أغلبهم من الشباب وهو يجعلها المنصة الأكثر تأثيرًا على عقول وأفكار الجيل القادم من أبنائنا، سواء فى نشر الشائعات والأفكار المشوهة والمراهنات والأعمال المنافية للآداب، للوصول لمراتب "التريند" ما يهدد الأمن المجتمعي، أو يكون الناشر لبعض الأفكار والقيم المفيدة عبر تقديم محتوى يساهم فى بناء الإنسان وليس هدمه. وخلال فترة قصيرة رصدت الجهات المعنية بوزارتي الداخلية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ولجنة الاتصالات بمجلس الشعب، العديد من التجاوزات على بعض حسابات "التيك توك" وشاهدنا جميعًا عددًا من الشباب والفتيات يتم إدانتهم بنشر الشائعات والفواحش بين فئات المجتمع، لذا وجب التوقف لتدارس هذه الظاهرة وسبل تنظيمها اجتماعيًا وقانونيًا وماليًا مع العمل على حظر الحسابات المشبوهة التي تعمل من أجل جمع المزيد من المال بغض النظر عن مستوى المحتوى المقدم، وهو ما يجعلها أداة خطيرة تندرج تحت طائلة حروب الجيل الرابع التي تستهدف انهيار الشعوب والمجتمعات من الداخل. هناك دول وحكومات كثيرة قررت حظر تطبيق "التيك توك" بعد التأكد من مخالفته القوانين والمعايير الأخلاقية والسياسية والمالية، وساهم فى ظهور رءوس أموال "مجهولة" المصدر، وزيادة وتيرة معاناة المجتمع من جرائم الاتجار بالبشر، فهل نملك القدرة على اتخاذ قرار حظر تطبيق "التيك توك" فى مصر؟! أم لدينا العزيمة المطلوبة لتصحيح مسار هذا التطبيق ليكون مساهمًا فى إعلاء مبادئ وقيم تبني وترقى بالمجتمع عبر البحث عن محتوى يخدم الأعراف والتقاليد البناءة، خصوصاً بين فئة الشباب والمراهقين التي مازالت تتعرض لهجوم واسع ومكثف من الأفكار المشوهة التي لو استمرت ستكون "نكسة" جديدة للأجيال المقبلة. حمى الله مصر وشعبها العظيم